سلسلة الألفاظ المنهية:(١٣)
١- (يا حول الله)
قول بعض الناس (يا حول الله) قول خاطئ ولا يجوز ، لأنه سؤال صفة ، وسؤال الصفة لا يجوز عند عامة أهل العلم ، ومثله قول (يا قوة الله) و (يا قدرة الله) و(يا عزة الله).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تلخيص الاستغاثة (٨٠): إن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث ، وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين.اهـ
– ومثله قول بعض الناس (يا حول) وهذا أيضاً لا يجوز لأنه سؤال للحول ، والواجب على المسلم أن يسأل الله سبحانه وتعالى ولا يسأل غيره.
قال النبي عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله عنه: (إذا سألت فاسأل الله) رواه الترمذي(٢٥١٦) وقال: حديث حسن صحيح.
وصححه الألباني.
٢- (لا حول الله)
هذه العبارة خاطئة ولا تجوز لأن فيها نفي الحول عن الله سبحانه وتعالى ، الصواب قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)
كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له: (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله)
رواه البخاري(٦٣٨٤) ومسلم(٢٧٠٤)
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة(٢٦/٣٦٥)
قول: (لا حول الله) هو اختصار قبيح لكلمة: (لا حول ولا قوة إلا بالله) فلا يجوز ، لأنه يغير المعنى.اهـ
وقال العلامة محمد بن عثيمين في الفتاوى(٣/١٣٩):
قول: (لا حول الله) ما سمعت أحدا ًيقولها وكأنهم يريدون (لا حول ولا قوة إلا بالله) فيكون الخطأ فيها في التعبير ، والواجب أن تعدل على الوجه الذي يراد بها ، فيقال :(لا حول ولا قوة إلا بالله).اهـ
٣- (الله والنبي يحييك)
هذه العبارة يقولها بعض الناس من باب الترحيب
وهي عبارة خاطئة ولا تجوز ، والصواب قول: (حياك الله) أو (الله يحييك)
لأن النبي عليه الصلاة والسلام بعد وفاته لا يرحب بأحد.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (٢٦/٣٦٣)
سؤال: كنا في مجلس وصاحب الدار يرحب بضيوفه بالعبارة التالية: (الله والنبي محييكم ، الله والنبي يحييكم) ويكرر هذه العبارة مرات عديدة ، اعترض عليه أحد الحضور وقال: هذه العبارة لا تنبغي ، وهي من تحيات بعض الفرق الضالة.
آمل من فضيلتكم التكرم بتوضيح الحكم في قول هذه العبارة، بالتفصيل وبالأدلة الشرعية، ليستفيد الجميع .
الجواب: ترحيب الإنسان بضيوفه ودعائه لهم بالعبـارة المذكورة في السؤال هي مما تعودها بعض الناس ، والمحذور فيها إتيانه بالنبي في دعائه أن يحييه، والنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته لا يملك ذلك ، والوارد في حقه صلى الله عليه وسلم أن الله يرد له روحه عندما يصلى ويسلم عليه فيرد على ذلـك ، فالتحية لا تكون إلا من قبل الحي لا الميت ، ولو اقتصر على قولـه: (الله يحييكم)، أو نحو ذلك مما لا محذور فيه لكان أولى وأسلم، فـالله سبحانه حيَّا النبي صلى الله عليه وسلم وأمته بالصلاة والسلام عليهم، قـال تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ إلى قولـه: تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ الآيـة، والصـلاة من الله على العبـد هـي: رحمته له وبركته لديه، وثناؤه على العبد عند الملائكة. والسلام هو تحية المؤمنين بينهم في الدنيا، وفي جنته يحيي بعضهم بعضا بالسلام، وقـال ابن كثير في تفسيره: الظاهر أن المراد والله أعلـم: تَحِيَّتُهُمْ أي: من الله تعالى، يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ أي: يوم يسلم عليهم، كمـا قـال الله عـز وجـل: سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ . وقـال القرطبي : وقيل: هذه التحية من الله تعالى، والمعنى: فيسلمهم من الآفات، أو: يبشرهم بالأمن من المخافات.
وعلى ذلك فإنه يجوز للإنسان أن يقول لأخيه المسلم: الله يحييك، أو: الله يحييكم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو:بكر أبو زيد
عضو:صالح الفوزان
عضو:عبد الله بن غديان
نائب الرئيس:عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
الرئيس:عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
كتبه/
بدر محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بأوقاف حفر الباطن.
٦/٢/١٤٣٧هـ