@ الرد الثاني / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

– الرد رقم(٢):

طعن عدنان إبراهيم  بالصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه –

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

 

قال عدنان إبراهيم قبحه الله ساخراً في مقطع صوته له في موقعه: معاوية لا أشبع الله بطنه هذه دعوة النبي عليه الصلاة والسلام عليه وأصابته الدعوة ، فهو ليس له إلا الأكل.اهـ

 

يجاب على قوله من عدة أوجه:

 

أولاً: أن السخرية بالآخرين محرمة.

قال تعالى(يـٰٓأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهمـ) الآية.

والسخرية هي الاستهزاء ، يقال هزئ به واستهزأ.

 

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(١٧٤٧): نهى تعالى عن السخرية بالناس ، وهو احتقارهم والاستهزاء بهم ، والمراد من ذلك: احتقارهم واستصغارهم وهذا حرام فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدراً عند الله وأحب إليه من الساخر منه المحتقر له.اهـ

ولاشك أن معاوية رضي الله عنه أعظم قدراً من هذا المستهزيء.

 

ثانياً: أن السخرية بالآخرين من فعل الجهال.

قال تعالى(وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركمـ أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجـٰهلين) 

فعد السخرين من فعل الجاهلين.

قال العلامة السعدي في تفسيره(٤٦): الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه وهو الذي يستهزئ بالناس ، وأما العاقل فيرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل استهزاءه بمن هو آدمي مثله.

 

ثالثاً: أن السخرية بالصالحين من فعل أهل النفاق

قال تعالى( وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى شيـٰطينهمـ قالوا إنا معكمـ إنما نحن مستهزءون)

قال الإمام القرطبي في تفسيره(١/١٥٠): أنزلت هذه الآية في ذكر المنافقين.اهـ

 

رابعاً: أن السخرية بالصحابة أذية لهم ، وأذية الصحابة مما يؤذي النبي عليه الصلاة والسلام 

قال عبدالله بن المغفل رضي الله عنه: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (الله الله في أصحابي لا تتخذوا أصحابي غرضاً من أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله)رواه الترمذي(٣٨٧١)وقال:حديث حسن غريب ، وصححه ابن حبان(٧٢١٢)

 

وآذية الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام من

كبائر الذنوب ، قال تعالى ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً)

قال الحافظ ابن كثير في تفسيرة(١٥٢٥): والآية عامة في كل من آذاه بشيء فقد آذى الله.اهـ

 

خامساً: حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له(اذهب وادع لي معاوية) قال: فجئت فقلت: هو يأكل فقال (لا أشبع الله بطنه) رواه مسلم(٢٦٠٤)

قال الحافظ النووي في شرح مسلم(١٥٥٢): دعاؤه على معاوية: أن لا يشبع حين تأخر ففيه جوابان:

أحدهما: أنه جرى على اللسان بلا قصد

والثاني: أنه عقوبة له لتأخره.اهـ

 

قلت: والقول الأول أرجح ، وأن هذا الكلام يجري على اللسان ولا يراد منه وقوعه ، ونظيره قوله عليه الصلاة والسلام لمعاذ( ثكلتك أمك يا معاذ)

رواه الترمذي(٢٦١٦)وقال حديث حسن صحيح.

قال الحافظ أبو العلا المباركفوري في تحفة الأحوذي(٧/٢٨): قوله(ثكلتك)بكسر الكاف أي فقدتك ، وهو دعاء عليه بالموت على ظاهره ، ولا يراد وقوعه ، بل هو تأديب وتنبيه من الغفلة.اهـ

 

ونظيره أيضاً قوله عليه الصلاة والسلام لصفية رضي الله عنها لما حاضت(عَقرى حَلقى) رواه البخاري(١٧٦٢)

قال الحافظ ابن حجر في الفتح(٣/٦٦٨):

قوله(عقرى حلقى) معناه الدعاء بالعقر والحلق ، 

ثم معنى عقرى عقرها الله أي جرحها وقيل جعلها عاقراً لا تلد وقيل عقر قومها ، ومعنى حلقى حلق شعرها وهو زينة المرأة أو أصابها وجع في حلقها

وحكى القرطبي أنها كلمة تقولها اليهود للحائض ، فهذا أصل هاتين الكلمتين ، ثم اتسع العرب في قولهما بغير إرادة حقيقتهما كما قالوا: قاتله الله ، وتربت يداه ، ونحو ذلك.اهـ

 

كتبه

بدر محمد البدر

5/جمادى الاول/1436هـ