@ ختم سنن ابن ماجه @

– ختم سنن ابن ماجه –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وآله وصحبه وبعد:

ابن ماجه: هو الإمام الحافظ أبو عبدالله محمد بن يزيد القزويني
وماجه بالهاء وقفاً ووصلاً، قال ابن حجر في التهذيب(٥/٣١٦): ماجه لقب يزيد وأنه بالتخفيف اسم فارسي.اهـ

@- عدد أحاديث ابن ماجه في سننه:
قال أبو الحسن ابن القطان صاحب ابن ماجه:
عدة أحاديث كتاب ابن ماجه أربعة ألاف،ذكره الزركشي في نكته على المقدمة(٦٧).اهـ

– بلغت أحاديث ابن ماجه (٤٣٤١) حديثاً
منها(٣٠٠٢) أخرجها باقي أصحاب الكتب الستة كلهم أو بعضهم.
ومنها(١٣٣٩) تفرد بها ابن ماجه عن باقي أصحاب الكتب الستة وهي زوائده.
وهذه الزوائد فيها الصحيح والحسن والضعيف والمنكر والموضوع، وقيل كل زوائده ضعيفة، والقول الأول أصح.
وقد اعتنى بزوائده الحافظ شهاب الدين البوصيري في كتاب مصباح الزجاجة على زوائد ابن ماجه.
وللعلامة السندي حاشية جيدة على سنن ابن ماجه.

@- أسانيد ابن ماجه:
– أعلى ما وقع لابن ماجه في سننه ثلاثيات
وهي خمس ثلاثيات
أحدها في كتاب الطب باب الحجامة
وآخر في كتاب الزهد باب صفة
أمته عليه الصلاة والسلام
وآخر في كتاب الأطعمة باب الشواء
وآخر في كتاب الأطعمة باب الضيافة
وآخر في كتاب الأطعمة باب الوضوء عند الطعام
كلها من طريق:
جبارة بن المُغلس عن كثير بن سليم عن أنس
وهي من زوائده
وجبارة بن المُغلس ضعيف لم يرو عنه سوى ابن ماجه
وكثير بن سليم ضعيف لم يرو عنه سوى ابن ماجه.

– وعنده رباعيات وخماسيات وسداسيات وأنزل ما عنده تساعي.

@- رواة سنن ابن ماجه:
قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(٥/٣١٦):
المشهورون برواية سنن ابن ماجه هم:أبو الحسن ابن القطان وسليمان بن يزيد وأبو جعفر محمد بن عيسى وأبو بكر حامد الأبهري.اهـ

@- عادات ابن ماجه في سننه:
١- صدر سننه بمقدمة نفيسة ذكر فيها أبواب في الحث على اتباع السنة وتعظيم حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضه واتباع سنة الخلفاء واجتناب البدع والجدل وأبواب في الإيمان والقدر وفضائل الصحابة وذكر الخوارج والجهمية وغير ذلك
وختم سننه بكتاب الزهد.

٢- غالب ما في سننه أحاديث الأحكام وقد رتبه على الأبواب الفقهية وترجم لأحاديثه بتراجم نفيسة واضحة المعنى كثيرة الفوائد كقوله (باب ما جاء في الوضوء على أمر الله تعالى)و(باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة)
وكان يكثر من قوله(باب النهي عن كذا)أو (باب ما جاء في كذا) وهكذا.

٣- من عاداته أنه يعقد الترجمة ثم يسوق الأحاديث المتعلقة بالترجمة متتابعة
كقوله( باب النهي عن البول في الماء الراكد)
وساق حديث جابر وحديث أبي هريرة وحديث ابن عمر في النهي. وهكذا في سائر الأبواب.

٤- الأحاديث المكررة في سننه ليست كثيرة
وأحياناً إذا كرر الحديث اكتفى بالسند ويقول:مثل حديث فلان،
وإذا كرر الحديث في الباب كان بالمكرر زايادات نفيسة غير موجودة في الحديث السابق.

٥- غالباً يصدر الترجمة بما صح عنده من الأحاديث فإن لم يكن في الباب حديث صحيح صدره بحديث حسن فإن لم يكن فبحديث ضعيف.

