@ الرد السادس عشر / على المعتزلي عدنان ابراهيم @

الرد السادس عشر / على المعتزلي عدنان إبراهيم

بنفيه علو الله تعالى.

 

 

قال المعتزلي عدنان إبراهيم: إن الله ليس في العلو وأما قوله تعالى( يخافون ربهم من فوقهم)

وقوله( وهو الذي في السماء) وغيرها من الآيات هذه آيات مشابهة.

 

 

يجاب عليه :

 

بأن علو الله سبحانه وتعالى  من الصفات الذاتية التي دل عليها الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطر السليمة.

قال شيخ الإسلام كما في النقض(١/٣٦٨): قد ثبت بالفطرة التي اتفق عليها أهل الفطر السليمة وبالنقول المتواترة عن المرسلين من الأخبار وما نطقت به كتب الله واتفق عليه المؤمنون بالرسل قبل حدوث البدع : أن الله تعالى فوق العالم ، وثبت أيضاً بالكتاب والسنة والإجماع أنه استوى على العرش ، فالعلو على العالم معروف بالفطرة والمعقول وبالشرع والمنقول.اهـ

 

وأما قوله: (بأن الله ليس في العلو)

 

فهذا قول باطل فاسد مخالف للكتاب والسنة المتواترة والإجماع والعقل والفطر السليمة.

 

قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى(٦/٣٥٥)في رده على من قال إن الله ليس في العلو : هذا معلوم الفساد بالضرورة الفطرية والعقلية وبالأدلة النظرية وبالضرورة الإيمانية السمعية الشرعية وبالنقول المتواترة المعنوية عن خير البرية وبدلالة القرآن على ذلك في آيات تبلغ مئين وبالأحاديث المتلقاة بالقبول من علماء الأمة في جميع القرون وبما اتفق عليه سلف الأمة وأهل الهدى من أئمتها وبما اتفق عليه الأمم بجبلتها وفطرتها.اهـ

 

 

الأدلة الواردة في علو الله تعالى:

 

١- الكتاب:

قال تعالى( يخافون ربهم من فوقهم)

وقال تعالى( وهو العلي العظيم)

وقال تعالى( سبح اسم ربك الأعلى)

وقال تعالى( إليه يصعد الكلم الطيب) 

الصعود إلى أعلى لأنه سبحانه وتعالى عالٍ على خلقه.

وقال تعالى( وهو القاهر فوق عباده)

وقال تعالى( تعرج الملائكة والروح إليه)

والعروج يكون إلى فوق لأنه سبحانه عالٍ على خلقه.

وقال تعالى( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)

 

٢- السنة:

تواترت الأحاديث في إثبات علو الله تعالى فوق خلقه وممن حكى تواترها الذهبي في العلو(١/٢٤٩) وابن القيم في اجتماع الجيوش(٩٨)

 

ومن هذه الأحاديث:

 

روى البخاري(٧٤٢٢) ومسلم(٢٧٥١) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء)

 

وروى مسلم(٧٧٣) عن حذيفة رضي الله عنه أنه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول إذا سجد(سبحان ربي الأعلى)

 

وروى مسلم(٥٣٧) عن معاوية بن الحكم رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال للجارية

( أين الله؟ فقال: في السماء. فقال:اعتقها فإنها مؤمنة)

 

 

٣- الإجماع:

قال الأوزاعي رحمه الله: ( كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما جاءت به السنة من الصفات )

رواه البيهقي في الأسماء والصفات(٤٠٨)

وصححه شيخ الإسلام في الفتوى الحموية(٤٣)

وابن القيم في اجتماع الجيوش(٤٣) وقال الألباني في مختصر العلو(١٨٣):رواته أئمة ثقات.

 

وقال الدارمي: ثم إجماع من الأولين والآخرين العالمين منهم والجاهلين أن كل واحد 

ممن مضى وممن غبر إذا استغاث بالله تعالى أو دعاه أو سأله يمد يديه وبصره إلى السماء يدعوه منها ، ولم يكونوا يدعوه من أسفل منهم من تحت الأرض ولا من أمامهم ولا من خلفهم ولا عن أيمانهم ولا عن شمائلهم إلا من فوق السماء لمعرفتهم أنه فوقهم ، حتى اجتمعت الكلمة من المصلين في سجودهم (سبحان ربي الأعلى) لا ترى أحداً يقول( سبحان ربي الأسفل).اهـ

( الرد على الجهمية-٣٥)

 

 

قال الدارمي أيضاً: وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء إلا المريسي الضال وأصحابه ، حتى الصبيان الذين لم يبلغوا الحنث قد عرفوه بذلك إذا حزب الصبي شيء يرفع يديه إلى ربه يدعوه في السماء دون ما سواه.اهـ ( نقض الدارمي على المريسي-١/٢٢٨)

 

 

وقال أبو الحسن الأشعري في كتابه الإبانة(١١٦) يقول: ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله عزوجل مستوٍ على العرش الذي هو فوق السموات فلو لا أن الله عزوجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش كما لا يحطونها إذا دعوا إلى الأرض.اهـ

 

 

٤- العقل:

دل العقل على وجوب صفة الكمال لله تعالى وتنزيهه عن النقص ، والعلو صفة كمال ، والسفل صفة نقص ، فوجب لله تعالى صفة العلو وتنزيهه عن ضده.

 

 

٥- الفطر السليمة:

دلت الفطر السليمة على علو الله تعالى ، فإذا دعا داعٍ رفع يديه إلى السماء واتجه إلى العلو 

فلا تجد أحداً إذا دعا يلتفت يميناً وشمالاً وتحت وفوق  ولا يلوح بيده في كل جهه ، هذا لا يفعله أحد قط.

 

 

– وقول عدنان ( بأن آيات الواردة في علو الله تعالى من المتشابه)

 

فهذا قول من لا يعرف المحكم من المتشابه

الآيات الوادرة في علو الله تعالى محكمة قطعية الدلالة ، ليست من المتشابه في شيء.

فقوله تعالى(سبح اسم ربك الأعلى) هذا نص محكم في علو الله ، وقوله تعالى: (يخافون ربهم من فوقهم) وهذا نص محكم في علو الله ، فأين المتشابه في هذه الآيات.

 

كتبه:

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٥/٢٤هـ