@ قاعدة / أهل بلد الراوي أعلم به @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

– قاعدة/ أهل بلد الراوي أعلم به.
من قواعد الجرح والتعديل ، قاعدة: أهل بلد الراوي أعرف به من غيرهم.
روى الخطيب في الكفاية(١٠٦): عن خالد بن خداش قال سمعت حماد بن زيد يقول: 

كان الرجل يقدم علينا من البلاد ويذكر الرجل ويحدِّث ويحدَّث عنه ويحسن الثناء عليه فإذا سألنا أهل بلاده وجدناه على غير ما يقول.

قال: وكان حماد يقول: بلدي الرجل أعرف بالرجل.

قال الخطيب: لما كان عندهم زيادة علم بخبره

على ما علمه الغريب من ظاهر عدالته جعل حماد الحكم لما علموه من جرحه دون ما أخبر به الغريب

من عدالته.اهـ
وقال أبو زرعة الدمشي في سؤالاته للإمام أحمد(٢٢): قلت لأبي عبدالله أحمد بن حنبل:

يا أبا عبدالله ما تقول في سعيد بن بَشير؟

قال: (أنتم أعلم به).اهـ
قوله:(أنتم أعلم به)لأن أبا زرعة دمشقي ، وسعيد بن بشير شامي ، فهو من أهل بلده ، وهو أعلم بحاله لقربه بينهم.
وقال الحافظ ابن عدي في الكامل(٤/١٣٦):

شقيق الضبي ، كان من قصاص أهل الكوفة

والغالب عليه القصص ولا أعرف له أحاديث مسنده كما لغيره وهو مذموم عند أهل بلده

وهم أعرف به.اهـ
تنبيه:
قاعدة: أهل بلد الراوي أعلم به من غيرهم.

لا يعني أننا لا نقبل جرح من جرحه من غير أهل بلده ، أو توثيق من وثقه من غير أهل بلده

ليس هذا المراد ، فكم من راوٍ جرحه أو وثقه

غير أهل بلده ، وقُبل ذلك من الجارح أو المعدل ، لما كان مبنياً على بينة.

قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(٤/٩): سعيد بن بشير الشامي ، قال الميموني رأيت أبا عبدالله يُضعف أمره ، وقال الدوري وغيره عن ابن معين: ليس بشيء ، وقال علي بن المديني: كان ضعيفاً

وقال محمد بن عبدالله بن نمير: منكر الحديث ليس بشيء ليس بقوي الحديث يروي عن قتادة المنكرات.

وقال البخاري: يتكلمون في حفظه وهو محتمل.

وقال النسائي: ضعيف.اهـ

بشير بن سعيد شامي ، وتكلم فيه غير أهل الشام 

وقُبل جرح غير أهل بلده فيه ، لأن الجرح كان عن بينة.

كتبه/

بدر بن محمد البدر.

١٧/١/١٤٣٧هـ