@ استدراك / على من زعم أن مالكاً لم يرو حديث إنما الأعمال بالنيات في الموطأ @

استدراك / على من زعم أن مالكاً لم يرو حديث إنما الأعمال بالنيات في الموطأ.



روى الموطأ عن الإمام مالك رحمه الله طائفة من الرواة ، وأشهر الروايات رواية يحيى بن يحيى الأندلسي ، وهي الرواية المشتهرة بين الناس وإذا أطلق الموطأ فالمراد برواية يحيى.

وروى الموطأ غير يحيى ، عبدالله بن مسلمة القعنبي ، ورواه أبو مصعب الزهري المدني ، ورواه محمد بن الحسن ، 

ورواياتهم للموطأ مطبوعة ولله الحمد.

وفي بعض هذه الروايات زيادة أحاديث لا توجد في الروايات الأخرى

منها حديث( إنما الأعمال بالنيات)  رواه مالك 

في الموطأ رواية محمد بن الحسن رقم(٩٨٣)

قال مالك أخبرنا يحيى بن سعيد أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي قال سمعت علقمة بن أبي وقاص يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول:( إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)


ولا يوجد حديث( إنما الأعمال بالنيات) في غير رواية محمد ، لهذا السبب ادعى بعض الحفاظ بأن مالكاً لم يرو حديث (إنما الأعمال بالنيات)


قال الحافظ بن حجر في الفتح(١/١٣):

حديث( إنما الأعمال بالنيات) هذا الحديث متفق على صحته أخرجه الأئمة المشهورون إلا الموطأ ، ووهم من زعم أنه في الموطأ مغتراً بتخريج الشيخين له والنسائي من طريق مالك.اهـ


والأقرب والله أعلم أن الحافظ ابن حجر لم يقف على رواية محمد بن الحسن.


وقال الحافظ السيوطي في الأشباه والنظائر(٣٨):

حديث ( إنما الأعمال بالنيات) حديث صحيح مشهور أخرجه الأئمة الستة وغيرهم من حديث عمر ، والعجب أن مالكاً لم يخرجه في الموطأ.اهـ


ثم وقف الحافظ السيوطي على رواية محمد للموطأ وفيها حديث (إنما الأعمال بالنيات )

فقال السيوطي في تنوير الحوالك(١/٧):

في موطأ محمد بن الحسن عن مالك أحاديث يسيرة زائدة على ما في سائر الموطآت منها حديث(إنما الأعمال بالنية) وبذلك يتبين صحة قول من عزى روايته إلى الموطأ ووهم من خطأه في ذلك.اهـ


كتبه:

بدر بن محمد البدر.

١/٨/١٤٣٦هـ