كلمات في الدعوة إلى الله

-كلمات في الدعوة إلى الله.

– الكلمة/ أحب الكلام إلى الله عزوجل أربع.

أيها الأخوة: جاء في الحديث عن سمُرة بن جُندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (أحب الكلام إلى الله عزوجل أربع: سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا يضرُّك بأيهن بدأت)
رواه مسلم(٢١٣٧)

– هذا الحديث حديث عظيم ، ذكر فيه النبي عليه الصلاة والسلام أحب الكلام إلى الله عزوجل بعد القرآن ، وهو التسبيح ، والتحميد ، والتهليل ، والتكبير.

-قوله: (أحب الكلام إلى الله) فيه إثبات صفة المحبة لله عزوجل ، وهي صفة حقيقية تليق به سبحانه وتعالى.
ودل قوله(أحب الكلام إلى الله) أن الكلام منه كلام يحبه الله ومنه كلام لا يحبه:
١- الكلام الذي يحبه الله: وهو الكلام الطيب كالأذكار وقراءة القرآن وغيرهما ، وهذا كلام يثاب قائله.

٢- الكلام الذي لا يحبه الله: وهو الكلام السيء كالفحش والغيبة والكذب وغير ذلك ، وهذا كلام يعاقب قائله.

-فأحب الكلام إلى الله أربع كلمات:
الأولى: (سبحان الله) التسبيح هو التنزيه ، أي تنزيه الله عما لا يليق به من العيوب والنقائص.

والثانية: (الحمد لله) الحمد هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم ، فإن كُرّر الوصف بالكمال سمي ثناءً.
(والحمد لله) معناها: كل المحامد لله تعالى ، والعبد يحمد ربه عزوجل على الكثير وعلى القليل ، إذا أكل الأكله حمده عليها وإذا شرب الشِّربه حمده عليها ، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها) رواه مسلم(٢٧٣٤)
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول:(…وأفضل الشكر الحمد لله)
رواه الترمذي(٣٣٨٣) وحسنه ، وصححه ابن حبان (٢٣٢٦)والحاكم(١٨٧٧)وأدعه الألباني في الصحيحة(١٤٩٧)

والثالثة: (لا إله إلا الله) معناها: لا معبود بحق إلا الله ، وهذه الكلمة: هي كلمة التوحيد وكلمة الإخلاص وكلمة الإحسان ودعوة الحق والكلمة الباقية وكلمة الصدق.
وهي أفضل الذكر ، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (أفضل الذكر: لا إله إلا الله) رواه الترمذي(٣٣٨٣) وحسنه ، وصححه ابن حبان (٢٣٢٦)والحاكم(١٨٧٧)وأدعه الألباني في الصحيحة(١٤٩٧)

والرابع: (الله أكبر) ، (الله) اسم من أسماء الله عزوجل ، ومعنى (الله) الإله ، والله هو المألوه والمعبود.
ومعنى (الله أكبر) أي أن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء.

قال العلامة المناوي في فيض القدير(١/٢٨٩): هذه الأربع جامعة لجميع معاني أنواع الذكر من توحيد وتنزيه وصنوف أقسام الحمد والثناء.اهـ

– وجاء في فضل هذه الكلمات الأربع أحاديث كثيرة منها:

١- أنها من الأعمال المرغب فيها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (لأن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم(٢٦٩٥)

٢- ومن فضلهن: أنهن خير الكلام.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (خيرُ الكلام أربع ، لا تُبالي بأيتهن بدأت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)
رواه النسائي في عمل اليوم والليلة(٤٨٥)
وصححه السيوطي في الجامع الصغير(٤٠٢٨) والألباني في صحيح الجامع(٣٢٨٣)
والوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(١٣٢١)

٣- ومن فضلهن: أن من قالهن كتبت له عشرون حسنة ومحيت عنه عشرون سيئة.

عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا: قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إن الله اصطفى من الكلام أربعاً: سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، فمن قال (سبحان الله) كُتب له عشرون حسنة وحط عنه عشرون سيئة ، ومن قال(الله أكبر) فمثل ذلك ، ومن قال(لا إله إلا الله) فمثل ذلك ، ومن قال(الحمد لله رب العالمين) من قبل نفسه كُتبت له ثلاثون حسنة وحُطت عنه ثلاثون سيئة)
رواه أحمد(٢/٣٠٢) والنسائي في عمل اليوم والليلة(٤٨٥)
وصححه الحاكم(١٩٢٩) والألباني في صحيح الجامع(١٧١٨) الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(١٣٢١)

٤- ومن فضلهن: أنهن من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه عزوجل.

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من قال: (( سبحان الله )) مئةَ مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، كان أفضل من مائة بدنة.
ومن قال: (( الحمد الله )) مائةَ مرة قبل طلوع الشمس وقبلَ غُروبها ، كان أفضل من مائة فرس يُحمَلُ عليها في سبيل الله.
ومن قال: (( الله أكبر )) مائة مرة ، قبلَ طلوعِ الشمس وقبل غُروبها ، كان أفضلَ من عتق مائة رقبةٍ.
ومن قال: (( لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير )) مائةَ مرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، لم يَجيء يوم القيامة أحدٌ بعملٍِ أفضل من عمله ، إلا مَن قال مثلَ قوله أو زاد عليه ).
رواه النسائي في السنن الكبرى(١٠٦٥٧)حسنه العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(٦٥٨)

٥-ومن فضلهن: أنهن غرس الجنة.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: لقيت إبراهيم ليلة أُسري بي ، فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيِّبةُ التربة ، عذبةُ الماء ، وأنها قيعان، غِراسها سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر)
رواه الترمذي(٣٤٦٢)وقال:حسن غريب.
وحسنه الألباني في صحيح الجامع(٥١٥٢)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال له: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يُغرس لك بكل واحدة شجرة)
رواه الحاكم (١٩٣٠) وصححه

٦-ومن فضلهن: أنهن وقاية لقائلهن من النار ، ويأتين يوم القيامة مُنجيات لقائلهنّ ومقدّمات له.

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خُذوا جُنَّتَكم) ، قلنا: يا رسول الله من عدو قد حضر! قال: (لا، بل جُنَّتُكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنَّهنّ يأتين يوم القيامة منجيات ومقدّمات، وهنّ الباقيات الصالحات)
رواه النسائي في عمل اليوم والليلة(٨٤٨)
والحاكم في المستدرك(١/٥٤١) وصححه وصححه الألباني في صحيح الجامع(٣٢١٤)
وله شاهد عن أبي سعيد الخدري رواه الحاكم (١٩٣٢) وصححه

٧- ومن فضلهن: أنهن ثقيلات في الميزان.

عن أبي سلمى رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بَخٍ بَخٍ ـ وأشار بيده بخمس ـ ما أثقلهنّ في الميزان: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولدُ الصالح يُتوفى للمرء المسلم فيحتسبُه)
رواه ابن حبان في صحيحه(٨٣٣)وصححه الحاكم في المستدرك(١٩٢٨)
وصححه الألباني في صحيح الجامع(٢٨١٧)

-كتبه:
بدر بن محمد العنزي
عضو الدعوة والإرشاد

١٠ شوال ١٤٣٨هـ