@ الرد الثامن / على المعتزلي عدنان إبراهيم @

الرد الثامن / على المعتزلي عدنان إبراهيم

في إنكاره النسخ في القرآن.

 

قال المعتزلي عدنان إبراهيم: النسخ لا يكون في القرآن.

 

يجاب عليه بما يلي:

 

أولاً: معنى النسخ:

النسخ لغة: الرفع والإزالة والنقل.

وشرعاً: هو رفع حكم شرعي متقدم بحكم شرعي متأخر.

 

ثانياً: الإجماع على وقوع النسخ:

أجمع أهل الإسلام على وقوع النسخ في القرآن والسنة.

قال تعالى( ما ننسخ من ءاية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير)

 

قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه(ما ننسخ من ءاية) ما نبدل من آية.

 وابن جريج عن مجاهد:( ما ننسخ من ءاية) أي: ما نمح من آية. 

وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد(ما ننسخ من ءاية)قال: نثبت خطها ونبدل حكمها.حدّث به عن أصحاب عبدالله بن مسعود.

(ذكره ابن كثير في تفسيره-١٨١)

 

قال الإمام الزركشي في البرهان(٢/٣٢): لا خلاف في جواز نسخ الكتاب بالكتاب.اهـ

 

قال العلامة المرداوي في التحرير(٢٦١): أهل الشرائع على جوازه عقلاً ووقوعه شرعاً وخالف أكثر اليهود في الجواز وأبو مسلم في الوقوع.اهـ

 

قال الحافظ السيوطي في الإتقان في علوم القرآن(٢/٨٩): النسخ مما خص الله به هذه الأمة لحكم منها التيسير ، وقد أجمع المسلمون على جوازه ، وأنكره اليهود ظناً منهم أنه بداء كالذي يرى الرأي ثم يبدو له. وهو باطل ؛ لأنه بيان مدة الحكم ، كالإحياء بعد الإماتة وعكسه ، والمرض بعد الصحة وعكسه ، والفقر بعد الغنى وعكسه ، وذلك لا يكون بداء ، فكذا الأمر والنهي.اهـ

 

ثالثاً: من أنكر النسخ:

لم ينكر النسخ سوى اليهود وتابعهم أبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني المعتزلي وتابعه عدنان إبراهيم المعتزلي 

وكلهم محجوج ، فاليهود محجوجون بما جاء في التوارة من النسخ والأصفهاني وعدنان محجوجون بالإجماع على جواز النسخ.

 

قال الإمام القرطبي في تفسيره(٢/٤٥): أنكرت طوائف من المنتمين للإسلام المتأخير جواز النسخ وهم محجوجون بإجماع السلف السابق على وقوعه في الشريعة ، وأنكرته أيضاً طوائف من اليهود وهم محجوجون بما جاء في توراتهم بزعمهم أن الله تعالى قال لنوح عليه السلام عند خروجه من السفينة: إني قد جعلت كل دابة مأكلاً لك ولذريتك وأطلقت ذلك لكم كنبات العشب ما خلا الدم فلا تأكلوه ، ثم قد حرّم على موسى عليه السلام وعلى بني إسرائيل كثيراً من الحيوانات ، وبما كان آدم عليه السلام يزوج الأخ من الأخت وقد حرم الله ذلك على موسى عليه السلام وعلى غيره ، وبأن إبراهيم الخليل عليه السلام أمر بذبح ابنه ثم قال له:لا تذبحه.اهـ

 

رابعاً: يكون النسخ إلى بدل ، وإلى غير بدل:

النسخ يكون إلى بدل ويكون إلى غير بدل.

-مثال النسخ إلى بدل:

نسخ استقبال بيت المقدس إلى مكة في الصلاة ، قال تعالى(قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضىـٰها فول وجهك شطر المسجد الحرامـ وحيث ما كنتمـ فولوا وجوهكم شطره)

 

-مثال النسخ إلى غير بدل:

نسخ تقديم الصدقة بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام لمن أراد أن يناجيه أي يحدثه سراً ، قال تعالى( يـٰأيها الذين ءامنوا إذا نـٰجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجوىـٰكم صدقة) نسخت بقوله تعالى( ءأشفقتم أن تقدموا بين يدى نجوىـٰكم صدقـٰت فإذ لمـ تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلوٰة وءاتوا الزكوٰة)

 

خامساً: أقسام النسخ في كتاب الله:

ينقسم النسخ في كتاب الله إلى ثلاثة أقسام:

الأول: ما نسخ حكمه وبقي لفظه.

مثاله( إن يكن منكم عشرون صـٰبرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهمـ قوم لا يفقهون)

نسخها قوله تعالى( الئـٰن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين)

 

الثاني: ما نسخ لفظه وبقي حكمه.

مثاله: آية الرجم ، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل: ما أجد الرجم في كتاب الله ، وقد قرأتها : (والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله) رواه ابن ماجه(٢٥٥٣) وصححه الألباني.

 

الثالث: ما نسخ لفظه وحكمه.

مثاله: قالت عائشة رضي الله عنها: ( كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن) رواه مسلم(١٤٥٢)

 

كتبه:

بدر محمد البدر

12/جمادى الاول/1436هـ