@ الرباط في سبيل الله @

– الرباط في سبيل الله-
-فضل الرباط والحراسة في سبيل الله-
 
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله وصحبه أجمعين وبعد:
 
أخي المرابط اعلم وفقك الله لكل خير.
أن الرباط : بكسر الراء هو الإقامة في الثغور وهي الأماكن التي يخاف على أهلها من العدو.
قال الإمام ابن باز في الفتاوى (١٨/٨٢): المرابط هو المقيم على الثغور والمعد نفسه للجهاد في سبيل الله والدفاع عن دينه وإخوانه المسلمين.اهـ
 
                      فصل
         – في فضل الرباط في سبيل الله –
 
اعلم أخي المرابط حفظك الله أن الرباط في سبيل الله من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه عز وجل بعد الفرائض إذا خلُصت النية.
 
عن سهل رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال:( رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ) رواه البخاري.
 
وعن سلمان رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال( رباط يوم أو ليلة خير من صيام شهر وقيامه ) رواه أحمد والترمذي (١٦٦٥) وحسنه وصححه ابن حبان والألباني.
 
وعن عثمان رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:( رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل ) رواه أحمد والترمذي (١٦٦٧)وقال:حديث حسن صحيح غريب.
وحسنه الألباني.
 
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال( رباط شهر خير من صيام دهر ) رواه الطبراني وصححه الألباني.
 
وعن عثمان رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال( حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها ) رواه الحاكم وصححه وأقره الذهبي،وفيه لين.
 
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (٦/٩٩): قال ابن بزيزة:وهذه الأحاديث محمولة على الزيادة في الثواب.اهـ أي الزيادة في ثواب المرابط في سبيل الله.
 
قيل للإمام أحمد: المقام في الثغور أفضل من المقام بمكة؟
قال: إيه والله.
( مسائل حلف عليها أحمد-٢٦ ).
 
وقال الإمام ابن قدامة في الكافي (٨٨٨):
وفي الرباط فضل عظيم وهو المقام بالثقر مقوياً للمسلمين والثغر كل مكان يخيف العدو ويخافه وقال الإمام أحمد:ليس يعدل الرباط والجهاد شيء.اهـ
 
وقال أيضاً (٨٨٨): وأفضل الرباط المقام بأشد الثغور خوفاً لأنه أنفع للمسلمين وأشد خطراً.اهـ
 
                       فصل
         – في بيان أن عيني المرابط لا تمسهما النار-
 
اعلم أخي المرابط وفقك الله لكل خير أن فضائل الرباط في سبيل الله كثيرة منها أن عيني المرابط لا تمسهما النار أبداً.
 
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( عينان لا تُصيبهما النار:عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ) رواه الترمذي وصححه الألباني.
 
وله شاهد عن أنس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( عينان لا تمسهما النار أبداً عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ) رواه الضياء وصححه الألباني.
 
                     فصل
         – في فضل من مات مرابطاً –
 
اعلم أخي المرابط حرسك الله من كل سوء ومكروه أن من مات مرابطاً في سبيل أجره كأجر الشهيد بإذن الله تعالى ولا ينقطع عمله الصالح الذي كان يعمله في الدنيا إلى يوم القيامة.
 
عن سلمان رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (…وإن مات مرابطاً جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمِن الفتان)رواه مسلم وفي رواية لأبي داود: ( أومن من فتاني القبر ).
 
قال الحافظ النووي في شرح مسلم (١٩١٣):
هذه فضيلة ظاهرة للمرابط وجريان عمله عليه بعد موته فضيلة مختصة به لا يشاركه فيها أحد وقد جاء صريحاً في غير مسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:( كل ميت يختم على عمله إلا المرابط فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة )اهـ
 
ختاماً:
أخي المرابط أسأل الله تعالى أن يحفظك بحفظه وأن يردك إلى أهلك سالماً معافى وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه ويكفينا شر كل حاقد خبيث إنه سميع مجيب.
 
كتبه
بدر بن محمد البدر العنزي