٦- غالب أحاديثه مرفوعة إلى النبي عليه الصلاة والسلام وعنده أثار موقوفة لكنها قليلة جداً.

٧- روى أحاديث عن مدلسين بالعنعنة وعن ضعفاء ومتروكين وكذابين وهذا كان سبباً في نقد العلماء لسننه.

٨- ومن عاداته أنه يبين غريب الحديث أحياناً:
كقوله(ح-٧٠٣)عن ابن مسعود قال جدب لنا
رسول الله بعد العشاء.
قال ابن ماجه:يعني زجرنا عنه،نهانا عنه.
وحديث(ح-٧٥٦)عن أنس قال(وفي البيت فحل من هذه الفحول)
قال ابن ماجه:الفحل هو الحصير الذي اسود.

٩- ربما ذكر فقه الحديث وهذا على قلة.

١٠- ربما تكلم على الرجال وهذا على قلة.
كقوله(ح-٦١) حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا حماد بن نجيح وكان ثقة.

١١- ربما تكلم على علة الحديث وهذا على قلة
كقوله(ح-٣٧٣)عن الحكم بن عمرو(أن رسول الله نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة)
وعن عبدالله بن سرجس(نهى رسول الله أن يغتسل الرجل بفضل وضوء المرأة والمرأة بفضل الرجل..)
قال ابن ماجه:الصحيح هو الأول والثاني وهم.

١٢- إذا روى عن شيخين أو أكثر لا يبين لمن اللفظ إلا نادرا.
كقوله(ح-٦٤١):حدثنا أبوبكر ابن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لها وكانت حائضاً(انقضي شعرك واغتسلي)
قال ابن ماجه:قال علي في حديثه(انقضي رأسك)

– وفيه فوائد غير ما ذكر كثيرة يطول بسطها.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ ما يجزئ فيه النضح من النجاسات @

– ما يجزئ فيه النضح من النجاسات –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

إذا وقعت نجاسة على بدن الإنسان أو ثوبه فإنه لابد من غسلها حتى تزول عين النجاسة.
قال تعالى(وثيابك فطهر) أي طهرها من النجاسات.

– ومن النجاسات التي لا يشترط غسلها بل يكفي فيها النضح هي ما تسمى بالنجاسة المخففة
وهي ما يلي:

١- نضح المذي :
قال سهل بن حنيف: قلت يا رسول الله كيف بما يصيب ثوبي من المذي؟
قال عليه الصلاة والسلام( يكفيك أن تأخذ كفاً من ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه أصاب منه)
رواه الترمذي(١١٥) وابن ماجه(٥٠٦)وابن خزيمة في صحيحه(٢٩١)
وقال الترمذي:حديث حسن صحيح
وحسنه الألباني.
قال الإمام أحمد: أرجو أن يجزئه النضح بالماء.

٢- نضح بول الغلام قبل أن يطعم:
عن أم قيس بنت محصن قالت:أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى
النبي عليه الصلاة والسلام فأجلسه في حجرة فبال على ثوبه فدعا بماء فنضحه ولم يغسله)
رواه البخاري(٢٢٣) ومسلم(٢٨٧)
– قال الترمذي في جامعه-باب ما جاء في نضح بول الغلام قبل أن يطعم-(ح-٧١): وهو قول غير واحد من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام والتابعين ومن بعدهم مثل أحمد وسفيان قالوا: ينضح بول الغلام ويغسل بول الجارية وهذا ما لم يطعما فإذا طعما غسلا جميعاً.اهـ

– فائدة:
ذهب بعض الأئمة منهم الإمام أحمد إلى نضح الثياب لقطع الوسوسة ذكره ابن قدامة في المغني والنووي في المجموع.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ إعتضاد المرفوع بالموقوف @

– إعتضاد المرفوع بالموقوف –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

– المرفوع هو ما أضيف للنبي عليه الصلاة والسلام من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.
– الموقوف هو ما أضيف للصحابي من قول أو فعل.

