@ المتابعة وفوائدها @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –    

              – المتابعة وفوائدها –


المتابعة لغة : الموافقة.

واصطلاحاً: هي مشاركة راوٍ لغيره في رواية حديث ما.


– قولنا: ( مشاركة راوٍ لغيره ) أي من غير الصحابي.


فإن حصلت المتابعة في أصل السند فهذه متابعة تامة ، وإن حصلت في أثنائه فهذه قاصرة.


نوعا المتابعة:

النوع الأول: متابعة نافعة ، وهي متابعة الثقة أو الصدوق أو الضعيف يسير الضعف

الثاني: متابعة غير نافعة ، وهي متابعة الضعيف

شديد الضعف.


المتابعة النافعة لها فائدتان:

الأولى: رفع الغرابة ، أي غرابة الحديث.


الثانية: تقوية الحديث.



كتبه/

بدر بن محمد البدر

٨/٨/١٤٣٦هـ

@ الفرق بين السند والإسناد والمسند @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

– الفرق بين السند والإسناد والمسند –



السند: هو الإخبار عن طريق المتن.


والإسناد: هو رفع الحديث إلى قائله.


كذا قال جمال الدين القاسمي في قواعد التحديث(٢١٠)


– وقيل إن السند والإسناد بمعنى واحد كلاهما سلسلة الرواة الموصلة إلى المتن ، وهذا أصح من التفريق بينهما.

لذا تجد في كلام أهل العلم قولهم: سنده صحيح أوإسناده صحيح ، والمراد سلسلة الرواة.


تنبيه: قال بعض أهل العلم: السند هو سلسلة الرجال الموصلة إلى المتن.

وهذا تعريف قاصر لأنه أخرج النساء ، وفي أسانيد الأحاديث نساء كُثُر.

والتعبير بالرواة في تعريف السند أولى من التعبير بالرجال.


المسنَد: بفتح النون هو الكتاب الذي جمع مصنفه أحاديث كل صحابي على حده كمسند أحمد ومسند عبد بن حميد.


ويطلق المسنَد ويراد به السند أي الأحاديث المسندة كمسند الشافعي ومسند الدارمي.


والمسنِد بكسر النون هو من يروي الأحاديث بإسانيده.


كتبه:

بدر بن محمد البدر

٧/٨/١٤٣٦هـ

@ كيفية التدرج في علم المصطلح @

كيفية التدرج في علم المصطلح


سألني بعض إخواني من طلبة العلم عن كيفية التدرج في دراسة علم مصطلح الحديث لمن أراد التخصص في علم الحديث.


فأقول وبالله التوفيق وعليه التوكلان:

من أراد أن يتخصص في علم من العلوم فعليه أن يكثر من القراءة في الكتب التي صنفت في هذا العلم ، فمن أراد مثلاً أن يتخصص في علم أصول الفقه فإنه يكثر من قراءة كتب الأصول ومن أراد أن يتخصص في علم اللغة فإنه يكثر من القراءة في كتب اللغة ومن أراد أن يتخصص في علم الحديث فإنه يكثر من القراءة في كتب مصطلح الحديث ، وهكذا ، وكثرة القراءة  تجعل عند الطالب ملكة علمية قوية في العلم الذي يريد التخصص فيه كما هو معروف.


– التدرج في علم مصطلح الحديث يكون على ثلاثة مراحل وهي على النحو التالي:


المرحلة الأولى: يبدأ طالب العلم بحفظ المنظومة البيقونية للعلامة طه البيقوني وقيل محمد البيقوني وهي منظومة صغيرة في علم المصطلح لا تشتمل على كل مباحث علم المصطلح ، ويقاربها منظومة الحديث للفيروز آبادي الشيرازي ومنظومة تزيد على المنظومة البيقونية ببيت واحد فقط ولم تشتهر منظومة الفيروز آبادي  كما اشتهرت البيقونية بل لا تكاد تعرف.


ويقرأ بعض الشروحات على البيقونية منها:

شرح العلامة الزرقاني وعلى شرحه حاشية للأجهوري

ويقرأ شرح العلامة محمد بن عثيمين على البيقونية وهو من أسهل شروحات البيقونية.

ويقرأ بعض حواشي البيقونية مثل: حاشية الدمياطي على البيقونية وحاشية الأهدل على البيقونية.


