– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية ، رقم (٧٦)
– صحيح ابن السكن.
كتاب الصحيح للإمام الحافظ أبي علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي.
المتوفى سنة (٣٥٣هـ).
اسمه: (الصحيح المنتقى) ، ويسمى أيضاً:(بالسنن الصحاح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام) واشتهر بين أهل العلم باسم: (صحيح ابن السكن).
– وعدّ العلماء صحيح ابن السكن من أحد كتب الصِّحاح ، التي اشترط مؤلفوها جمع الأحاديث الصحيحة مجردة عن غيرها، مثل: صحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم والمختارة للضياء.
– قال الذهبي في السير(١٦/١١٧): في ترجمة ابن السكن: أول من جلب الصحيح إلى مصر ، وحدث به…. وجمع وصنف ، وجرح وعدل ، وصحح وعلل ، ولم نر تواليفه ، وهي عند المغاربة.اهـ
– قال ابن السكن في مقدمة صحيحه ، كما في كتاب شفاء السقام للسبكي(١٩): ما ذكرته في كتابي هذا مجملاً ، فهو مما أجمعوا على صحته ، وما ذكرته بعد ذلك مما يختاره أحد من الأئمة الذين سميتهم ، فقد بينت حجته في قبول ما ذكره ، ونسبته إلى اختياره دون غيره ، وما ذكرته مما ينفرد به أحد من أهل النقل للحديث ، فقد بينت علته ، ودللت على انفراده دون غيره.اهـ
– وأصل صحيح ابن السكن مفقود ، ونقل لنا بعض العلماء كالحافظ ابن حجر والعلامة الشوكاني وغيرهما في كتب التخاريج والشروحات الحديثية جملة من الأحاديث التي صححها ابن السكن في صحيحه.
منها: ١- عن قتادة عن عبدالله بن سرجس رضي الله عنه قال:(نهى رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يبال في الجحر). قال العلامة الشوكاني في نيل الأوطار(١/٩١): صححه ابن السكن.اهـ
٢-عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً:(لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لا يذكر اسم الله عليه) قال العلامة الشوكاني في النيل(١/١٢٥): أخرجه أيضاً الترمذي في العلل وابن السكن.اهـ
٣- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً:(الماء الطهور لا ينجسه شيء). قال العلامة الشوكاني في الدراري المضية(٧): له شاهد من حديث عائشة عند الطبراني في الأوسط وابن السكن.اهـ
وقال المحدث المباركفوري في تحفة الأحوذي(١/١٥٥): حديث عائشة أخرجه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى وأبو علي بن السكن في صحاحه من حديث شريك بلفظ: (إن الماء لا ينجسه شيء).اهـ
٤- عن علي وعثمان رضي الله عنهما أنهما أفردا المضمضة والاستنشاق ، ثم قالا:(هكذا رأينا رسول الله عليه الصلاة والسلام توضأ). قال العلامة الصنعاني في سبل السلام(١/٧٧): أخرجه أبو علي بن السكن في صحاحه.اهـ
وقال المحدث المباركفوري في تحفة الأحوذي(١/٩٧): رواه ابن السكن في صحاحه عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن علي وعثمان ، ذكره الحافظ في التلخيص.اهـ
– الانتقادات على الحافظ ابن السكن:
رُمي الحافظ ابن السكن بالتساهل ، بسبب تصحيحه عدة من الأحاديث الضعاف والمعلولة.
منها: ١- عن أبي سعيد الحميري عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعاً: (اتقوا الملاعن الثلاث البزار في الموارد وقارعة الطريق والظل). قال العلامة الشوكاني في النيل(١/٩٢): صححه ابن السكن ، قال الحافظ: وفيه نظر لأن أبا سعيد لم يسمع من معاذ ولا يعرف بغير هذا الإسناد قاله ابن القطان.اهـ
وقال الشوكاني أيضاًفي الدارري المضية(٢٨): حديث معاذ رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم وابن السكن وصححاه ، وقد أعل بأنه من رواية أبي سعيد الحميري عن معاذ ولم يسمع منه وفي الباب أحاديث فيها مقال.اهـ
٢- عن ابن الزبير عن عائشة رضي الله عنه مرفوعاً:(عشر من الفطرة…). قال العلامة الشوكاني في النيل(١/١٠٩): أخرجه أيضاً أبوداود من حديث عمار ، وصححه ابن السكن ، قال الحافظ: وهو معلول.اهـ
كتبه/
بدر بن محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.
١٤ ذو القعدة ١٤٣٧هـ