رفع اليدين في الصلاة

رفع اليدين في الصلاة-

من سنن الصلاة الفعلية، رفع اليدين في الصلاة إذا كبر للإحرام، وإذا ركع، وإذا رفع من الركوع، وإذا قام من التشهد الأول، وهو من زينة الصلاة، كما قال عبد الملك: سألت سعيد بن جبير عن رفع اليدين في الصلاة فقال: (هو شيء تزين به صلاتك)رواه البخاري في جزء رفع اليدين(٣٧)

وقال النعمان بن أبي عياش: (لكل شيء زينة، وزينة الصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع)رواه البخاري في جزء رفع اليدين(٥٨)

عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنه كان إذا رأى رجلاً لا يرفع يديه إذا ركع وإذا رفع رماه بالحصى)رواه البخاري في جزء رفع اليدين(١٤)

١-رفع اليدين إذا كبر للإحرام وإذا ركع وإذا رفع من الركوع.
وهذا متواتر عن النبي عليه الصلاة والسلام، نص على تواتره السيوطي في قطف الأزهار(٣٣)والكتاني في نظم المتواتر(٨٠)

جاء في الحديث عن سالم بن عبدالله عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام إذا قام في الصلاة رفع يديه حذو منكبيه، وكان يفعل ذلك حين يكبر للركوع، ويفعل ذلك إذا رفع رأسه من الركوع)رواه البخاري(٧٣٥)ومسلم(٣٩٠)

قال الإمام الترمذي في جامعه(٧٣): ونحو حديث ابن عمر في الباب عن عمر وعلي ووائل بن حجر ومالك بن الحويرث وأنس وأبي هريرة وأبي حميد وأبي أسيد وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة وأبي قتادة وأبي موسى الأشعري وجابر وعمير الليثي.اهـ

قلت: وتواتر أيضاً عن الصحب الكرام والأئمة الأعلام رفع اليدين في الصلاة.
قال الإمام البخاري في جزء رفع اليدين(٧): وقال الحسن وحميد بن هلال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أيديهم فلم يستثن أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دون أحد، ولم يثبت عند أهل العلم عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يرفع يديه، وكذلك رويناه عن عدة من علماء مكة وأهل الحجاز والعراق والشام والبصرة واليمن وعدة من أهل خراسان.اهـ

٢-رفع اليدين إذا قام من التشهد الأول.
وهذا مشهور عن النبي عليه الصلاة والسلام، فيه أحاديث، منها:
عن نافع: (أن ابن عمر رضي الله عنه كان إذا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه، وإذا ركع رفع يديه، وإذا قال: سمع الله لمن حمده رفع يديه، وإذا قام من الركعتين رفع يديه، ورفع ذلك ابن عمر إلى نبي الله عليه الصلاة والسلام)رواه البخاري(٧٣٩)وبوب له: باب رفع اليدين إذا قام من الركعتين، ومسلم(٣٩٠)

قلت: وفي الباب:
عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، رواه البخاري في رفع اليدين(١)
وعن أبي قتادة رضي الله عنه، رواه البخاري في جزء رفع اليدين(٣)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، رواه أبو داود(٧٣٨)
وعن ابن الزبير رضي الله عنه، رواه أبو داود(٧٣٩)
وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه، رواه أبو داود(٧٣٠)

-مسألتان:
الأولى: قال الإمام البخاري في جزء رفع اليدين(٣٤): ولم يثبت عند أهل النظر ممن أدركنا من أهل الحجاز وأهل العراق، منهم عبد الله بن الزبير وعلي بن عبد الله بن جعفر ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه هؤلاء أهل العلم من أهل زمانهم فلم يثبت عند أحد منهم علمنا في ترك رفع الأيدي عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يرفع يديه.اهـ

قلت: وأما حديث ابن مسعود أنه صلى فلم يرفع يديه إلا مرة)رواه أبو داود(٧٤٨)وضعفه، والترمذي(٢٥٧)وقال: لم يثبته عبدالله بن المبارك.

وحديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام رفع يديه حين افتتح الصلاة ثم لم يرفعهما حتى انصرف)رواه أبو داود(٧٥٢)وضعفه

الثانية: وردت أحاديث في رفع اليدين في السجود، وتنازع العلماء في صحتها.
نفاها ابن عمر رضي الله عنه كما في صحيح البخاري(٧٣٨)وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه كما في سنن أبي داود(٧٤٤)
وضعفها ابن القيم في الزاد(١/٢٢٢)وابن رجب في الفتح(٦/٣٥٤)وابن باز في شرح البخاري(٢/١٩٧)

وقال بعض أهل العلم: إن صحة أحاديث رفع اليدين في السجود، فإنها تفعل أحياناً لا دائماً.

كتبه/
بدر بن محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد

١٨ شوال ١٤٤٠هـ