الفروق في علم مصطلح الحديث

الفروق في علم مصطلح الحديث.

-الفرق بين الغريب المطلق والغريب النسبي

-الغريب المطلق: هو ما وقع التفرد في أصل سنده.
يعني أن راويه الأعلى من صحابي أو تابعي تفرد به عن جميع الرواة.
وهذا هو الغريب سنداً ومتناً.

-الغريب النسبي: هو ما وقع التفرد في أثناء إسناده.
يعني أن أحد رواته تفرد به عن شيخه.
وهذا غريب سنداً لا متناً.

كتبه/
بدر محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٢٣ شعبان ١٤٣٨هـ

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٥٩)

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٥٩)

-المطالب العالية لابن حجر.

كتاب المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ، للحافظ أبي الفضل أحمد بن حجر العسقلاني ، المتوفى سنة(٨٥٢هـ)
جمع فيه الأحاديث الزوائد على الكتب السبعة ، وهي مسند أحمد وصحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داود وجامع الترمذي وسنن ابن ماجه وسنن النسائي.
وهي زوائد ثمانية مسانيد وقعت له كاملة:
مسند أبي داود الطيالسي ومسند الحميدي ومسند مسدد ومسند ابن أبي عمر ومسند أبي بكر ابن أبي شيبة ومسند أحمد بن منيع ومسند عبد بن حميد ومسند الحارث ابن أبي أسامة.
وزاد عليها ابن حجر ما وقع له من مسند إسحاق بن راهوية-وهو قدر النصف- ورواية ابن المقرئ لمسند أبي يعلى.
ولم يقتصر ابن حجر في كتابه على هذه المسانيد العشرة بل زاد عليها أحاديث كثيرة من مسند البزار وبعض الفوائد من مسانيد أخرى.

ورتب كتابه على الأبواب الفقهية بدأه بكتاب الطهارة ثم الصلاة ثم الجنائز ثم الزكاة ثم بقية الأبواب وختمة بكتاب الأشراط والبعث والنشور.

-شرطه في كتابه:
قال ابن حجر في مقدمة كتابه(١/٤٨): وشرطي فيه ذكر كل حديث ورد عن صحابي لم تخرجه الأصول السبعة من حديثه ، ولو أخرجوه أو بعضهم من حديث غيره مع التنبيه عليه أحياناً.اهـ

-تنبيه:
أورد الحافظ ابن حجر عدة أحاديث مخرجه في مسند أحمد أو الكتب الستة ، وخالف بذلك شرطه ، واعتذر له بأنه ذكرها لوجود زيادة لفظ في متن الحديث غير موجودة في الكتب السبعة.

-تنبيه آخر:
اشترط ابن حجر ألا يضع في كتابه من زوائد مسند أبي يعلى إلا ما فات الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد من أحاديث المسند الكبير رواية ابن المقرئ ، كما نص على ذلك في مقدمة كتابه(١/٤٧)
ولم يف ابن حجر بشرطه ، لأنه أخرج عدة أحاديث لأبي يعلى موجودة في كتاب مجمع الزوائد للهيثمي.

-عاداته في كتابه:
١-من عاداته: أنه يورد في كل باب الأحاديث التي ليست في الكتب السبعة.

٢-ومنها: أنه يختصر الحديث أحياناً ويقطعه أحياناً ، مكتفياً بذكر الشاهد منه في الباب.

٣-ومنها: أنه يكرر الحديث الواحد أحياناً في أكثر من باب.

٤-ومنها: أنه يذكر درجة الحديث.

كتبه/
بدر محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٢٢ شعبان ١٤٣٨هـ

أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة (٢٤)

أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة.

-الحديث الضعيف:

عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعاً:‏(ﺇﻥ ﻟﻠﻪ تبارك وتعالى في ﻛﻞ ليلة من رمضان عند الإفطار ألف ألف ﻋﺘيق ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ‏)
حديث ضعيف ، الضحاك لم يسمع من ابن عباس.
قال الشوكاني في ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ(١٠٥): لا يثبت.

