@ رواية الحديث بالمعنى @

– رواية الحديث بالمعنى –


تنازع أهل العلم في رواية الحديث بالمعنى على قولين مشهورين الجواز والمنع ، والصحيح جواز ذلك إذا لم يخل بالمعنى ، فإن أخل بالمعنى منع من روايته.


قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(٢٠٩):

إذا أراد رواية ما سمعه على معناه دون لفظه فإن لم يكن عالماً عارفاً بالألفاظ ومقاصدها خبيراً بما يحيل معانيها بصيراً بمقادير التفاوت بينها فلا خلاف أنه لا يجوز له ذلك وعليه أن لا يروي ما سمعه إلا على اللفظ الذي سمعه من غير تغيير.

فأما إذا كان عالماً عارفاً بذلك فهذا مما اختلف فيه السلف وأصحاب الحديث وأرباب الفقه والأصول فجوزه أكثرهم ، ولم يجوزه بعض المحدثين وطائفة من الفقهاء والأصوليين من الشافعيين وغيرهم ، والأصح جواز ذلك إذا كان عالماً بما وصفناه قاطعاً بأنه أدى معنى اللفظ الذي بلغه.اهـ


وقال العلامة الصنعاني في إسبال المطر(١٦١):

وأما الرواية بالمعنى فالخلاف فيها شهير والأكثرون على الجواز.اهـ


– أقوال السلف في رواية الحديث بالمعنى:


قال واثلة بن الأسقع:( إذا حدثناكم بالحديث عن معناه فحسبكم)

رواه أحمد في العلل ومعرفة الرجال(١/٨٠)



قال ابن عون:( كان ابن سيرين والقاسم بن محمد يحدثنا كما سمعا ، وكان الحسن والشعبي يحدثان بالمعاني)

رواه أحمد في العلل ومعرفة الرجال(١/٢٨٨)


قال ابن عون ( كان الحسن وإبراهيم والشعبي يحدثون بالحديث مرة هكذا ومرة هكذا ، قال: فذكرت ذلك لابن سيرين فقال: أما أنهم لو كانوا يحدثون كما سمعوه كان خيراً لهم)

رواه أحمد في العلل ومعرفة الرجال(١/٣٤١)


قال سفيان الثوري( إن قلت إني أحدثكم كما سمعت فقد كذبت )

رواه أحمد في العلل(١/٢٠١)


قال ابن عيينة( كان عمرو بن دينار يحدث بالمعاني وإبراهيم بن ميسرة يحدث كما سمع ، وكان إبراهيم فقيهاً)

رواه أحمد في العلل(٢/١١)


كتبه/

بدر بن محمد البدر

١٤٣٦/٧/١٦هـ