( معنى المنكر عند المحدثيين )
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله وبعد:
المنكر له عدة إطلاقات عند المحدثيين منها:
١- ما رواه الضعيف مخالفاً لما رواه الثقة:
وهذا هو المشهور والمتداول في كتب المصطلح.
قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه: وعلامة المنكر في حديث المحدث إذا ما عُرضت روايته للحديث على رواية غيره من أهل الحفظ خالفت روايته روايتهم.
٢- تفرد الضعيف بالحديث.
وهذا قال به جماعة من المحدثيين.
قال الذهبي في الموقظة(٢١): المنكر هو ما انفرد الراوي الضعيف به.
قال النسائي: حديث أبي زُكير عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعاً(كلوا البلح بالتمر) منكر تفرد به أبو زكير.
– أبو زكير هو يحيى بن محمد، ضعفه ابن معين
وابن حبان وغيرهما.
٣- تفرد المقبول بالحديث :
والمراد بالمقبول هو من تقبل روايته .
قال الذهبي في الموقظة(٢١): وقد يُعد مفرد الصدوق منكراً.
قال ابن حجر في ترجمة محمد بن إبراهيم التيمي بهدي الساري( ٢٩٢) المنكر قد أطلقه أحمد بن حنبل وجماعة على الحديث الفرد الذي لا متابع له.
٤- رواية الثقة لمناكير الضعفاء:
ذكر السخاوي في فتح المغيث(١/٣٤٧): عن الحاكم أنه قال: قلت للدارقطني: سليمان ابن بنت شرحبيل؟ قال: ثقة، فقلت له: أليس عنده مناكير؟
قال:يحدث بها عن قوم ضعفاء فأما هو فثقة.
– فوائد:
١ المنكر عند الترمذي هو الحديث الضعيف جداً
وذكر لفظ المنكر في جامعه ثمانية مرات.
٢-منكر الحديث عند البخاري هو من لا تحل الرواية عنه.
قال البخاري:من قلت فيه(منكر الحديث)فلا تحل الرواية عنه. ذكره الذهبي عنه في الميزان(١/٦)
٣-قد يطلق بعض الحفاظ الشاذ على المنكر والمنكر على الشاذ، ولا مشاحة في ذلك.
٤- قول الأئمة: فلان له مناكير أي له روايات تنكر.
كتبه:
بدر بن محمد البدر.
التعليقات معطلة.