( شتان بين حج عِباد الرحمن وعُباد الأوثان )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:
فإن الله سبحانه وتعالى أمر عباده بالحج
قال تعالى: ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)
وقال تعالى: ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا
وعلى كل ضامر يأتينا من كل فج عميق )
فاستجاب المسلمون لأمر ربهم ، وأحرموا من المواقيت التي حددها لهم نبيهم عليه الصلاة والسلام ، ورفعوا أصواتهم بالتلبية (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)
وطافوا بالكعبة سبعاً وبين الصفا والمروة سبعاً
وحلقوا وقصروا رؤسهم ، وفي اليوم الثامن من ذي الحجة ذهبوا إلى منى يُلبون: (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)
وفي اليوم التاسع من ذي الحجة توجهوا إلى عرفة نهاراً يلبون: (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)
ثم توجهوا إلى مزدلفة بعد مغيب الشمس
يلبون: (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)
وباتوا بها وصلوا فيها صلاة الفجر
وفي صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة ذهبوا إلى منى يلبون: (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)
رموا جمرة العقبة ضحى ، وذبحوا الهدي ، وحلقوا وقصروا رؤسهم ، ثم طافوا بالبيت الحرام طواف الإفاضة وسعوا سعي الحج ، ثم رجعوا إلى منى ومكثوا بها أيام التشريق يبيتون ويرمون الجمار ، ورفعوا أصواتهم (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد)
ثم وادعوا البيت الحرام بالطواف.
هكذا حج عباد الرحمن ، في ذهابهم إلى مكة يبلون بالتوحيد وفي ذهابهم إلى منى يلبون بالتوحيد في ذهابهم إلى عرفة يلبون بالتوحيد وفي ذهابهم إلى مزدلفة يلبون بالتوحيد وفي أيام التشريق يلبون بالتوحيد.
أما عُباد الأوثان فإنهم يخرجون من بيوتهم قاصدين القبور والأضرحة والأوثان ، ورفعوا أصواتهم (لبيك يا فلان ، لبيك يا سيد فلان ، لبيك يا سيدي فلان)
زين لهم الشيطان سوء عملهم ، وأفتى لهم سادتهم وأوليائهم ، بأن زيارة الولي فلان أوالسيد فلان
أعظم عند الله من زيارة البيت الحرام ، وسموا الأضرحة حرم لا يدخلها إلا متوضئ ولا يجلس حتى يصلي ركعتين ، ويطوف بها سبعاً كما يُطاف بالكعبة ، ويذبحون عند قبور الصالحين الذبائح تقرباً لأصحابها ، كما يتقرب الحجاج بالهدي إلى ربهم.
هكذا حج عُباد الأوثان شرك في شرك نداء غير الله وطواف في القبور وذبح لغير الله
فشتان بين الطائفتين طائفة تلبي بالتوحيد
(لبيك اللهم لبيك)
وطائفة تلبي بالشرك (لبيك يا فلان)
كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
١٥ ذي الحجة ١٤٣٧هـ