( مسند أبي يعلى الموصلي )
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله أجمعين وبعد:
– أبو يعلى هو الإمام الحافظ محدث الموصل أحمد بن علي بن المثنى التميمي .
حدّث عن كبار الأئمة مثل: أبو بكر ابن أبي شيبة وزهير بن حرب وعبيدالله بن عمر القواريري وغيرهم
وحدّث عنه كبار الحفاظ مثل:النسائي وابن حبان وابن السني والطبراني وغيرهم.
ت ٣٠٧ بالموصل وقد تجاوز المائة.
– مسند أبي يعلى:
قيل له مسندان الصغير والكبير، والمتداول المسند الكبير.
والمسند مفرد مسانيد وهي الكتب التي موضوعها جعل حديث كل صحابي على حدة.
@- عادات أبي يعلى في مسنده:
١- بدىء مسنده بمسند أبي بكر ثم مسند عمر ثم مسند علي ثم مسند طلحة ثم مسانيد باقي الصحابة
وختمه بمسند سهل بن سعد الساعدي.
وجملة ما فيه من أحاديث (٧٥٥٥) حديثاً، وقد يختلف الترقيم في بعض الطبعات.
٢- تارة يقول مسند فلان- وتارة يقول:فلان عن النبي عليه الصلاة والسلام
وتارة يقول:ما أسند فلان عن النبي عليه الصلاة والسلام- وتارة يقول:حديث فلان، – وتارة يقول:حديث فلان عن فلان عن النبي عليه الصلاة والسلام وهكذا.
٣- من عادات ذكر علل الأحاديث في بعض الأحيان :
– كحديث(ح -٣١)عن أبي الخير عن عبدالله بن عمرو عن أبي بكر مرفوعاً(اللهم إني ظلمت نفسي..)
قال الليث عن أبي بكر؛ وقال عمرو بن الحارث عن عبدالله بن عمرو ولم يجاوز به.
– وحديث(ح-١٢٩)قيس بن أبي حازم عن أبي بكر أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية..)
وحدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن الحكم عن قيس عن أبي بكر بمثل ذلك
ولا يذكر النبي عليه الصلاة والسلام.
٤- من عاداته أنه يسوق السند والمتن معاً وإذا روى المتن بعينه من طريق آخر يكتفي بالسند فقط ولا يذكر المتن، ويقول: نحوه.
٥- من عاداته أنه يسوق السند والمتن معاً وإذا روى بنفس السند أكثر من حديث فإنه يقول:وبه ثم يسوق المتن.
وربما قال:وبإسناده، وربما قال:وعن فلان، وهكذا.
٦- ربما قال في بعض المواضع حدثنا عدة
كقوله(ح-٦٥٠) حدثنا عدة عن معمر،
وربما قال (ح-٨١٩) حدثنا عدة إبراهيم بن معمر وغيره.
– والإبهام بصيغة الجمع في قبوله خلاف بين الأئمة ولم يتبين لي مذهب الموصلي فيه.
٧- ربما بيّن المهمل من الرواة وهذا على قلة
كقوله:(ح-٣٤)حدثنا أبو موسى هارون بن عبدالله حدثنا أبو أسامة حدثني الفزاري-يعني-أبا إسحاق.
– وربما ذكر اسم البهم في السند وهذا أيضاً على قلة.
كقوله(ح-٤٣٥٦)عن نافع عن مولاة لفاكه بن المغيرة.
قال أبو يعلى:أخبرني عبدالرحمن بن السراج أن اسمها:سائبة- يعني اسم مولاة فاكه.
٨- من عاداته أنه إذا روى عن شيخين لا يذكر لمن اللفظ إلا نادراً
كقوله(ح- ٤٧٢):حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة
وأبو هشام الرفاعي وهذا لفظ أبي بكر.
٩- وربما ذكر زيادات الشيوخ
كقوله( ح- ٢٩١١): حدثنا القواريري وموسى بن محمد قالا حدثنا حرمي عن شعبة عن قتادة عن أنس مرفوعاً(من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)
قال أبو يعلى:وليس في حديث موسى(متعمداً).
١٠- الأحاديث المكررة عنده قليلة جداً
كحديث رقم (ح -٦٣٣٦)
١١- ربما اختصر الحديث، بقوله:وذكر الحديث
كما في حديث رقم(ح- ١.٧٣) و(ح -١١٥١)
١٢- غالب صيغ الأداء في مسنده بلفظ(حدثنا)
وربما استعمل(أخبرنا)أو ( سمعت)
لكن على قلة جداً.
١٣- ربما روى وجادة في مسنده وهي قليلة جداً
كقوله في حديث رقم(ح- ٧٣٧١): وجدت في كتابي عن سويد ولم أرَ عليه علامة السماع وعليه(صح)
فشككت فيه وأكبر ظني أني سمعته منه عن
ضمام بن إسماعيل.
١٤- ربما ذكر فقه الحديث
كقوله(ح-١٤٩٧): عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن النبي عليه الصلاة والسلام(نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب)
قال أبو يعلى:قال ابن الدورقي قال أبو عبدالرحمن:ليس هو بالمعروف عند الناس ولم يزل الناس يحتبون.
وقوله(ح -٥٤٢٢): عن ابن عمر مرفوعاً(إذا استأذنت أحدكم أمرأته إلى المسجد فلا يمنعها)
قال أبو يعلى:قال سفيان بن عيينة:يرون أنه بالليل.
١٥- ربما وضّح غريب الحديث
كقوله(ح-٥١٨١):عن ابن مسعود مرفوعاً(ابغني شيئاً أستنجي به ولا تقربني حائلاً ولا رجيعاً)
قال أبو يعلى:قال ليث:الحائل:العظم.
وقوله(ح-٦١٢٨):عن أبي هريرة مرفوعاً(إن الشرود يرد)
قال أبو يعلى:يعني البعير الشرود.
– هذا بعض ما تيسر لي معرفته بعد الاطلاع على مسند أبي يعلى.
كتبه
بدر بن محمد البدر