-ما يغني عنه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (ولله عتقاء
من النار وذلك كُلَّ ليلة) يعني في رمضان.
رواه الترمذي(٦٨٢) وابن ماجه(١٦٤٢) بسند صحيح ، وأصله في الصحيحين.

كتبه:
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٢٢ شعبان ١٤٣٨هـ

احاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة (٢٣)

أحاديث ضعيفة وما يغني عنها من الأحاديث الصحيحة.

-الحديث الضعيف:

عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً: (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نادى الجليل رضوان خازن الجنان فيقول: لبيك وسعديك…)وفيه: (أمره بفتح الجنة وأمر مالك بتغليق النار)

حديث موضوع.
قال الشوكاني في ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ الموضوعات(١٠٤): موضوع ، في إسناده أصرم بن حوشب كذاب.

-ما يغني عنه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وصُفدت الشياطين)
رواه البخاري(١٨٩٨) ومسلم(١٠٧٩)
وفي لفظ للترمذي(٦٨٢)(إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفدت الشياطين ومردة الجن وغُلقت أبواب النار فلم يُفتح منها بال وفُتّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب)

كتبه:
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٢٢ شعبان ١٤٣٨هـ

كلمات في الدعوة إلى الله – فضائل شهر رمضان

كلمات في الدعوة إلى الله.

-فضائل شهر رمضان.

أيها الأخوة: لم يبق على شهر رمضان إلا عدة أيام ، وصيام شهر رمضان من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه عزوجل ، لأنه تجتمع في الصوم أنواع الصبر الثلاثة: الصبر على طاعة الله ، والصبر عن معصة الله ، والصبر على أقدار الله المؤلمة.
(صبر على طاعة الله) لأن الصائم يترك طعامه وشرابه وشهوته ، كون الله عزوجل أمره بترك الأكل والشرب والجماع وهو صائم.
(وصبر عن معصية الله) لأن الصائم يترك طعامه وشرابه وشهوته ، كون الله عزوجل نهاه عن فعل مفسدات الصوم.
(وصبر على أقدار الله المؤلمة) لأن الصائم يعاني من شدة العطش وشدة الجوع ، ويصبر ويحتسب.

وشهر رمضان ، شهر مبارك ، بشر النبي عليه الصلاة والسلام أمته بقدومه ، كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام:(قد جاءكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، كتب الله عليكم صيامه)
رواه أحمد(٧١٤٨) وصححه أحمد شاكر في المسند(٧/٦) والألباني في المشكاة(١٩٦٢)
فشهر رمضان شهر مبارك ، لما فيه من الفضائل الكثيرة ، فقد ورد في فضل شهر رمضان فضائل كثيرة لم ترد في فضل أي شهر من الشهور ، سوى شهر رمضان ، وهذا إن دل على شيء دل على عظم منزلة شهر رمضان عند الله عزوجل فمن فضائل شهر رمضان:

١-أن من صامه إيماناً بالله عزوجل واحتساب الأجر من الله عزوجل غفر الله له ما تقدم من ذنبه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)
رواه البخاري(١٩٠١)
قال ابن حجر في الفتح(٤/٢٩٢): قوله(غفر له)ظاهره يتناول الصغائر والكبائر وبه جزم ابن المنذر ، وقال النووي:المعروف أنه يختص بالصغائر ، وبه جزم إمام الحرمين وعزاه عياض لأهل السنة ، وقال بعضهم: ويجوز أن يخفف من الكبائر إذا لم يصادف صغيرة.اهـ

٢-ومن فضائله: أن من قام لياليه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)
رواه البخاري(٢٠٠٩) ومسلم(٧٥٩)

وعن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعاً: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة)
رواه الترمذي(٨٠٦) وقال: حسن صحيح ، وابن ماجه(١٣٢٧)

٣-ومن فضائله: أنه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وصُفدت الشياطين)
رواه البخاري(١٨٩٨) ومسلم(١٠٧٩)
وفي لفظ للترمذي(٦٨٢)(إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفدت الشياطين ومردة الجن وغُلقت أبواب النار فلم يُفتح منها بال وفُتّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب)

