@ سلسلة الألفاظ المنهية (١٦) @

سلسلة الألفاظ المنهية:(١٦)

١- (الإيمان في القلب)
هذا قول باطل ، مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة: أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة.
قال تعالى:(إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثمـ لم يرتابوا وجـٰهدوا بأموٰلهمـ وأنفسهمـ في سبيل الله أولـٰئك همـ الصـٰدقون)
وقال تعالى:(إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهمـ وإذا تليت عليهمـ ءايـٰته زادتهمـ إيمـٰناً وعلى ربهمـ يتوكلون الذين يقيمون الصلوٰة ومما رزقنـٰهمـ ينفقون أولـٰئك هم المؤمنون حقاً)
وقال تعالى (ليزدادوا إيمـٰناً مع إيمـٰنهمـ)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام:(الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الإيمان)

رواه البخاري(٩) ومسلم(٥٧)
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:(ما رأيت من ناقصات عقل ودين)

رواه البخاري(٣٠٤) ومسلم(١٥٥)
قال الإمامان أبو حاتم وأبو زرعة كما في عقيدة الرازيين(٣): أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعراقاً ومصراً وشاماً ويمناً فكان من مذهبهم أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.اهـ
وقال الإمام الإسماعيلي في اعتقاد أئمة الحديث(٩٢):اعلم أن مذهب أهل الحديث وأهل السنة والجماعة… وإن الإيمان قول وعمل ومعرفة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.اهـ
قال العلامة سليمان بن عبدالله آل الشيخ في حاشية كتاب التوحيد(٤٣): قوله(ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه) هذا يدل على أن الأعمال من الإيمان خلافاً للأشاعرة والمرجئة في قولهم: إنه القول ، وزعموا أن الإيمان هو مجرد التصديق وتركوا ما عليه الكتاب والسنة لأن الدين ما أمر الله به فعلاً وما نهى عنه تركاً.اهـ

٢- (الله في كل مكان)
هذا قول باطل ، وهو خلاف ما دل عليه الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة: أن الله سبحانه وتعالى في السماء فوق خلقه مستو على عرشه.
قال تعالى( يخافون ربهم من فوقهم)

وقال تعالى( وهو العلي العظيم)

وقال تعالى( سبح اسم ربك الأعلى)

وقال تعالى( إليه يصعد الكلم الطيب) 

وقال تعالى( وهو القاهر فوق عباده)

وقال تعالى( تعرج الملائكة والروح إليه)

وقال تعالى( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)
– وتواترت الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ، في إثبات علو الله تعالى فوق خلقه وممن حكى التواتر الحافظ الذهبي في العلو(١/٢٤٩) والإمام ابن القيم في اجتماع الجيوش(٩٨)

من هذه الأحاديث:

ما رواه البخاري(٧٤٢٢) ومسلم(٢٧٥١) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء).
وروى مسلم(٧٧٣) عن حذيفة رضي الله عنه أنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول إذا سجد:(سبحان ربي الأعلى).
وروى مسلم(٥٣٧) عن معاوية بن الحكم رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال للجارية:(أين الله؟ قالت: في السماء. فقال:اعتقها فإنها مؤمنة).
قال الأوزاعي رحمه الله: (كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات)

رواه البيهقي في الأسماء والصفات(٤٠٨)

وصححه شيخ الإسلام في الفتوى الحموية(٤٣)

وابن القيم في اجتماع الجيوش(٤٣) وقال الألباني في مختصر العلو(١٨٣):رواته أئمة ثقات.
قال العلامة ابن عثيمين في الفتاوى(١/١٣٣): وأما من قال (إن الله في كل مكان) وأراد بذاته ، فهذا كفر لأنه تكذيب لما دلت عليه النصوص ، بل الأدلة السمعية والعقلية والفطرية من أن الله تعالى عليٌّ على كل شيء ، وأنه فوق السماوات مستو على عرشه.اهـ

كتبه/

بدر بن محمد البدر العنزي.

١٤/٢/١٤٣٧هـ