– ختم سنن ابن ماجه –
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وآله وصحبه وبعد:
ابن ماجه: هو الإمام الحافظ أبو عبدالله محمد بن يزيد القزويني
وماجه بالهاء وقفاً ووصلاً، قال ابن حجر في التهذيب(٥/٣١٦): ماجه لقب يزيد وأنه بالتخفيف اسم فارسي.اهـ
@- عدد أحاديث ابن ماجه في سننه:
قال أبو الحسن ابن القطان صاحب ابن ماجه:
عدة أحاديث كتاب ابن ماجه أربعة ألاف،ذكره الزركشي في نكته على المقدمة(٦٧).اهـ
– بلغت أحاديث ابن ماجه (٤٣٤١) حديثاً
منها(٣٠٠٢) أخرجها باقي أصحاب الكتب الستة كلهم أو بعضهم.
ومنها(١٣٣٩) تفرد بها ابن ماجه عن باقي أصحاب الكتب الستة وهي زوائده.
وهذه الزوائد فيها الصحيح والحسن والضعيف والمنكر والموضوع، وقيل كل زوائده ضعيفة، والقول الأول أصح.
وقد اعتنى بزوائده الحافظ شهاب الدين البوصيري في كتاب مصباح الزجاجة على زوائد ابن ماجه.
وللعلامة السندي حاشية جيدة على سنن ابن ماجه.
@- أسانيد ابن ماجه:
– أعلى ما وقع لابن ماجه في سننه ثلاثيات
وهي خمس ثلاثيات
أحدها في كتاب الطب باب الحجامة
وآخر في كتاب الزهد باب صفة
أمته عليه الصلاة والسلام
وآخر في كتاب الأطعمة باب الشواء
وآخر في كتاب الأطعمة باب الضيافة
وآخر في كتاب الأطعمة باب الوضوء عند الطعام
كلها من طريق:
جبارة بن المُغلس عن كثير بن سليم عن أنس
وهي من زوائده
وجبارة بن المُغلس ضعيف لم يرو عنه سوى ابن ماجه
وكثير بن سليم ضعيف لم يرو عنه سوى ابن ماجه.
– وعنده رباعيات وخماسيات وسداسيات وأنزل ما عنده تساعي.
@- رواة سنن ابن ماجه:
قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(٥/٣١٦):
المشهورون برواية سنن ابن ماجه هم:أبو الحسن ابن القطان وسليمان بن يزيد وأبو جعفر محمد بن عيسى وأبو بكر حامد الأبهري.اهـ
@- عادات ابن ماجه في سننه:
١- صدر سننه بمقدمة نفيسة ذكر فيها أبواب في الحث على اتباع السنة وتعظيم حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضه واتباع سنة الخلفاء واجتناب البدع والجدل وأبواب في الإيمان والقدر وفضائل الصحابة وذكر الخوارج والجهمية وغير ذلك
وختم سننه بكتاب الزهد.
٢- غالب ما في سننه أحاديث الأحكام وقد رتبه على الأبواب الفقهية وترجم لأحاديثه بتراجم نفيسة واضحة المعنى كثيرة الفوائد كقوله (باب ما جاء في الوضوء على أمر الله تعالى)و(باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة)
وكان يكثر من قوله(باب النهي عن كذا)أو (باب ما جاء في كذا) وهكذا.
٣- من عاداته أنه يعقد الترجمة ثم يسوق الأحاديث المتعلقة بالترجمة متتابعة
كقوله( باب النهي عن البول في الماء الراكد)
وساق حديث جابر وحديث أبي هريرة وحديث ابن عمر في النهي. وهكذا في سائر الأبواب.
٤- الأحاديث المكررة في سننه ليست كثيرة
وأحياناً إذا كرر الحديث اكتفى بالسند ويقول:مثل حديث فلان،
وإذا كرر الحديث في الباب كان بالمكرر زايادات نفيسة غير موجودة في الحديث السابق.
٥- غالباً يصدر الترجمة بما صح عنده من الأحاديث فإن لم يكن في الباب حديث صحيح صدره بحديث حسن فإن لم يكن فبحديث ضعيف.
٦- غالب أحاديثه مرفوعة إلى النبي عليه الصلاة والسلام وعنده أثار موقوفة لكنها قليلة جداً.
٧- روى أحاديث عن مدلسين بالعنعنة وعن ضعفاء ومتروكين وكذابين وهذا كان سبباً في نقد العلماء لسننه.
٨- ومن عاداته أنه يبين غريب الحديث أحياناً:
كقوله(ح-٧٠٣)عن ابن مسعود قال جدب لنا
رسول الله بعد العشاء.
قال ابن ماجه:يعني زجرنا عنه،نهانا عنه.
وحديث(ح-٧٥٦)عن أنس قال(وفي البيت فحل من هذه الفحول)
قال ابن ماجه:الفحل هو الحصير الذي اسود.
٩- ربما ذكر فقه الحديث وهذا على قلة.
١٠- ربما تكلم على الرجال وهذا على قلة.
كقوله(ح-٦١) حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا حماد بن نجيح وكان ثقة.
١١- ربما تكلم على علة الحديث وهذا على قلة
كقوله(ح-٣٧٣)عن الحكم بن عمرو(أن رسول الله نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة)
وعن عبدالله بن سرجس(نهى رسول الله أن يغتسل الرجل بفضل وضوء المرأة والمرأة بفضل الرجل..)
قال ابن ماجه:الصحيح هو الأول والثاني وهم.
١٢- إذا روى عن شيخين أو أكثر لا يبين لمن اللفظ إلا نادرا.
كقوله(ح-٦٤١):حدثنا أبوبكر ابن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لها وكانت حائضاً(انقضي شعرك واغتسلي)
قال ابن ماجه:قال علي في حديثه(انقضي رأسك)
– وفيه فوائد غير ما ذكر كثيرة يطول بسطها.
كتبه
بدر بن محمد البدر