صحيح الفضائل

– صحيح الفضائل:

– فضل المشي إلى الصلاة.

١- باب ما جاء أن المشي إلى الصلاة يحط السيئات ويرفع الدرجات.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة)
رواه مسلم(٦٦٦)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (ألا أدُلُكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط)
رواه مسلم(٢٥١)

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إذا تطهر الرجل ثم مر إلى المسجد يرعى الصلاة كتب له كاتبه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات)
رواه ابن خزيمة في صحيحه(١٤٩٢) وابن حبان في صحيحه(٢٠٤٣)
صححه الألباني في صحيح الترغيب(٢٩٨)

قال العلامة ابن عثيمين في شرح الرياض(٣/٣٩٢): المجيء إلى المسجد على القدمين أفضل من المجيء على مركوب لأنه يحسب لك أجر الخُطا ، لكن إذا كان الإنسان معذوراً فلا بأس أن يأتي بالسيارة وخطوة السيارة دورة لعجلتها إذا دار عجلها دورة واحدة فهذه خطوة.اهـ

٢- باب ما جاء أنه يكتب للمصلي ممشاه إلى المسجد ورجوعه منه.

عن أُبي بن كعب قال: كان رجل لا أعلم رجلاً أبعد من المسجد منه وكان لا تُخطئه صلاة ، فقيل له: لو اشتريت حماراً تركبه في الظلماء وفي الرمضاء
قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أُريد أن يُكتب لي ممشاي إلى المسجد ورُجُوعي إذا رجعت إلى أهلي ، فقال رسول الله: (قد جمع الله لك ذلك كله)
رواه مسلم(٦٦٣)
وفي لفظ لابن ماجه(٧٩٠)(إن لك ما احتسبت)
ولفظ لابن حبان(٢٠٣٨)(أعطاك الله ذلك كله).

وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام:( من راح إلى مسجد جماعة فخطوتاه خطوة تمحو سيئة وخطوة تكتب حسنة ذاهباً وراجعاً)
رواه ابن حبان في صحيحه(٢٠٣٧)

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (يا بني سلمة ألا تحتسبون آثاركم) قال مجاهد: في قوله:(ونكتب ما قدموا وآثارهم) قال: خطاهم.
رواه البخاري(٦٥٥)

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد فأرادوا أن يقتربوا فنزلت:(ونكتب ما قدموا وآثارهم) قال: فثبتوا.
رواه ابن ماجه(٧٩٢) وقوى سنده ابن حجر في الفتح(٢/١٦٥)
وصححه الألباني في سنن ابن ماجه(٧٩٢)

قال الحافظ النووي في شرح مسلم(١/٤٧١): فيه إثبات الثواب في الخطا في الرجوع من الصلاة كما ثبت في الذهاب.اهـ

وقال الحافظ ابن حجر في الفتح(٢/١٦٥): في الحديث: أن أعمال البر إذا كانت خالصة تكتب آثارهم حسنات ، وفيه استحباب السكنى بقرب المسجد إلا لمن حصلت به منفعة أخرى أو أراد تكثير الأجر بكثرة المشي ما لم يحمل على نفسه.اهـ

٣- باب مَن مشى إلى المسجد أعد الله عزوجل له نُزلاً في الجنة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزُلاً كلما غدا أو راح)
رواه البخاري(٦٦٢) ومسلم(٦٦٩)

– قوله: (نزلاً) النزل ما يهيأ للضيف عند قدومه.

قال العلامة ابن عثيمين في التعليق على مسلم(٣/٧١٦): (من غدا إلى المسجد) أي ذهب إليه صباحاً وذلك في صلاة الصبح ، (أو راح) أي مساءً وذلك في صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء (أعد الله له في الجنة نزلاً) النزل: هو الضيافة ، وهذا فضل عظيم ، يعني كل يوم تغدو إلى المسجد وتروح خمس مرات يعد لك في الجنة خمس ضيافات.اهـ

٤- باب أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى.

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إن أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى)
رواه البخاري(٦٥١) ومسلم(٦٦٢)

قال الحافظ ابن حجر في الفتح(٢/١٦٢): قوله:(أبعدهم فأبعدهم ممشى) أي إلى المسجد.اهـ

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (الأبعدُ فالأبعدُ من المسجد أعظم أجراً)
رواه أبو داود(٥٦٥) وابن ماجه(٧٨٩) وصححه الألباني في سنن أبي داود(٥٦٥)

٥- باب مَن مشى إلى الصلاة غفر له ذنبه.

عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى صلاة مكتوبة فصلاها مع الإمام غفر له ذنبه)
رواه البخاري(٦٤٣٣) ومسلم(٦٣٢) وابن خزيمة(١٤٨٩)

٦- باب من مشى إلى الصلاة كُتب له صدقة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:(…وكل خطوة تمشي بها إلى الصلاة صدقة)
رواه البخاري(٢٨٩١) ومسلم(١٠٠٩) وابن خزيمة(١٤٩٣) وابن حبان(٤٧٢)

٧- باب من مشى إلى المسجد ضامن على الله.

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول:(… ومن غدا إلى المسجد أو راح كان ضامناً على الله)
رواه ابن خزيمة(١٤٩٥) وابن حبان(٣٧٣) وصححه الألباني في الصحيحة(٣٣٨٤)

٨- باب ما جاء في فضل المشي إلى المسجد بالليل.

عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:(بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)
رواه أبو داود(٥٦١) والترمذي(٢٢٣) وابن ماجه(٧٧٩) وصححه الألباني في سنن أبي داود(٥٦١)

وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :( ليبشر المشاؤون في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)
رواه ابن ماجه(٧٨٧) وابن خزيمة في صحيحه(١٤٩٨)
وصححه الألباني في صحيح الجامع(٢٨٢٣)

وفي الباب:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، رواه ابن حبان في صحيحه(٢٠٤٤)

وعن أنس رضي الله عنه ، رواه ابن ماجه(٧٨٨)
وصححه الألباني في سنن ابن ماجه(٧٨٨)

٩- باب من خرج من بيته إلى الصلاة فأجره كأجر الحاج.

عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم)
رواه أبو داود(٥٥٨) وحسنه الألباني في سنن أبي داود(٥٥٨)
قلت: رجاله ثقات ، سوى القاسم بن عبدالرحمن الشامي ، قال الحافظ الذهبي في الكاشف(٥٤٧٠): صدوق.اهـ

قال أبو الطيب العظيم آبادي في عون المعبود(١/٦٠٧): قوله(فأجره كأجر الحاج) قال زين العرب: أي كامل أجره ، وقيل: كأجره من حيث إنه يُكتب له بكل خطوة أجر كالحاج وإن تغاير الأجران كثرة وقلة أو كمية وكيفية.اهـ

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٣ ربيع اول ١٤٣٨هـ