سلسلة الألفاظ المنهية رقم (٢٠)
١- ( المرحوم فلان )
من الخطاء قول بعض الناس للمتوفي (المرحوم فلان) من باب الإخبار بأن الله سبحانه وتعالى رحمه.
جاء في فتاوى اللجنةُ الدائمة برئاسة العلامة ابن باز فتوى رقم(٦٣٦٠): لا يجوز قول: المرحوم ، للميت وإنما يقال: رحمه اللهُ لأنَّ الجملة الأولى إخبار من القائل ، وهو لا يعلم الحقيقة ، بل الله سبحانه الذي يعلمها.اهـ
وقال العلامة ابن عثيمين في الفتاوى(٣/١٣٦):
ﻭﻻ ﻓﺮﻕ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﻟﻨﺎ: (ﻓﻼﻥ اﻟﻤﺮﺣﻮﻡ) ﻭ (ﻓﻼﻥ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ) ﻷﻥ ﺟﻤﻠﺔ(ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ) ﺟﻤﻠﺔ ﺧﺒﺮﻳﺔ ، ﻭاﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺬﻱ ﺭﺣﻢ ﻓﻬﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺧﺒﺮﻳﺔ ، ﻓﻼ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻱ ﺑﻴﻦ ﻣﺪﻟﻮﻟﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻤﻦ ﻣﻨﻊ (ﻓﻼﻥ اﻟﻤﺮﺣﻮﻡ) ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﻊ (ﻓﻼﻥ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ)
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﻧﻘﻮﻝ ﻻ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺠﻤﻠﺔ ﺃﻱ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻨﺎ: (ﻓﻼﻥ اﻟﻤﺮﺣﻮﻡ) ، (ﻓﻼﻥ اﻟﻤﻐﻔﻮﺭ ﻟﻪ) ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ ، ﻷﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﻧﺨﺒﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﺧﺒﺮاً ﻭﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺭﺣﻤﻪ ، ﻭﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ، ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺴﺄﻝ اﻟﻠﻪ ﻭﻧﺮﺟﻮﻩ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﺮﺟﺎء ﻭاﻟﺪﻋﺎء ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻹﺧﺒﺎﺭ، ﻭﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻫﺬا ﻭﻫﺬا.اهـ
٢- (يا حمار)
من الأخطاء الشائعة قول بعض الناس لبعض
يا حمار أو يا كلب أو يا قرد ونحو ذلك ، لأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن صورة.
قال تعالى: ( ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)
قال ابن عباس رضي الله عنه: ( في أحسن تقويم) في أعدل خلق.
وقال إبراهيم وأبو العالية ومجاهد وقتادة: (في أحسن تقويم)في أحسن صورة.
وقال مجاهد أيضاً: في أحسن خلق.
رواه عنهم الطبري في تفسيره(١٢/٦٣٦)
فبيّن سبحانه وتعالى بأنه خلق الإنسان في أحسن صورة وأجمل خلق.
ونهانا ربنا عزوجل عن التنابز بالألقاب
قال تعالى: { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}
قال العلامة الشوكاني في تفسيره(٤/١١٢):والتنابز بالألقاب أن يلقب بعضهم بعضاً، قال عطاء: كقولك يا كلب يا حمار يا خنزير.اهـ
قال الحافظ النووي في الأذكار (٣٦٥):
ومن الألفاظ المذمومة المستعملة في العادة قوله لمن يخاصمه: يا حمار ، يا تيس ، ياكلب ، ونحو ذلك ، فهذا قبيح لوجهين:
أحدهما: أنه كذب ، والآخر: أنه إيذاء.اهـ
٣- (الممرضات ملائكة الرحمة)
قال العلامة ابن باز كما في الفتاوى المتعلقة في الطب(١/١٨٣): هذا الوصف لا يجوز إطلاقه على الممرضات ، لأن الملائكة ذكور وليسوا إناثاً
وقد أنكر الله سبحانه على المشركين وصفهم الملائكة بالأنوثية ، ولأن ملائكة الرحمة لهم وصف خاص لا ينطبق على الممرضات ، ولأن الممرضات فيهن الطيب والخبيث فلا يجوز إطلاق هذا الوصف عليهن.اهـ
كتبه/
بدر بن محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.
٢/٦/١٤٣٧هـ