 بعد أن يتم الطالب حفظ البيقونية حفظاً جيداً ، ويقرأ شروحاتها ، يحفظ نخبة الفكر للحافظ ابن حجر العسقلاني وهي رسالة صغيرة شاملة لمباحث المصطلح

ويقرأ معها نزهة النظر شرح نزهة النظر للحافظ ابن حجر العسقلاني.


لطيفة: قيل إن سبب شرح الحافظ ابن حجر لرسالته النخبة هو أن العلامة بدر الدين العيني الحنفي شرح النخبة فلما علم بذلك الحافظ ابن حجر قام بشرحها وقال في مقدمة شرحه(صاحب البيت أعلم بما فيه) وللعلامة قاسم قُطلُوبوغا الحنفي حواشي على شرح النخبة لشيخه ابن حجر.


أو يحفظ الطالب بدلاً عن النخبة ، منظومة قصب السكر نظم نخبة الفكر للعلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني 

وهو أفضل من نظم النخبة ، ومنظومته تقع في مائتين بيتاً من الرجز وهي سهلة الحفظ ، 

ويقرأ مع منظومة قصب السكر ، كتاب إسبال المطر شرح قصب السكر للعلامة الصنعاني ، وشرحه لا يُستغنى عنه لأنه مبين لما جاء في منظومته.



المرحلة الثانية:  يقرأ طالب العلم الكتب المتوسطة في علم المصطلح منها : كتاب اختصار علوم الحديث للحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي وهو اختصار كتاب علوم الحديث للحافظ أبي عمرو ابن الصلاح اختصره وزاد عليه زيادات نفيسة.

وعليه شرح نفيس جداً هو الباعث الحثيث للمحدث أحمد شاكر.


تنبيه: قيل إن الباعث الحثيث للحافظ ابن كثير 

فإن اختصاره يسمى الباعث الحثيث ويسمى اختصار علوم الحديث ، وقيل إن اختصار علوم الحديث لابن كثير والباعث الحثيث لأحمد شاكر والله أعلم.


 ويقرأ كتاب السير الحثيث شرح اختصار علوم الحديث للمحدث مقبل بن هادي الوادعي وهو كتاب جيد غني بالفوائد.


ثم يقرأ كتاب الموقظة للحافظ شمس الدين الذهبي 


فائدة: قيل إن الموقظة اختصار كتاب الاقتراح للحافظ ابن دقيق العيد ، ولم أجد ما يدل على إنه مختصر لكتاب ابن دقيق العيد سوى نقله عنه في بعض المواضع.


ويقرأ مقدمة الإمام مسلم بن الحجاج وهي مقدمة قيمة صدر بها كتابه الصحيح ، ويقرأ معها شرح الحافظ النووي ، وللعلامة مقبل بن هادي الوادعي شرح جيد عليها.


ويقرأ كتاب المدخل إلى علوم الحديث للإمام أبي عبدالله الحاكم.

ويقرأ كتاب علوم الحديث للإمام أبي عمرو الداني.

ويقرأ كتاب الإلماع للقاضي عياض وهو كتاب جيد في معرفة الرواية والسماع.

ويقرأ كتاب مسألة العلو والنزول للحافظ ابن طاهر القيسراني وهو كتاب جيد في معرفة الإسناد العالي والإسناد النازل.

ويقرأ كتاب تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس للحافظ ابن حجر العسقلاني وهو كتاب جيد في معرفة التدليس ومراتب المدلسين وأسمائهم.

ويقرأ كتاب جامع التحصيل للحافظ العلائي أو كتاب تحفة التحصيل للحافظ العراقي أو

وكتاب المراسيل للإمام عبدالرحمن ابن أبي حاتم


ويقرأ كتاب الاقتراح للعلامة ابن دقيق العيد

ويقرأ كتاب التذكرة في علوم الحديث للعلامة ابن الملقن

ويقرأ كتاب فن علم الحديث للعلامة الجرجاني وعليه شرح نفيس للعلامة التبريزي.


المرحلة الثالثة: يقرأ طالب العلم الكتب المطولات منها:

كتاب علوم الحديث للحافظ أبي عمرو ابن الصلاح ويسمى مقدمة ابن الصلاح وهو من أشهر كتب مصطلح الحديث وعليه شروحات كثيرة جداً 

يقرأ منها منها:

كتاب التقييد والإيضاح للحافظ العراقي.

وكتاب النكت على مقدمة ابن الصلاح للحافظ الزركشي وهو كتاب قيم جداً وآخره مفقود.

وكتاب النكت على مقدمة ابن الصلاح للحافظ ابن حجر العسقلاني وهو كتاب لا يستغنى عنه وآخره مفقود.


