– حكم زيادة على (وبركاته) في السلام –
الزيادة على (وبركاته) في السلام لها حالتان:
الحالة الأولى: عند ابتداء السلام.
وهذه لا تشرع لعدم صحة الدليل على مشروعيتها بل يكتفي المسلِّم بقوله:(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ولا يزد على البركة.
وأما حديث معاذ بن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أن رجلاً رابعاً دخل فقال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أَرْبَعُون ، ثم قال: هكذا تكون الفضائل )
رواه أبو داود(٥١٩٦) بسند لا يصح ، وضعفه جمع من أهل العلم منهم: ابن القيم في الزاد(٢/٤١٧) وابن علان في الفتوحات(٥/٢٩٢) والألباني في سنن أبي داود (٥١٩٦)
وروي مثل حديث معاذ بن أنس ، عن عمران بن حصين رضي الله عنه رواه الدارمي (٢٦٨٢) وأبو داود (٥١٩٥) والترمذي(٢٦٨٩)وقال:حديث حسن صحيح غريب.
وصححه الألباني في سنن الترمذي (٢٦٨٩)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه رواه البخاري في الأدب المفرد (٩٨٦) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد(٧٦١)
بدون زيادة (ومغفرته)
وكرهه طائفة من السلف الزيادة على (وبركاته) في ابتداء السلام.
عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: كنت جالساً عند عبدالله بن عباس فدخل عليه رجل من أهل اليمن
فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ثم زاد شيئاً مع ذلك أيضاً. قال ابن عباس وهو يومئذ قد ذهب بصره: مَن هذا؟ قالوا: هذا اليماني الذي يغشاك ، فعرفوه إياه.
فقال ابن عباس: إن السلام انتهى إلى البركة.
رواه مالك في الموطأ(١٨٥٠)
وعن يحيى بن سعيد الأنصاري أن رجلاً سلم على
عبدالله بن عمر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والغاديات الرائحات.
فقال له عبدالله بن عمر: وعليك ألفاً ، ثم كأنه كره ذلك.
رواه مالك في الموطأ (١٨٥٥)
قال الإمام محمد بن الحسن الشيباني في الموطأ (٩١٣): إذا قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فليكفف ، فإن اتباع السنة أفضل.اهـ
وقال الحافظ النووي في الأذكار(٣٩٩): اعلم أن الأفضل أن يقول المُسلِّم:(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).اهـ
وقال الإمام الحجاوي في شرح منظومة الآداب(١٨٩): وأكثر ما ينتهي إليه السلام البركة.اهـ
– الحالة الثانية: الزيادة على (وبركاته) في رد السلام.
جوز بعض أهل العلم الزيادة في رد السلام على (وبركاته) منهم العلامة الشوكاني في فتح القدير(١/٤٠٠) لعموم قوله تعالى (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فقوله (بأحسن منها) دليل على جواز الزيادة على (وبركاته).
وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل يمر بالنبي عليه الصلاة والسلام يرعى دواب أصحابه فيقول: السلام عليك يا رسول الله ، فيقول له النبي عليه الصلاة والسلام (وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه)
رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة(٢٣٥)
وهو حديث ضعيف ، ضعفه جمع من أهل العلم منهم النووي في الأذكار(٦٨٢) وابن القيم في الزاد(٢/٤١٧) وابن حجر كما في الفتوحات(٥/٢٩٢).
وذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري(٦/١١)
جملة أحاديث وآثار فيها الزيادة على (وبركاته) ثم قال: وهذه الأحاديث الضعيفة إذا انضمت قوي ما اجتمعت عليه من مشروعية الزيادة على(وبركاته).اهـ
– وذهب طائفة من أهل العلم إلى عدم مشروعية الزيادة على (وبركاته) في رد السلام ، لعدم صحة الدليل على مشروعيتها ، وإنما يكتفي في رده بقوله (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)
قال ابن علان في الفتوحات(٥/٢٩٢): قال الحافظ ابن حجر: عن عائشة أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام ، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ، فذهبت تزيد ، فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام: (إلى هنا انتهى السلام) يعني وتلا :(رحمت الله وبركـٰته عليكمـ أهل البيت) هذا حديث حسن غريب جداً.اهـ
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله عليه الصلاة والسلام: هذا جبريل يقرأ عليك السلام ، قلت: (وعليه السلام ورحمة الله وبركاته)
رواه البخاري(٣٢١٧) ومسلم(٢٤٤٧)
قال عمر رضي الله عنه كنت رديف أبي بكر رضي الله عنه فيمر على القوم فيقول: السلام عليكم ورحمة الله ، فيقولون: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)
رواه البخاري في الأدب المفرد(٩٨٧) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد(٧٦٢)
قال الحافظ النووي في الأذكار(٣٩٩): الأفضل أن يقول المجيب:(وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)
كتبه/
بدر بن محمد البدر.
٢٥/١/١٤٣٧هـ