سلسلة الألفاظ المنهية:(١٤)
١- (بجاه النبي)
سؤال الله تعالى بجاه النبي عليه الصلاة والسلام أو بجاه فلان من الناس ، لا يجوز ، وهو من التوسل الممنوع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الإقتضاء(٤٥٨): عمر توسل بدعاء العباس وشفاعته ، وليس مراده إنا نقسم عليك به أو ما يجري هذا المجرى مما يفعله المبتدعه بعد موته وفي مغيبه كما يقول بعض الناس: أسألك بجاه فلان عندك.اهـ
وقال العلامة ابن عثيمين في الفتاوى(٢/٣٣٥):
ومن التوسل الذي ليس بصحيح: أن يتوسل الإنسان بجاه النبي عليه الصلاة والسلام
وذلك أن جاه الرسول عليه الصلاة والسلام ليس مفيداً بالنسبة إلى الداعي ، لأنه لا يفيد إلا الرسول عليه الصلاة والسلام أما بالنسبة للداعي فليس بمفيد حتى يتوسل إلى الله به.اهـ
وقال العلامة الفوزان في عقيدة التوحيد(١٧٤):
والتوسل بجاه النبي عليه الصلاة والسلام أو بجاه غيره لا يجوز ، والحديث الذي فيه (إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم)
حديث مكذوب ليس في شيء من كتب المسلمين التي يعتمد عليها ولا ذكره أحد من أهل العلم
بالحديث ، وما دام لا يصح فيه دليل ، فهو لا يجوز لأن العبادات لا تثبت إلا بدليل صريح.اهـ
وأما حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في).
حديث مختلف في صحته.
رواه الترمذي(٣٥٧٨)وقال:حديث حسن صحيح غريب.
والحاكم(١/٣١٣)وقال:صحيح على شرط الشيخين وسكت عليه الذهبي، وصححه الألباني في سنن الترمذي(٣٥٧٨)
وأعله أبو زرعة كما في علل ابن أبي حاتم(٢.٦٤).
وعلى تقدير صحة الحديث فإن معناه: أسألك وأتوجه إليك بدعاء النبي عليه الصلاة والسلام لي وهذا في حياته عليه الصلاة والسلام لا بعد وفاته.
وطلب الدعاء من النبي عليه الصلاة والسلام في حياته مشروع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الإقتضاء(٤٥٩): قوله (أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد) أي بدعائه في حياته كما قال عمر(كنا نتوسل إليك بنبينا) فلفظ التوجه والتوسل في الحديثين بمعنى واحد.اهـ
٢- (بحق فلان)
سؤال الله (بحق فلان) أو(بحق هذا اليوم) أو (بحق هذا الشهر) وغير ذلك من الألفاظ
لا يجوز لأن الله سبحانه وتعالى لا يجب عليه حق لأحد.
قال العلامة ابن باز في الفتاوى(٤/٣١٥):لم يرد في الأدلة الشرعية ما يدل على مشروعية التوسل بحق أحد من الناس ولا بذاته بل هو من البدع ومن وسائل الشرك عند أكثر أهل العلم.اهـ
وقال العلامة الفوزان في عقيدة التوحيد(١٧٥):
التوسل بحق المخلوق لا يجوز لأمرين:
الأول: أن الله سبحانه لا يجب عليه حق لأحد ، وإنما هو الذي يتفضل سبحانه على المخلوق بذلك كما قال تعالى (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين)
فكون المطيع يستحق الجزاء هو استحقاق فضل وإنعام وليس هو استحقاق مقابلة كما يستحق المخلوق على المخلوق.
الثاني: أن هذا الحق الذي تفضل الله به على عبده هو حق خاص به لا علاقة لغيره به ، فإذا توسل به غير مستحقه كان متوسلاً بأمر أجنبي لا علاقة له به وهذا لا يجديه شيئاً.اهـ
وأما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا).
حديث ضعيف.
رواه ابن ماجه (٧٧٨) من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري
قال الحافظ البوصيري في الزوائد(٧٧٨): هذا إسناده مسلسل بالضعفاء عطية العوفي وفضيل بن مرزوق والفضل بن الموفق كلهم ضعفاء.
وضعفه الألباني في سنن ابن ماجه(٧٧٨)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في قاعدة جليلة(١٦٢):هذا الحديث في إسناده عطية العوفي وفيه ضعف، فإن كان من كلام النبي عليه الصلاة والسلام فهو من هذا الباب لوجهين:
أحدهما:لأن فيه السؤال لله تعالى بحق السائلين وبحق الماشين في طاعته ، وحق السائلين أن يجيبهم وحق الماشين أن يثيبهم.
الثاني:أن الدعاء له سبحانه والعمل له سبب لحصول مقصود العبد.اهـ
كتبه/
بدر محمد بدر
عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.
٨/٢/١٤٣٧هـ