@ كلمات في الدعوة إلى الله – فضل بناء المساجد @

كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة/ فضل بناء المساجد.

أيها الأخوة: إن المساجد أحب البقاع إلى الله عزوجل ، وبناء المساجد أفضل الأعمال إلى الله ، لذلك أمر ربُنا عزوجل ببناء المساجد في الأحياء ، وحث على عمارتها ، قال تعالى: (في بيوت أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمُهُ يُسبح له فيها بالغدو والأصال)
والمراد بالبيوت يعني المساجد ، فالله عزوجل أمر ببناء المساجد ورفعها وأمر بعمارتها وتطهيرها ، وبين عزوجل الحكمة من بنائها وهو أن يذكر فيها الله عزوجل ، (ويذكر فيها اسمه) يعني اسم الله كما قال عزوجل (وأقيموا وجُوهكم عند كل مسجد وادعوه مُخلصين له الدين)
فالحكمة من بناء المساجد ، الصلاة وذكر الله عزوجل وفعل الطاعات ، كما قال تعالى: (إنما يعْمر مسـٰجد الله من ءامن بالله واليوم الأخر وأقام الصلوٰة وءاتى الزكوٰة ولم يخش إلا الله)

هذه الحكمة من بناء المساجد ، لذلك نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن البيع والشراء في المساجد ، ونهى عن إنشاد الضالة فيها ، لأن المساجد لم تبنَ لهذه الأشياء.
جاء في الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد ، فقولوا: لا أربح الله تجارتك)
رواه الترمذي(١٣٢١) وحسنه ورواه النسائي في السنن الكبرى(١٠٠٠٤) وصححه الألباني في صحيح الجامع(٥٧٣)
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (مَن سمع رجلاً يَنشدُ ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك ، فإن المساجد لم تُبن لهذا) رواه مسلم(٥٦٨)

-والمساجد لها منزلة عظيمة عند الله عزوجل لأنها بيوت الله ، ولعظم منزلتها عند الله عزوجل أضافها إلى نفسه سبحانه وتعالى ، قال تعالى: (وأن المسـٰجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً) وهذه إضافة تشريف وتكريم للمساجد.
قال سعيد بن جبير قال ابن عباس رضي الله عنه: (المساجد بيوت الله في الأرض تضيء لأهل السماء كما تضيء نجوم السماء لأهل الأرض)
رواه الطبراني في الكبير(١٠٦٠٨) قال الهيثمي في المجمع(٢/١١٠): رجاله موثقون.اهـ

أيها الأخوة: إن الأحاديث النبوية في بناء المساجد واحترامها وتوقيرها والاعتناء بنظافتها وتطييبها وتبخيرها ، كثيرة جداً ، منها:

عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: عند قول الناس حين بنى مسجدَ رسول الله عليه الصلاة والسلام ، إنكم أكثرتم ، وإني سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (مَن بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة)
رواه مسلم(٥٣٣) وفي رواية للبخاري(٤٣٩) ومسلم(٥٣٣): (بنى الله له مثلَه في الجنة)

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (من بنى لله مسجداً يُذكر فيه ، بنى الله له بيتاً في الجنة)
رواه ابن ماجه(٧٣٥) وصححه ابن حبان في صحيحه(١٦٠٨) والألباني في صحيح الجامع(٦١٣٠)

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (مَن بنى مسجداً كمحفَصَ قطاةٍ أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة)
رواه ابن ماجه(٧٣٨) وابن خزيمة في صحيحه(١٢٩٢) وصححه الألباني في صحيح الجامع(٦١٢٨)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إنما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره أو ولداً صالحاً تركه أو مصحاً ورثه أو مسجداً بناه…) الحديث ، رواه ابن ماجه(٢٤٢) وصححه ابن خزيمة في صحيحه(٤٩٠) قال ابن طولون في فرائد الفوائد(٢٣): إسناده حسن.اهـ

أيها الأخوة: يُسن الاعتناء في المساجد ، بتنظيفها وتطيبها ، لأنها بيوت الله ، والاعتناء ببيوت الله أولى من الاعتناء بغيرها من البيوت ، قالت عائشة رضي الله عنها: (أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام ببناء المساجد في الدور وأن تُنظف وتُطيب)
رواه أبو داود(٤٥٥) وصححه الألباني في سنن أبي داود(٤٥٥)

وعن سمرة رضي الله عنه أنه كتب إلى ابنه: (أما بعد ، فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يأمُرُنا بالمساجد أن نصنعها في دورنا ونُصلح صنعتها ونُطهرها)
رواه أبو داود(٤٥٦) وصححه الألباني في سنن أبي داود(٤٥٦)

وعن ابن عمر رضي الله عنه (أن عمر رضي الله عنه كان يُجمر مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام كل جمعة) قال ابن كثير في تفسيره(١٣٣٧): رواه أبو يعلى الموصلي بإسناد حسن لا بأس به.اهـ

وجاء في ترجمة التابعي الجليل نعيم بن عبدالله المُجَمِّر ، سمي المجمر لأنه كان يبخر المسجد ، وقيل إنه لقب لأبيه عبدالله كان يأجذ المجمرة-يعني المبخر-قدام عمر ويبخر المسجد.

فحري بالمسلمين أن يعتنوا بمساجدهم ، يعتنوا بنظافتها ويعتنوا بعمارتها ولا يتركوها من غير نظافة ولا عمارة.

هذا والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

١٣ شعبان ١٤٣٨هـ