@ كلمات في الدعوة إلى الله @

– كلمات في الدعوة إلى الله.

– الكلمة/ حُرمة قتل المسلمين بغير حق-

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

فإن من أعظم الذنوب إثماً عند الله عزوجل قتل المؤمن بغير حق ، قال تعالى: (والذين لا يدعون مع الله إلـٰهاً ءاخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذٰلك يلق أثاماً يضـٰعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً)

بيّن ربُنا عزوجل في هذه الآية الكريمة عقوبة هذا الفعل العظيم وأن صاحبه يكرر عليه العذاب يوم القيامة ويغلظ ويخلد في النار حقيراً ذليلاً.
وقتل المؤمن بغير حق ، كبيرة من كبائر الذنوب ، ومن أعظم الذنوب جُرماً عند الله عزوجل ، قال تعالى: (ومَن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيماً)
هذه خمس عقوبات مغلظة ، الأولى (جزاؤه جهنم) الثانية (خالداً فيها) الثالثة (وغضب الله عليه) الرابعة (ولعنه) والخامسة (وأعد له عذاباً عظيماً)
لم تجتمع هذه العقوبات الخمس في ذنب من الذنوب سوى قتل المؤمن بغير حق ، فإن دل هذا على شيء دل على عظم جرم هذا الذنب عند الله عزوجل.

قال العلامة السعدي قي تفسيره(٢٠٩): لم يرد في أنواع الكبائر أعظم من هذا الوعيد بل ولا مثله ، ألا وهو الإخبار بأن جزاءه جهنم أي فهذا الذنب العظيم قد انتهض حده أن يجازي صاحبه بجهنم
بما فيها من العذاب العظيم والخزي المهين وسخط الجبار وفوات الفوز والفلاح وحصول الخيبة والخسارة فعياذاً بالله من كل سبب يبعد عن رحمته.اهـ

ولعظم جُرم قتل المؤمن بغير حق ، قرنه الله عزوجل في كتابه العظيم في غير آية بالشرك به.
قال تعالى: (والذين لا يدعون مع الله إلـٰهاً ءاخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق)

وقال تعالى: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولـٰدكم من إمـٰلق)

ولعظم جرم قتل المؤمن بغير حق ، من قتل مؤمناً متعمداً بغير حق كمن قتل الناس جميعاً.

قال تعالى: (مَن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)

قال ابن عباس رضي الله عنه: (من قتل نفساً واحدة حرمها الله فهو مثل من قتل الناس جميعاً) ذكره ابن كثير في تفسيره(١/٦٠٩)

– وتواترت الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في حرمة قتل المؤمن بغير حق.

منها جاء عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام
( من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل )
رواه مسلم (٢٣)

وعن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال ( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ) رواه البخاري(١٠٥) ومسلم(١٦٧٩)

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (مَن قتل مؤمناً فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً)
رواه أبو داود (٤٢٧٠) وصححه الألباني في سنن أبي داود(٤٢٧٠)

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركاً أو من قتل مؤمناً متعمداً) رواه أبو داود(٤٢٧٠) وصححه ابن حبان في صحيحه(٥٩٤٨) والألباني في صحيح الجامع(٤٥٢٤)

– إن ما قام به الحوثي ومَن معه من أهل الشر ، من قتل المصلين في بيت من بيوت الله ، من أكبر الذنوب وأعظمها جُرماً عند الله عزوجل ، قتلوا الركع السجود ولم يروا لهم حرمة.
قال تعالى: (ومن أظلم ممن منع مسـٰجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزى ولهم في الآخرة عذاب عظيم)
وهذا وعيد شديد وتهديد أكيد لمن سعى في خراب مساجد الله ، فكيف بمن خرب المساجد وقتل المصلين ، كما فعله الحوثي الخبيث ومن معه.
وهذه ليست الأولى لهم ، فقد حالوا قتل المصلين في المسجد الحرام ، ولم يروا للحرم حُرمة ، وقتلوا المسلمين في بلاد اليمن وهدموا مساجدهم ، (وما نقموا منهمـ إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) قتلوهم لأنهم آمنوا بالله العزيز الحميد ، وهذا أصل من أصولهم الخبيثة ، قتل كل من قال: (لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله)
والحوثة أحفاد القرامطة ، الذي انتهكوا حرمة المسجد الحرام وقتلوا المسلمين عند الكعبة وسرقوا الحجر الأسود.
فجاء الحوثي ومن معه من أهل الشر ، وساروا على ما سار عليه القرامطة ، وسعوا في الأرض فساداً والله لا يحب الفساد ، قتلوا الشيوخ والنساء والأطفال ، وهدموا البيوت والمساجد ، قال تعالى: (ولا تحسبن اللّهَ غافلاً عمَّا يعمل الظالِمون إنما يُؤخرهم ليوم تَشخص فيه الأبصار)
أسأل الله عزوجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعجل بزوال الحوثي ومن معه ، ويجعلهم عبرة لغيرهم.

كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن

21 جمادى الثاني 1438هـ