قال الحافظ النووي في شرح مسلم(١/٦٨٠): قال القاضي عياض: هذا على ظاهره وحقيقته ، وأن تفتيح أبواب الجنة وتغليق أبواب جهنم وتصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر وتعظيم لحرمته.اهـ

٤-ومن فضائله: أن في كل ليله من ليالي رمضان عُتقاء لله من النار.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفدت الشياطين ومردة الجن وغُلقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب وفتح أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب ، وينادي مُنادٍ: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء
من النار وذلك كُلَّ ليلة)
رواه الترمذي(٦٨٢) وابن ماجه(١٦٤٢) بسند صحيح ، وأصله في الصحيحين.

٥-ومن فضائله: أن فيه ليلة من قامها إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وهي ليلة القدر.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه)
رواه البخاري(١٩٠١) ومسلم(٧٦٠)

وقال تعالى في فضل ليلة القدر: (ليلة القدر خير من ألف شهر)
قيل: إن العبادة فيها ، خير من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة قدر.

٦-ومن فضائله: أنه الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن.
قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن)

٧-ومن فضائله: أنه من رمضان إلى رمضان الآخر كفارة لما بينهن إذا اجتنب كبائر الذنوب.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)
رواه مسلم(٢٣٣)

٨-ومن فضائله: أن ريح فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (قال الله عزوجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام هو لي وأنا أجزي به فوالذي نفس محمد بيده لخُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)
رواه البخاري(٥٩٢٧) ومسلم(١١٥١)
(الخلوف) بضم الخاء وفتحها ، والضم أصح ، هو تغير رائحة الفم.

٩-ومن فضائله: أنه وقاية للعبد من الآثام والمعاصي.
عن هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (الصيام جُنة)
رواه مسلم(١١٥١)
و(جُنة) بضم الجيم ، معناها: الستر والمانع من الآثام.

١٠-ومن فضائله: أنه العبادة الوحيدة التي لم يبين الله عزوجل أجرها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (كُل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عزوجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)
رواه البخاري(٧٤٩٢) ومسلم(١١٥١)

١١-ومن فضائله: أن في الجنة باباً يقال الريان لا يدخل منه إلا أهل الصيام.
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إن في الجنة باباً يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل معهم أحد غيرهم ، يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه ، فإذا دخل آخرهم أُغلق فلم يدخل منه أحد)
رواه البخاري(١٨٩٦) ومسلم(١١٥٢)

١٢- ومن فضائله: أنه شهر المغفرة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (رغِم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له)
رواه الترمذي(٣٥٤٥ )وحسنه ،
وصححه ابن حبان(٢٣٨٧) والحاكم(١/٥٤٩) والألباني في صحيح الجامع(٣٥١٠)

-كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٢١ شعبان ١٤٣٨هـ

الفروق في علم مصطلح الحديث

-الفروق في علم مصطلح الحديث.

-الفرق بين الشاذ والمنكر.

قيل هما بمعنى واحد ، يطلق الشاذ على المنكر ، ويطلق المنكر على الشاذ ، وهذا قول كثير من الأئمة المتقدمين ، واختاره الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(١٠٤)

وقيل بينهما فرق ، يطلق الشاذ على مخالفة المقبول لمن هو أولى منه ، ويطلق المنكر على مخالفة الضعيف للثقات ، وهذا عليه طوائف من المتأخرين ، اختاره الحافظ ابن حجر في النزهة(٦٨) والدمياطي في صفوة الملح(١٩٩)

كتبه:
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٨ شعبان ١٤٣٨هـ

الفروق في علم مصطلح الحديث

الفروق في علم مصطلح الحديث.

-الفرق بين المتروك والمطروح:

المتروك والمطروح بمعنى واحد في أصح قولي العلماء ، لذلك مثل الحافظ الذهبي في كتابه الموقظة(١٦) للمطروح بأحاديث المتروكين.

