@ كلمات في الدعوة إلى الله – حالات الإحسان @

– كلمات في الدعوة إلى الله.

الكلمة/ حالات الإحسان.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

أيها المسلمون: إن الله عزوجل أمر عباده بالإحسان ، قال تعالى: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) ، وقال عزوجل: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان)
وعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:(إن الله كتب الإحسان على كل شيء)
رواه مسلم(١٩٥٥)

والإحسان ضد الإساءة ، وهو الإتقان والإحكام والإكمال للعمل.
فإذا أتقنت العمل وأحكمته وأكملته فقد أحسنت.

والإحسان ثلاث حالات:
الأولى: الإحسان في عبادة الله.
وهو أن يعبد المسلم ربه عزوجل في الدنيا كأنه يراه في حال عبادته. وهذا يوجب الخشية والخوف من الله والتعظيم لله عزوجل ، ويوجب الخشوع والخضوع.
جاء في حديث جبريل عليه السلام أنه قال للنبي عليه الصلاة والسلام: فأخبرني عن الإحسان؟
قال:(أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) رواه مسلم(٨)

– والإحسان في العبادة هو اتقانها ، ويكون بأمرين اثنين:
أولهما: إخلاص العمل لله سبحانه وتعالى ، وضده الشرك.
قال تعالى: (ألا لله الدين الخالص) وقال: (قل إنما أُمرت أن أعبد الله مخلصاً له ديني)

وثانيهما: متابعة رسول الله عليه الصلاة والسلام في العبادة ، وضده البدع.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري(٢٦٩٧) ومسلم(١٧١٨)
وفي رواية لمسلم(١٧١٨): (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)

الثانية: الإحسان مع عباد الله.
عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:(إن الله كتب الإحسان على كل شيء) رواه مسلم(١٩٥٥)

وعن سمرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إن الله عزوجل محسن فأحسنوا)
رواه ابن أبي عاصم في الديات(٥٦) وصححه الألباني في صحيح الجامع(١٨٢٣)

والإحسان مع عباد الله ، منه واجب ومنه مستحب. أما الواجب فهو:
١- الإحسان إلى الوالدين. قال تعالى:(وبالوالدين إحساناً)
٢- الإحسان إلى الأرحام. قال تعالى: (آتِ ذا القربى حقه)
٣- الإحسان إلى الأولاد والزوجه.
٤- الإحسان إلى الجيران.
٥- الإحسان إلى الضيف.
٦- الإحسان إلى أهل العلم والفضل.
٧- الإحسان إلى الحيوان.

– وأما المستحب فهو: الإحسان إلى الفقير والمسكين بالصدقة ، قال تعالى: (وآتِ ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل).

الثالثة: الإحسان إلى الحيوان.
بأن يطعمه ويسقيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (في كل كبد رطبة صدقة) رواه البخاري(٢٣٦٣) ومسلم(٢٢٤٤)
وألا يعذبه إذا أراد ذبحه ، عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:(وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته) رواه مسلم(١٩٥٥)

– ثمرات الإحسان:
– الإحسان له ثمرات كثيرة منها:
١- أن الله تعالى يحب المحسنين.
قال عزوجل:(إن الله يحب المحسنين).

وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: حفظت من رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:(إن الله عزوجل محسن يُحب الإحسان)
رواه عبدالرزاق في المصنف(٨٦٠٣) والطبراني في الكبير(٧/٧١٢١) وصححه الألباني في صحيح الجامع(١٨٢٤)

٢- أن الله تعالى لا يضيع أجر أهل الإحسان ، قال تعالى:(إن الله لا يُضيع أجر المحسنين).

٣- أن الله تعالى مع المحسنين بحفظه وإحاطته.
قال تعالى:(وإن الله لـمع المحسنين)

٤- أن أهل الإحسان لهم الحسنات.
قال تعالى:(للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة).

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

20 جمادى الاول 1438هـ