ثم يقرأ كتاب تدريب الراوي للحافظ السيوطي

وهو شرح نفيس لكتاب التقريب للحافظ شرف الدين النووي والتقريب اختصار كتاب علوم الحديث لابن الصلاح.

ويقرأ شرح المحدث أحمد شاكر لألفية الحافظ السيوطي أو شرح المحدث محمد آدم الآتيوبي لألفية الحافظ السيوطي.


ثم يقرأ كتاب فتح المغيث للحافظ السخاوي

وهو كتاب قيم جداً غني بالفوائد شرح فيه منظومة الحافظ العراقي المشهورة باسم ألفية العراقي.


ثم يقرأ كتب الإمام الخطيب البغدادي وكتبه قيمة جداً لا يُستغنى عنها وهي كثيرة منها: كتاب الكفاية في علم الرواية ، وكتاب شرف أصحاب الحديث ، وكتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ، وكتاب الفصل للوصل المدرج في النقل.


– من الكتب المعاصرة التي تقرأ:

كتاب قواعد في علوم الحديث للمحدث التهانوي

وكتاب قواعد التحديث للعلامة جمال الدين القاسمي

وكتاب التدليس والمدلسون للمحدث حماد الأنصاري.

وكتاب المقترح للمحدث مقبل الوادعي وهو أجوبة أجاب عنها في علم المصطلح.



كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٧/٨/١٤٣٦هـ

@ أقسام الحديث الصحيح @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

     – أقسام الحديث الصحيح –


قسّم أهل العلم الحديث الصحيح إلى سبعة أقسام:


القسم الأول: ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما ، وهذا أعلا مراتب الصحة.

فائدة: قيل إن أعلا مراتب الصحة ما اتفق عليه الستة وهم البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه والنسائي ، والقول الأول أشهر.


القسم الثاني: ما انفرد فيه البخاري في صحيحه.


القسم الثالث: ما انفرد فيه مسلم في صحيحه.


القسم الرابع: ما كان على شرط الشيخين وإن لم يخرجاه


القسم الخامس: ما كان على شرط البخاري.

تنبيه: ما رواه البخاري معلقاً فإنه ليس من شرط صحيحه.


القسم السادس: ما كان على شرط مسلم.

تنبيه: ما رواه مسلم في الشواهد والمتابعات فإنه ليس من شرط صحيحه.


القسم السابع: ما صح عند غيرهما من الأئمة.


فائدة:

قال العلامة جمال الدين القاسمي في قواعد التحديث(٨٤): قال العلامة قاسم قُطلُوبوغا في حواشيه على شرح النخبة لشيخه ابن حجر: الذي يقتضيه النظر أن ما كان على شرطهما وليس له علة يقدم على ما أخرجه مسلم وحده لأن قوة الحديث إنما هي بالنظر إلى رجاله لا بالنظر إلى كونه في كتاب كذا.اهـ



كتبه/

بدر بن محمد البدر

٦/٨/١٤٣٦هـ

@ تضعيف من يزيد في الأحاديث @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

   – تضعيف من يزيد في الأحاديث –


الزيادة المخالفة سواء كانت في المتن أو السند إذا كثرت من الراوي ولم يكن حافظاً – أي لم يكن كثير الرواية-  فإنه يضعف لكثرة زياداته ، وقد ضعف الحفاظ طائفة من رواة الحديث بسبب كثرة زياداتهم المخالفة لأحاديث الثقات.


قال الميموني سأل رجل الإمام أحمد عن حجاج بن أرطأة ما شأنه؟ قال أحمد: شأنه أنه يزيد في الأحاديث.

(العلل ومعرفة الرجال لأحمد-١/٥٧)



قال أحمد: كان يحيى بن سعيد ينكر على همام أنه يزيد في الإسناد.

(العلل ومعرفة الرجال-١/١٠٠)



وقال أبو زرعة قيل لابن حنبل : كيف حديث

عبد الله بن عمر – أي العمري – ؟

قال : كان يزيد في الأسانيد ويخالف وكان رجلاً صالحاً.

(رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق-٣٨٨٦٣)



كتبه:

بدر بن محمد البدر

٦/٨/١٤٣٦هـ

@ مراتب الحديث الحسن @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –
– مراتب الحديث الحسن –

قسّم الأئمة الحفاظ مراتب الحديث الحسن إلى مرتبتين.