وقال الحافظ السخاوي في فتح المغيث(١/٣١٨):تتمه يقع في كلامهم المطروح وهو غير الموضوع جزماً وقد أثبته الذهبي نوعاً مستقلاً وعرفه بأنه ما نزل عن الضعيف وارتفع عن الموضوع ومثل له بحديث عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن الحارث عن علي وبجويبر عن الضحاك عن ابن عباس،
وقال شيخنا-أي ابن حجر-وهو المتروك في التحقيق.اهـ

كتبه:
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٥ شعبان ١٤٣٨هـ

@ كلمات في الدعوة إلى الله – فضل بناء المساجد @

كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة/ فضل بناء المساجد.

أيها الأخوة: إن المساجد أحب البقاع إلى الله عزوجل ، وبناء المساجد أفضل الأعمال إلى الله ، لذلك أمر ربُنا عزوجل ببناء المساجد في الأحياء ، وحث على عمارتها ، قال تعالى: (في بيوت أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمُهُ يُسبح له فيها بالغدو والأصال)
والمراد بالبيوت يعني المساجد ، فالله عزوجل أمر ببناء المساجد ورفعها وأمر بعمارتها وتطهيرها ، وبين عزوجل الحكمة من بنائها وهو أن يذكر فيها الله عزوجل ، (ويذكر فيها اسمه) يعني اسم الله كما قال عزوجل (وأقيموا وجُوهكم عند كل مسجد وادعوه مُخلصين له الدين)
فالحكمة من بناء المساجد ، الصلاة وذكر الله عزوجل وفعل الطاعات ، كما قال تعالى: (إنما يعْمر مسـٰجد الله من ءامن بالله واليوم الأخر وأقام الصلوٰة وءاتى الزكوٰة ولم يخش إلا الله)

هذه الحكمة من بناء المساجد ، لذلك نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن البيع والشراء في المساجد ، ونهى عن إنشاد الضالة فيها ، لأن المساجد لم تبنَ لهذه الأشياء.
جاء في الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد ، فقولوا: لا أربح الله تجارتك)
رواه الترمذي(١٣٢١) وحسنه ورواه النسائي في السنن الكبرى(١٠٠٠٤) وصححه الألباني في صحيح الجامع(٥٧٣)
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (مَن سمع رجلاً يَنشدُ ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك ، فإن المساجد لم تُبن لهذا) رواه مسلم(٥٦٨)

-والمساجد لها منزلة عظيمة عند الله عزوجل لأنها بيوت الله ، ولعظم منزلتها عند الله عزوجل أضافها إلى نفسه سبحانه وتعالى ، قال تعالى: (وأن المسـٰجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً) وهذه إضافة تشريف وتكريم للمساجد.
قال سعيد بن جبير قال ابن عباس رضي الله عنه: (المساجد بيوت الله في الأرض تضيء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الأرض)
رواه الطبراني في الكبير(١٠٦٠٨) قال الهيثمي في المجمع(٢/١١٠): رجاله موثقون.اهـ

أيها الأخوة: إن الأحاديث النبوية في بناء المساجد واحترامها وتوقيرها والاعتناء بنظافتها وتطييبها وتبخيرها ، كثيرة جداً ، منها:

عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: عند قول الناس حين بنى مسجدَ رسول الله عليه الصلاة والسلام ، إنكم أكثرتم ، وإني سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (مَن بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة)
رواه مسلم(٥٣٣) وفي رواية للبخاري(٤٣٩) ومسلم(٥٣٣): (بنى الله له مثلَه في الجنة)

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (من بنى لله مسجداً يُذكر فيه ، بنى الله له بيتاً في الجنة)
رواه ابن ماجه(٧٣٥) وصححه ابن حبان في صحيحه(١٦٠٨) والألباني في صحيح الجامع(٦١٣٠)

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (مَن بنى مسجداً كمحفَصَ قطاةٍ أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة)
رواه ابن ماجه(٧٣٨) وابن خزيمة في صحيحه(١٢٩٢) وصححه الألباني في صحيح الجامع(٦١٢٨)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إنما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره أو ولداً صالحاً تركه أو مصحاً ورثه أو مسجداً بناه…) الحديث ، رواه ابن ماجه(٢٤٢) وصححه ابن خزيمة في صحيحه(٤٩٠) قال ابن طولون في فرائد الفوائد(٢٣): إسناده حسن.اهـ

