-كلمات في الدعوة إلى الله.
-الكلمة/ المحافظة على الصلاة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن الله سبحانه وتعالى وصف عباده المؤمنين في كتابه العزيز بصفات كثيرة ، من هذه الصفات التي وصفهم بها ، أنهم يحافظون على صلاتهم.
قال الله تعالى: (قد أفلح المؤمنون) إلى قوله: (والذين هم على صلواتهم يحافظون) وقال تعالى في سورة المعارج(والذين هم على صلاتهم يحافظون).
فهذه صفة من صفات أهل الإيمان ، أنهم يحافظون على صلاتهم ، يحافظون على شروطها وعلى أركانها وواجباتها وسننها.
والمحافظة على الصلاة من الأوامر التي أمر الله عزوجل بها عباده المؤمنين ، قال تعالى: (حـٰفظوا على الصلوٰت والصلوٰة الوسطى)
والمحافظة على الصلاة تكون بأمرين:
الأول: المحافظة على أداء الصلاة في وقتها المحدد شرعاً.
قال تعالى: ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقتاً).
جاء في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سأل رسول الله عليه الصلاة والسلام أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها) رواه البخاري(٥٢٧) ومسلم(٨٥) وفي رواية لمسلم(٨٥) عنه(الصلاة على مواقيتها)
قال الحافظ النووي في شرح مسلم(١/١٤٧): في هذا الحديث الحث على المحافظة على الصلاة في وقتها ويمكن أن يؤخذ منه استحبابها في أول الوقت لكونه احتياطاً لها ومبادرة إلى تحصيلها في وقتها.اهـ
الثاني: المحافظة على أداء الصلاة مع جماعة المسلمين.
قال تعالى: (وأقيموا الصلوٰة وءاتوا الزكوٰة واركعوا مع الرٰكعين).
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة) رواه البخاري(٦٤٦)
وعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة) رواه البخاري(٦٤٥) ومسلم(٦٥٠)
هذه الأحاديث فيها فضيلة صلاة الجماعة والحث على آدائها في المسجد.
– أيها الأخوة: إن الناس في المحافظة على الصلاة أصناف شتى:
الصنف الأول: من حافظ على الصلاة وآداها في وقتها المحدد شرعاً ، مع جماعة المسلمين.وهذه صفة من صفات أهل الإيمان.
قال تعالى عن عباد الرحمن (والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً)
وعن عبادة رضي الله عنه مرفوعاً: (خمس صلوات افترضهن الله على عباده فمن جاء بهن وقد أكملهن ولم ينتقصهن استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة) رواه أبو داود(١٤٢٠) وابن حبان في صحيحه(١٧٢٩) وصححه الألباني في سنن أبي داود(١٤٢٠)
الصنف الثاني: من ترك الصلاة بالكلية.
وهؤلاء على خطر عظيم ، لأن ترك الصلاة من كبائر الذنوب ، وهو كفر في أصح قولي العلماء.
قال تعالى: ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلوٰة واتبعوا الشهوٰت فسوف يلقون غياً ).
وقال تعالى: (ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين).
وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) رواه مسلم(٨٢) وفي لفظ للترمذي(٢٦١٨)عنه(بين الكفر والإيمان ترك الصلاة).
قال الحافظ النووي في شرح مسلم(١/١٤٤): معنى بينه وبين الشرك ترك الصلاة أن الذي يمنع من كفره كونه لم يترك الصلاة فإذا تركها لم يبق بينه وبين الشرك حائل بل دخل فيه.اهـ
وعن عبدالله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه أحمد(٥/٣٤٦) والترمذي(٢٦٢١) وقال:حديث حسن صحيح.
وصححه الحاكم في المستدرك(١/٧)والألباني في سنن الترمذي(٢٦٢١)
قال عبدالله بن شقيق رحمه الله: (كان أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة) رواه الترمذي(٢٦٢٢) وقال الذهبي في التلخيص(١/٧): إسناده صالح.
وصححه الألباني في سنن الترمذي(٢٦٢٢)
قال الإمام ابن القيم في كتاب الصلاة(٧): لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمداً من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر ، وأن إثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن إثم الزنا وغيرها ، وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة.اهـ
الصنف الثالث: من يؤخر الصلاة عن وقتها المحدد شرعاً ، أو إذا قام إلى الصلاة قام رياءً.
وهذه صفة من صفات أهل النفاق.
قال تعالى عن المنافقين: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)
قال الإمام ابن القيم في كتابه الصلاة(١٧٣): فهذه ست صفات في الصلاة من علامات أهل النفاق:
١- الكسل عند القيام إليها.
٢- مراءات الناس في فعلها.
٣- تأخيرها
٤- نقرها
٥- قلة ذكر الله فيها.
٦- التخلف عن جماعتها.اهـ
كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
٢٣ محرم ١٤٣٩هـ