@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٩٦) @

– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية ، رقم (٩٦)

كتاب موطأ مالك

كتاب الموطأ للإمام الثبت مالك بن أنس الأصبحي المدني ، المتوفى سنة (١٧٩هـ)
روى فيه جملة من الأحاديث المرفوعة والأثار الموقوفة والمقطوعة ، وجُل ما فيه صحيح ، وقد روي عن الإمام مالك أنه كان لا يروي إلا عن ثقة عنده.
قال الذهبي في السير(٨/١١١): قال الشافعي: ما على ظهر الأرض كتاب أصح بعد كتاب الله من كتاب مالك.اهـ
وهذا قبل ما يصنف صحيح البخاري وصحيح مسلم.

– سبب تأليف الموطأ:
قيل إن الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور بعث إلى مالك حين قدم المدينة فقال له: إن الناس قد اختلفوا بالعراق فضع للناس كتاباً تجمعهم عليه فوضع الموطأ.
وهو أول كتاب جمع بين الحديث والأثر والفقه.

– سبب تسميته بالموطأ:
قيل: سماه الموطأ لأنه وطأه للناس يعني يسره لهم.
وقيل: إن مالكاً عرض كتابه على سبعين فقيهاً من فقهاء المدينة وكلهم واطأه عليه فسماه الموطأ.

روايات الموطأ:
روايات الموطأ كثيرة ، أشهرها أربع روايات مطبوعة وهي:
١- رواية يحيى بن يحيى الليثي ، وإذا أطلق رواه مالك في الموطأ ، فالمراد رواية يحيى الليثي.
٢- رواية محمد بن الحسن الشيباني ، ويسميه بعض الأحناف موطأ محمد ، والصواب موطأ مالك رواية محمد ، وفيه روايات رواها محمد عن شيوخه.
٣- رواية أبي مصعب الزهري المدني ، قيل إنه أخر من سمع الموطأ من مالك.
٤- رواية عبدالله بن مسلمة القعنبي
وهذه الأربعة مطبوعة ، وفيها اختلافات يسيرة في تقديم الأبواب وتأخيرها ، وزيادات في بعض الأحاديث والآثار.

عدة أحاديثه:
بلغت مروياته حسب رواية يحيى (١٩٥٢) حديث وأثر.

عاداته في الموطأ:
١- من عاداته: أن يروي الأحاديث المتصلة والمرسلة والمنقطعة والبلاغات.

٢- ومنها: أنه يذكر ما عليه عمل أهل المدينة.
مثاله:
جاء في الموطأ(٤٢٧) حدثني مالك أنه سمع غير واحد من علمائهم يقول: لم يكن في الفطر والأضحى نداء ولا إقامة منذ زمان رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى اليوم.
قال مالك: وتلك السنة التي لا خلاف فيها عندنا.اهـ
يعني يا أهل المدينة.اهـ

وفي الموطأ(٦١٧) قال مالك: السنة عندنا والذي أدركت عليه أهل العلم أنه لا يُضيق على المسلمين في زكاتهم وأن يُقبل منهم ما دفعوا من أموالهم.اهـ

وفي الموطأ(١١٢٣) قال مالك: والأمر المجتمع عليه عندنا والذي أدركت عليه أهل العلم ببلدنا أن الجد أبا الأب لا يرث مع الأب.اهـ

٣- ومنها: أنه يذكر فيه اجتهاداته في الفقه.
مثاله:
روى مالك(٢٤) عن نافع أن عبدالله بن عمر أُغمي عليه فذهب عقله فلم يقض الصلاة.
قال مالك: وذلك فيما نرى والله أعلم أن الوقت قد ذهب فأما من أفاق في الوقت فإنه يصلي.اهـ

وقال يحيى(٤٨) سُئل مالك: هل في القيء وضوء؟
قال: لا ، ولكن ليتمضمض من ذلك وليغسل فاه وليس عليه وضوء.اهـ

وقال يحيى(٨١) سُئل مالك عن النداء يوم الجمعة هل يكون قبل أن يحل الوقت؟ فقال: لا يكون إلا بعد أن تزول الشمس.اهـ

٤- ومنها: أنه يشرح معنى الحديث أحياناً.
مثاله:
روى مالك(١٤) عن ابن أبي سَليط أن عثمان بن عفان رضي الله عنه صلى الجمعة بالمدينة وصلى العصر بملل.
قال مالك: وذلك للهجير وسرعة السير.

روى مالك(٣٣٨) عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أنه قال:( صلى رسول الله عليه الصلاة والسلام الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً في غير خوف ولا سفر)
قال مالك: أُرى ذلك كان في مطر.

روى مالك(١١٣٩) عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعاً: (لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه)
قال مالك: تفسير قول النبي عليه الصلاة والسلام فيما نُرى والله أعلم (لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه) أن يخطب الرجل المرأة فتركن إليه ويتفقان
على صداق معلوم وقد تراضيا فهي تشترط عليه لنفسها فتلك التي نهى أن يخطبها الرجل على خطبة أخيه.اهـ
٥- ومنها: أنه يذكر أرجح الأقوال عنده ، بقوله: وذلك أحب ما سمعت إلي في ذلك.
مثاله:
روى مالك(١٩٦) عن يزيد بن رومان أن نافع بن جبير بن مطعم كان يقرأ خلف الإمام فيما لا يجهر فيه الإمام بالقراءة.
قال مالك: وذلك أحب ما سمعت إلي في ذلك.اهـ

وقال مالك(١٢٥): من أوتر أول الليل ثم نام ثم قام فبدا له أن يصلي فليصل مثنى مثنى فهو أحب ما سمعت إلي.اهـ
كتبه/
بدر بن محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن

٤ ذي الحجة ١٤٣٧ هـ