أيها الأخوة: يُسن الاعتناء في المساجد ، بتنظيفها وتطيبها ، لأنها بيوت الله ، والاعتناء ببيوت الله أولى من الاعتناء بغيرها من البيوت ، قالت عائشة رضي الله عنها: (أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام ببناء المساجد في الدور وأن تُنظف وتُطيب)
رواه أبو داود(٤٥٥) وصححه الألباني في سنن أبي داود(٤٥٥)

وعن سمرة رضي الله عنه أنه كتب إلى ابنه: (أما بعد ، فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يأمُرُنا بالمساجد أن نصنعها في دورنا ونُصلح صنعتها ونُطهرها)
رواه أبو داود(٤٥٦) وصححه الألباني في سنن أبي داود(٤٥٦)

وعن ابن عمر رضي الله عنه (أن عمر رضي الله عنه كان يُجمر مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام كل جمعة) قال ابن كثير في تفسيره(١٣٣٧): رواه أبو يعلى الموصلي بإسناد حسن لا بأس به.اهـ

وجاء في ترجمة التابعي الجليل نعيم بن عبدالله المُجَمِّر ، سمي المجمر لأنه كان يبخر المسجد ، وقيل إنه لقب لأبيه عبدالله كان يأجذ المجمرة-يعني المبخر-قدام عمر ويبخر المسجد.

فحري بالمسلمين أن يعتنوا بمساجدهم ، يعتنوا بنظافتها ويعتنوا بعمارتها ولا يتركوها من غير نظافة ولا عمارة.

هذا والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٣ شعبان ١٤٣٨هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٥٨) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٥٨)

-مسند الشاميين للطبراني.

كتاب مسند الشاميين للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، المتوفى سنة(٣٦٠هـ)
جمع فيه روايات بعض الرواة الشاميين لا كلهم ، من التابعين وأتباع التابعين ، بلغ عدد من ذكرهم في مسنده من الشاميين(٨٩) راوياً.

عدة أحاديثه:
بلغت أحاديث مسنده (٣٥٥٦) فيها المرفوع والموقوف وفيها الصحيح والحسن والضعيف.

-منهجه في مسنده:
يذكر اسم الراوي من الشاميين ويذكر له ترجمة مختصرة ، ثم يسوق حديثه.

كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٩ شعبان ١٤٣٨هـ

@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٥٧) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية رقم(١٥٧)

-جامع المسانيد والسنن لابن كثير.

كتاب جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن ، ويسمى (المسند الكبير) للحافظ أبي الفداء عماد الدين إسماعيل بن حفص بن كثير القرشي الدمشقي ، المتوفى سنة(٧٧٤هـ)
جمع فيه أحاديث الكتب الستة وهي: صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داود وجامع الترمذي وسنن ابن ماجه وسنن النسائي ، ومسند أحمد ومسند البزار ومسند أبي يعلى والمعجم الكبير للطبراني ، وربما زاد عليها كتب أخرى . كما نص على ذلك في مقدمة كتابه(١/٦٠)
وجمع في كتابه جملة كبيرة من الأحاديث النبوية فيها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع.

قال ابن كثير في مقدمة كتابه(١/٦١): شرطي في كتابي أن أترجم كل صحابي له رواية عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، مرتباً على حروف المعجم ، وأورد له جميع ما ورد في الكتب.اهـ

فائدة:
قيل إن ابن كثير يدين في وضع كتابه جامع المسانيد إلى شيخه الحافظ جمال الدين المزي صاحب كتاب تحفة الأشراف للكتب الستة التي كان يحفظها ابن كثير وله عليها تقييدات.

-منهجه في كتابه:
١-رتب كتابه على أسماء الصحابة مرتبة على حروف المعجم.
٢-يترجم لكل صحابي قبل أن يذكر أحاديثه.
٣-يبين درجة الحديث أحياناً.

كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٥ شعبان ١٤٣٨هـ