– ماذا يريد الدواعش خوارج العصر –
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن ما يسعى إليه الدواعش خوارج العصر من فتنة في بلاد الحرمين الشريفين وغيرها من البلدان الإسلامية ، ما هو إلا دليل على خبثهم ، وحرصهم على زعزعة الأمن والاستقرار في البلدان الإسلامية ،
ومن نظر نظرة في التاريخ الإسلامي
يتضح له جلياً أن الخوارج منذ نشأتهم وهم من أحرص الناس على الكيد بالمسلمين وسفك دماءهم ، ويسعون في نشر الشر والإفساد في البلاد الإسلامية ، فمنذ نشأة الخوارج إلى يومنا هذا وأسلحتهم موجهة إلى بلاد المسلمين لا غيرها ، فلم يُذكر في كتب التاريخ أن الخوارج قاتلوا اليهود أو النصارى أو المجوس أو غيرهم من ملل الكفر ، بل شرهم خاص على أهل الإسلام فقط ، وهذا مصداق لقول النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين ( يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان )
فلا تجد بلداً إسلامياً يدخله الخوارج الداعشيون
إلا ويفسدون فيه فساداً عظيماً ، من سفك للدماء وهدم للبيوت وانتهاك أعراض النساء باسم السبايا ، وحرق الزروع والسرقات وغير ذلك من المفاسد العظام.
ويسعون في نشر هذا الفساد ويحبون ظهوره في بلاد المسلمين.
قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )
وقال تعالى:( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ )
أي بجميع أنواع الفساد من قتل وتخريب وتشريد وغير ذلك من أنواع الفساد.
(قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ) أي يعتقدون أنهم أهل اصلاح ويسعون إلى الإصلاح ، وهم أهل فساد يسعون إلى الإفساد.
كتبه/
بدر بن محمد البدر.
١٣/٨/١٤٣٦هـ