@ الرد الرابع / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد رقم(٤)

إنكار المعتزلي عدنان إبراهيم نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان.

 

أنكر عدنان إبراهيم في تسجيل صوتي له نزول عيسى عليه السلام ، وقال إنه لا يؤمن بهذا ، وإن الإيمان به هو عقيدة اليهود والنصارى.

 

يجاب على قوله السيء بما يلي:

 

أولاً: أن عيسى عليه السلام لم يمت بل رفعه الله حياً إليه إلى السماء.

 

قال تعالى( بل رفعه الله إليه)

 

وقال تعالى( وقولهم إنا قتلنا المسيح ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم)

 

وقال تعالى( إذ قال الله يـٰعسى إني متوفيك ورافعك إلى)

والنوم يسمى وفاة ، قال تعالى( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها)

وقال تعالى( وهو الذي يتوفىـٰكم باليل ويعلم ما جرحتمـ بالنهار)

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية(٢/٤١٩): وأجمعت الأمة على أن الله عزوجل رفع عيسى إليه إلى السماء.اهـ

 

ثانياً: تواتر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أن عيسى عليه السلام ينزل في آخر الزمان ، حكماً عدلاً ويكسر الصليب ويقتل الدجال  والخنزير.

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله عليه الصلاة والسلام( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير) رواه البخاري(٣٤٤٨)ومسلم(١٥٥)

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام( …وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم وإنه نازل… ويلبث بالأرض أربعين سنة ثم يتوفى) رواه أحمد(٢/٤٠٦) والآجري في الشريعة(٨٨٨) وصححه ابن حجر في الفتح(٦/٥٥٥)والألباني في الصحيحة(٢١٨٢)

 

قال الحافظ ابن كثير في النهاية(١/١٤٢): ثم ينزل عيسى من السماء قبل يوم القيامة كما دلت عليه الأحاديث المتواترة.

 

قال المحدث العظيم آبادي في عون المعبود(١١/٤٥٧): تواتر الأخبار عن النبي عليه الصلاة والسلام في نزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء بجسده إلى الأرض عند قرب الساعة وهذا هو مذهب أهل السنة.اهـ

 

قال المحدث الألباني في في الطحاوية(٥٠١):

اعلم أن أحاديث الدجال ونزول عيسى عليه السلام متواتر.اهـ

 

وإنكار نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان تكذيب لخبر النبي عليه الصلاة والسلام ، الذي أقسم عليه بقوله: (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم)

وهذا الأفاك المعتزلي يكذب ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه ، قال تعالى عن نبيه عليه الصلاة والسلام(وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى)

قال تعالى(ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)

وهذا وعيد شديد لمن يشاقق الرسول.

 

ثالثاً: أجمع أهل السنة والجماعة على نزول عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان.

 

قال الإمام أحمد كما في الطبقات(١/٣٤٤): والدجال خارج في هذه الأمة لا محالة وينزل عيسى بن مريم عليه السلام ويقتله بباب لد.اهـ

 

قال الإمام أبو القاسم الأصبهاني في المجحة(٢/٤٦٣): وأهل السنة يؤمنون بنزول عيسى عليه السلام.اهـ

 

قال القاضي عياض في شرح مسلم(٨/٤٩٢):

ونزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال حق صحيح عند أهل السنة لصحيح الآثار الواردة في ذلك ولأنه لم يرد ما يبطله ويضعفه خلافاً لبعض المعتزلة والجهمية ومن رأى رأيهم في إنكار ذلك.اهـ

 

قال العلامة المناوي في فيض القدير(٣٩٤): وأجمعوا على نزول عيسى عليه السلام نبياً لكنه بشريعة نبيناً محمد عليه الصلاة والسلام.اهـ

 

 

وإنكار نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان إنكار لإجماع الأمة على نزوله.

وهذا الأفاك المعتزلي ممن يرد إجماع هذه الأمة ولا يقبله.

قال تعالى(ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً)

قال العلامة القرطبي في تفسيره(٣/٢٤٨): هذه الآية فيها دليل على صحة القول بالإجماع.اهـ

 

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره(٥٣٣): والذي عول عليه الشافعي رحمه الله في الاحتجاج على كون الإجماع حجة تحرم مخالفته هذه الآية الكريمة.اهـ

 

وأمة النبي عليه الصلاة والسلام لا تجتمع على ضلالة تشريفاً لهم.

 

قال كعب الأشعري أنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول( إن الله قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة)

رواه ابن أبي عاصم في السنة(٧٩) وحسنه بطرقه الألباني في الصحيحة(١٣٣١)

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(٥٣٣): وقد وردت أحاديث صحيحة كثيرة ضمنت لهم العصمة في اجتماعهم من الخطأ ، وقد ذكرنا منها طرفاً صالحاً في كتاب(أحاديث الأصول) ومن العلماء من ادعى تواتر معناها.اهـ

 

كتبه:

بدر بن محمد البدر

7/جمادى الاول/1436هـ