– ارتفاع الجهالة عن الراوي المجهول –
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:
– الجهالة ضد الشهرة .
والمجهول: هو من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه ولا عرف العلماء به ومن لا يعرف حديثه إلا من جهة راوٍ واحد.
وجهالة الراوي سبب من أسباب رد الحديث
فلا يقبل حديث المجهول عند الأئمة حتى ترتفع جهالته ويوثقه معتبر.
واختلف الأئمة الحفاظ في العدد الذي ترتفع به جهالة الراوي.
والذي عليه المحققون من أهل العلم : أن الجهالة ترتفع برواية ثقتين فصاعداً عن الراوي المجهول، فلا ترتفع الجهالة برواية الواحد وإن كان ثقة على الصحيح من قولي أهل العلم
ولا ترتفع أيضاً برواية الضعفاء عنه .
قال العيني في نخب الأفكار(٦/١٩٢):
قال الإمام البزار في مسنده: ترتفع جهالة المجهول إذا روى عنه ثقتان مشهوران ، فأما إذا روى عنه من لا يحتج بحديثه لم يكن ذلك الحديث حجة ولا ارتفعت الجهالة.اهـ
وقال الإمام ابن خزيمة في صحيحه(ح-٢٨٨٤) بعد أن أورد رواية:
ابن جريج عن عبدالله مولى أسماء.
قال: وعبدالله مولى أسماء هذا قد روى عنه
عطاء بن أبي رباح أيضاً، قد ارتفع عنه اسم الجهالة.اهـ
وقال الإمام الدارقطني في سننه(ح-٣٣٣٣):
وارتفاع اسم الجهالة عنه- أي المجهول- أن يروي عنه رجلان فصاعداً فإذا كان هذه صفته ارتفع عنه اسم الجهالة وصار حينئذ معروفاً.اهـ
– فائدة:
ارتفاع الجهالة عن الراوي لا يلزم منه توثيقه
فارتفاع الجهالة شيء وتوثيق الراوي شيء أخر،
قال الخطيب في الكفاية(١٤٩):وأقل ما ترتفع به جهالة العين أن يروي عن الرجل اثنان فصاعداً إلا أنه لا يثبت له حكم العدالة بروايتهما.اهـ
– فمن ارتفعت جهالة عينه لم ترتفع عنه جهالة حاله حتى ينص إمام من الأئمة المعتبرين على توثيقه،
أو يخرّج حديثه في الصحيحين.
قال الإمام الذهبي في الموقظة(٣٩): من لم يوثق ولا ضعف إن خرّج حديث هذا في الصحيحين فهو موثق بذلك.اهـ
– فائدة أخرى:
غالباً ما يطلق الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب كلمة
( مقبول ) على من روى عنه اثنان ووثقه ابن حبان أو العجلي.
وكذا الحافظ الذهبي في الكاشف فإنه يطلق على من هذه حاله- أي من روى عنه اثنان ولم يوثقه معتبر- يطلق عليه غالباً كلمة( وثق )
وكذا الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد
فإنه غالباً يطلق عليه كلمة ( موثق )
– فائدة ثالثة:
بعض الأئمة قد يصحح أو يحسن حديث من روى عنه جماعة ووثقة ابن حبان أو العجلي، أو صحح له مثل الترمذي وابن خزيمة والدارقطني أو روى عنه إمام كبير لا يروي إلا عن ثقة.
والله أعلم.
كتبه
بدر محمد البدر العنزي
التعليقات معطلة.