@ السماع بشخص لا يعني معرفة شخصه @

– السماع بشخص لا يعني معرفة شخصه –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

من المعلوم أن السماع بشخص ما لا يعني معرفته
معرفة تامة وهذا من الأمور المعروفة عند الأئمة
ولا ينكره أحد إلا من أعرض كتب الرجال.
فتجد في كتب الرجال يسأل أحد الأئمة عن شخص فيقول:روى عنه فلان وفلان ولا أعرفه.
أي لا أعرف شخصه وإن كان اسمه معروفاً.

– قال المروذي في الجامع(١/١٤):قال الإمام أحمد:أبو الجمل اليمامي الذي يروي عن يحيى بن أبي كثير ،لا أعرفه.

– وقال عبدالله بن أحمد في الجامع(٢/٩): حدثني أبي قال حدثنا محمد بن ميمون قال حدثني عبدالوهاب بن الحسن التميمي عن شيبان مولى الضحاك.
سألت أبي عن عبدالوهاب بن الحسن؟فقال:أحاديثه أحاديث مناكير ولا أعرفه.

– وقال ابن عدي في الكامل(٢٠٩):قول يحيى بن معين في الراوي:لا أعرفه، كان يحيى إذا لم يكن له علم ومعرفة بأخباره ورواياته يقول:لا أعرفه.اهـ

– وقال الخطيب في تاريخ بغداد(٨/٢٧١): قال عبدالخالق بن منصور:سألت يحيى بن معين عن حاجب بن الوليد، فقال:لا أعرفه، وأما أحاديثه فصحيحة،فقلت :أترى أن أكتب عنه؟فقال:ما أعرفه،وهو صحيح الحديث وأنت أعلم.اهـ

وقال ابن أبي حاتم في العلل(٣٧): سألت أبي عن حديث عيسى بن جعفر عن مندل عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمر.
قلت :تعرف أبا عمر الزهري.قال :لا.

وقال ابن أبي حاتم في العلل(٩٩):سألت أبي وأبا زرعة عن حديث ابن مسعود في الوضوء بالنبيذ؟
فقالا: هذا حديث ليس بقوي لأنه لم يروه غير أبي فزارة عن أبي زيد. وأبو زيد لا يعرف.

سئل شيخنا العلامة صالح اللحيدان:هل تعرف يحيى الحجوري؟
فقال: لا أعرفه، ولكنه أرسل لي رسالة وذكر فيها أشياء، وهذا لا يعني معرفته،فهو كمن مر في
طريق وسلم فلا يعني أنك تعرفه وتعرف مداخلة ومخارجه.اهـ

– فلما قلت إني لا أعرف سالم الطويل
استعظم ذلك أقوام ومنهم سالم نفسه،
وقالوا:كيف لا تعرفه؟ وهو الشيخ الفلاني صاحب الدعوة الفلانية.
وأصبحوا يشغبون ويتكلمون بغير علم ولا دراية
مع أن الأمر واضح يعرفه من قرأ كتب الرجال
فمعرفة الرجل هي معرفة مداخله ومخارجه كما قال شيخنا اللحيدان حفظه الله وأما مجرد السماع به فهذه لا تسمى معرفة.

كتبه
بدر بن محمد البدر

التعليقات معطلة.