@ فائدة في العلل @

– مباحث في علم مصطلح الحديث
فائدة في العلل

قد يصرح الراوي خطأً بسماع شيخه عن شيخ روى عنه ولم يسمع منه أصلاً.

مثاله: روى أحمد(٤/٤٤٥): عن المبارك بن فضالة عن الحسن البصري قال أخبرني عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام(رأى رجلاً في يده حلقة من صفر فقال ماهذه…)الحديث.
وقع في هذا الحديث خطأ ، أخطأ به المبارك بن فضالة فإن الحسن لم يسمع عمران بن حصين ، قاله أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم ، كما في المراسيل(٣٨)
وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب(١٠/٢٩): قال أبو طالب عن أحمد: كان مبارك بن فضالة يرفع حديثاً كثيراً ويقول في غير حديث عن الحسن حدثنا عمران ، وحدثنا ابن مغفل ، وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك . يعني التصريح بالسماع ويذكرونه عندهم بالعنعنة.اهـ

وقال الحافظ ابن رجب في شرح العلل(٢١٨):
ذكروا لأحمد قول من قال عن عراك بن مالك سمعت عائشة!
فقال: هذا خطأ وأنكره ، وقال: عراك من أين سمع من عائشة إنما يروي عن عروة عن عائشة.
وكذلك ذكر أبو حاتم الرازي أن بقية بن الوليد كان يروي عن شيوخ ما لم يسمعه فيظن أصحابه أنه سمعه فيروون عنه تلك الأحاديث ويصرحون سماعه لها من شيوخه ولا يضبطون ذلك ، وحينئذ ينبغي التفطن لهذه الأمور ولا يغتر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد ، فقد ذكر ابن المديني أن شعبة وجدوا له غير شيء يذكر فيه الأخبار عن شيوخه ويكون منقطعاً.
وقال أحمد أن ابن مهدي حدث بحديث عن هشيم أخبرنا منصور بن زاذان ، قال أحمد: ولم يسمعه منصور من هشيم.اهـ

كتبه/
بدر بن محمد البدر