أعلاها: ما تنازع فيه الحفاظ بين الصحة و الحسن.

الثانية: ما تنازع فيه الحفاظ بين الحسن و الضعف.

قال الحافظ الذهبي في الموقظة(١٤):
فأعلى مراتب الحسن:
بهز بن حكيم عن أبيه عن جده
وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
وابن اسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي.
وأمثال ذلك.
وهو قسم متجاذب بين الصحة والحسن
فإن عدة من الحفاظ يصححون هذه الطرق وينعتونها بأنها من أدنى مراتب الصحيح.
ثم بعد ذلك أمثلة كثيرة يتنازع فيها ، بعضهم يحسنونها وآخرون يضعفونها ، كحديث الحارث بن عبدالله وعاصم بن ضمرة وحجاج بن أرطاة وخصيف ودراج أبي السمح وخلق سواهم.اهـ

كتبه/
بدر بن محمد البدر
٥/٨/١٤٣٦هـ

@ استدراك على المحقق أنس بن عقيل @

استدراك على المحقق أنس بن عقيل



جاء في شرح عمدة الأحكام للعلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله عند حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه مرفوعاً ( إذا اتيت الخلاء فلا تستقبلوا القبلة …) الحديث


قال أنس بن عقيل معلقاً في حاشية شرح السعدي على العمدة (ص ٥٧): كذا قال الشارح (الخلاء) بدل (الغائط) ولم أجدها في أي نسخة من نسخ العمدة ولا في أي رواية من روايات الحديث ولكن موجودة في شرح ابن دقيق العيد (١/٥١)وقال ،قوله (إذا أتيت الخلاء) . اهـ


هو كما قال  أنس لفظ (الخلاء) ليس موجوداً في نسخ العمدة ، وقد وقفت على أربع مخطوطات للعمدة كلها بلفظ (الغائط) وفي بعضها (الغايط)

وليس فيها لفظ (الخلاء).


لكن قوله (ولا في أي رواية من روايات الحديث) هذا الكلام ليس بصحيح ، فإن الحديث بلفظ (الخلاء) رواه الإمام أحمد في مسنده

(٢٣٤٢٧ ط – دار الحديث) بسند صحيح عن أبي أيوب رضي الله عنه مرفوعاً ( إذا أتى أحدكم الخلاء فلا يستقبل القبلة …) الحديث.



كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٤/٨/١٤٣٦هـ

@ تعاريف منتقدة للحديث الحسن @

– مباحث في علم مصطلح الحديث –

 – تعاريف منتقدة للحديث الحسن –


للحديث الحسن عدة تعاريف منتقدة عند أهل العلم منها:


– تعريف الترمذي:

قال الإمام الترمذي في العلل الصغرى(١١):

 الحسن هو كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذاً ويروى من غير وجه نحو ذلك.اهـ


وجه الانتقاد: أن هذا التعريف يشمل الصحيح ويشمل الضعيف يسير الضعف فكلاهما ليس في سنده متهم وليس فيه شذوذ وقد يروى الحديث الصحيح أو الضعيف من كذا وجه.

قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(٤٧):

وليس فيما ذكره الترمذي ما يفصل الحسن من الصحيح.اهـ


– تعريف الخطابي:

قال الإمام الخطابي في معالم السنن(١/٦):الحسن هو ما عرف مخرجه واشتهر رجاله وعليه مدار أكثر الحديث وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله عامة الفقهاء.اهـ


وجه الانتقاد: أن هذا التعريف غير مانع ولا جامع

فهو يشمل الصحيح لأن الصحيح عرف مخرجه واشتهر رجاله ، وكذا الضعيف ، ولم ينف الخطابي في تعريفه الشذوذ والعلة.

قال الحافظ ابن الصلاح في علوم الحديث(٤٧):

وليس فيما ذكره الخطابي ما يفصل الحسن من الصحيح.اهـ

وقال الحافظ الذهبي في الموقظة(١١): وهذه عبارة ليست على صناعة الحدود والتعريفات إذا الصحيح ينطبق ذلك عليه أيضاً لكن مراده مما لم يبلغ درجة الصحيح.اهـ



– تعريف ابن الجوزي:

قال الإمام ابن الجوزي في الموضوعات(١/٣٥):

الحسن ما ضعفه محتمل ويسوغ العمل به.اهـ


وجه الانتقاد: أنه لم يذكر ضابط الضعف المحتمل في الحديث الحسن.

