مباحث في علم مصطلح الحديث
– إنكار الشيخ رواية من روى عنه –
إذا حدّث ثقة عن الشيخ بحديث ، ثم أنكر الشيخ حديثه ، فهذا لا يخلو من حالتين:
الأولى: أن يجزم الشيخ بتكذيب مَنْ روى عنه ، كأن يقول ( كذب علي ) أو ( ما رويت هذا أبداً )
ففي هذه الحالة لا يقبل الحديث الذي أنكره ، ولا يجرح الراوي الثقة بإنكار الشيخ.
قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(١٤٧):
إذا روى ثقة عن ثقة حديثاً ورجع المروي عنه فنفاه
فالمختار: أنه إن كان جازماً بنفيه بأن قال: ما رويته أو كذب عليّ أو نحو ذلك فقد تعارض الجزمان والجاحد هو الأصل فوجب رد الحديث.
ثم لا يكون ذلك جرحاً له يوجب رد باقي حديثه لأنه مكذب لشيخه أيضاً في ذلك وليس قبول جرح شيخه له بأولى من قبول جرحه لشيخه فتساقطا.اهـ
الثانية: لا يجزم الشيخ بالتكذيب ، كأن يقول: ( لا أذكر هذا ) أو ( لا أعرفه )
وهذا يقبل حديثه على الأصح.
قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(١٤٧):
إذا قال المروي عنه: لا أعرف ، أو لا أذكره ، أو نحو ذلك ، فذلك لا يوجب رد رواية الراوي عنه.اهـ
مثاله:
عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً ( أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل )
قال ابن جريج: فلقيت الزهري فسألته عنه؟ فلم يعرفه.
رواه أحمد(٦/٤٧) والبخاري في التاريخ الكبير(٢/٣٨) والطحاوي في شرح معاني الآثار(٣/٨)
كتبه/
بدر بن محمد البدر
١٦/ذي الحجة/١٤٣٦هـ