قال الحافظ الذهبي في الموقظة(١٢):

وهذا أيضاً ليس مضبوطاً بضابط يتميز به الضعف المحتمل.اهـ


وقال الحافظ العراقي في التقييد(٤٧): قال الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد في الاقتراح أن هذا ليس مضبوطاً بضابط يتميز به القدر المحتمل من غيره ، قال وإذا اضطرب هذا الوصف لم يحصل التعريف المميز للحقيقة.اهـ


كتبه/

بدر بن محمد البدر.

٣/٨/١٤٣٦هـ

@ استدراك / على من زعم أن مالكاً لم يرو حديث إنما الأعمال بالنيات في الموطأ @

استدراك / على من زعم أن مالكاً لم يرو حديث إنما الأعمال بالنيات في الموطأ.



روى الموطأ عن الإمام مالك رحمه الله طائفة من الرواة ، وأشهر الروايات رواية يحيى بن يحيى الأندلسي ، وهي الرواية المشتهرة بين الناس وإذا أطلق الموطأ فالمراد برواية يحيى.

وروى الموطأ غير يحيى ، عبدالله بن مسلمة القعنبي ، ورواه أبو مصعب الزهري المدني ، ورواه محمد بن الحسن ، 

ورواياتهم للموطأ مطبوعة ولله الحمد.

وفي بعض هذه الروايات زيادة أحاديث لا توجد في الروايات الأخرى

منها حديث( إنما الأعمال بالنيات)  رواه مالك 

في الموطأ رواية محمد بن الحسن رقم(٩٨٣)

قال مالك أخبرنا يحيى بن سعيد أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي قال سمعت علقمة بن أبي وقاص يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول:( إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)


ولا يوجد حديث( إنما الأعمال بالنيات) في غير رواية محمد ، لهذا السبب ادعى بعض الحفاظ بأن مالكاً لم يرو حديث (إنما الأعمال بالنيات)


قال الحافظ بن حجر في الفتح(١/١٣):

حديث( إنما الأعمال بالنيات) هذا الحديث متفق على صحته أخرجه الأئمة المشهورون إلا الموطأ ، ووهم من زعم أنه في الموطأ مغتراً بتخريج الشيخين له والنسائي من طريق مالك.اهـ


والأقرب والله أعلم أن الحافظ ابن حجر لم يقف على رواية محمد بن الحسن.


وقال الحافظ السيوطي في الأشباه والنظائر(٣٨):

حديث ( إنما الأعمال بالنيات) حديث صحيح مشهور أخرجه الأئمة الستة وغيرهم من حديث عمر ، والعجب أن مالكاً لم يخرجه في الموطأ.اهـ


ثم وقف الحافظ السيوطي على رواية محمد للموطأ وفيها حديث (إنما الأعمال بالنيات )

فقال السيوطي في تنوير الحوالك(١/٧):

في موطأ محمد بن الحسن عن مالك أحاديث يسيرة زائدة على ما في سائر الموطآت منها حديث(إنما الأعمال بالنية) وبذلك يتبين صحة قول من عزى روايته إلى الموطأ ووهم من خطأه في ذلك.اهـ


كتبه:

بدر بن محمد البدر.

١/٨/١٤٣٦هـ

@ استدراك / على ما فات الحافظ السيوطي في كتابه إسعاف المبطأ برجال الموطأ @

استدراك / على ما فات الحافظ السيوطي في كتابه إسعاف المبطأ برجال الموطأ.

لم يترجم الحافظ السيوطي في كتابه (إسعاف المبطأ برجال الموطأ) لعبدالكريم بن أبي المخارق البصري وهو ضعيف جداً من شيوخ مالك روى عنه في الموطأ في موضعين:

الأول: عن مالك عن عبدالكريم بن أبي المخارق البصري عن سعيد بن جبير أن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما( رقد ثم استيقظ فقال لخادمه انظر ما صنع الناس وهو يومئذ قد ذهب بصره فذهب الخادم ثم رجع فقال قد انصرف الناس من الصبح فقام عبدالله بن عباس فأوتر ثم صلى الصبح) رواه في الموطأ رقم(٢٧٦)

الثاني: عن مالك عن عبدالكريم بن أبي المخارق
أنه قال: ( من كلام النبوة إذا لم تستح فافعل ما شئت ووضع اليدين إحداهما على الأخرى في الصلاة) رواه في الموطأ رقم(٣٧٦)

كتبه/
بدر بن محمد البدر.
٢٩/٧/١٤٣٦هـ