ومن المعلوم في علم المصطلح أن الحديث الواحد إذا تعددت طرقه وشواهده ولم تكن هذه الطرق والشواهد شديدة الضعف فإنه يقوي بعضها بعضاً فيرتقي بمجموعها إلى مرتبة الحسن لغيره.

ومن المسائل المهمة :
هل الأثر الموقوف يقوي الحديث المرفوع؟
ذهب بعض الحفاظ أن الشاهد إما من الكتاب أو السنة فقط،وهو ظاهر قول الزركشي في النكت على المقدمة(٢٤٧)
وذهب بعض الحفاظ إلى إعتضاد المرفوع بالموقوف وسيأتي بيانه بإذن الله.

@- الموقوف نوعان:

١- موقوف له حكم الرفع:
قال المحدث الألباني في الصحيحة(ح ٦٤):
(من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة)
رواه ابن أبي شيبة والترمذي وغيرهم عن جابر مرفوعاً
ثم وجدت ما يشهد له وهو ما أخرجه
ابن أبي شيبة عن عبدالله بن عمرو قال(من قال سبحان الله وبحمده غرس له بها نخلة في الجنة)
وهو إن كان موقوفاً فله حكم الرفع إذ لا يقال بمجرد الرأي.اهـ

٢- موقوف ليس له حكم الرفع:
– ذهب الإمام الشافعي في الرسالة: إلى تقوية الحديث المرسل إذا أرسله تابعي كبير بالموقوف على الصحابي.
– وكان الإمام الترمذي أحياناً يذكر الموقوف شاهداً للمرفوع في جامعه
كحديث(ح-١٧٨)عن أنس مرفوعاً(من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها)
قال أبو عيسى:وفي الباب عن سمرة وقتادة
وحديث أنس حسن صحيح
ويروى عن علي بن أبي طالب أنه قال في الرجل ينسى صلاته قال(يصليها متى ما ذكرها…).اهـ

– وكذا الحاكم في بعض المواضع في المستدرك
كحديث(ح ٦٥٨) عن عقبة قال خرجت من الشام إلى المدينة يوم الجمعة فدخلت المدينة يوم الجمعة فدخلت على عمر فقال لي:متى أولجت خفيك في رجليك؟قلت يوم الجمعة، قال:فهل نزعتهما؟
قلت لا فقال(أصبت السنة)
قال الحاكم:هذا حديث صحيح له شاهد-أي متابع-عن عقبة وقد صحت الرواية عن ابن عمر أنه كان لا يوقت في المسح على الخفين وقتاً.اهـ

– قال شيخ الإسلام في كتاب صفة الصلاة(٣١):
حديث الحجاج بن فروخ عن العوام بن حوشب عن عبدالله بن أبي أوفى(كان بلال إذا قال قد قامت الصلاة نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم)
رواه حرب وغيره وهو محفوظ عن حجاج وقد قيل إنه لا يروي إلا عنه وهو وإن كان فيه لين فليس في الباب حديث يخالفه
وقد اعتضد بعمل الصحابة قال ابن المنذر وغيره كان أنس إذا قيل(قد قامت الصلاة)نهض وقام
وعن الحسين بن علي أنه كان يفعل ذلك رواه النجاد وغيره.اهـ

– وقال المحدث الألباني في الصحيحة(ح-٩٧):
عن أبي حميد مرفوعاً( إذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها…)
أخرجه الطحاوي وأحمد وغيرهما
وقد عمل بهذا الحديث بعض الصحابة وهو
محمد بن مسلمة وسهل بن أبي حنيفة.اهـ

كتبه
بدر محمد البدر

@ سؤالات ألقيتها على شيخنا العلامة صالح اللحيدان عن الحدادية @

( سؤالات ألقيتها على شيخنا العلامة صالح اللحيدان عن الحدادية )

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

قلت لشيخنا العلامة اللحيدان ظهرت فرقة اسمها الحدادية يتكلمون في علماء السلف؟
فقال: هؤلاء معروفون رأيت بعضهم
أذكر أن رجلاً منهم فلسطيني كان يسمي الإمام البخاري أبا خاري ولهم أشياء معروفة.

قلت له يا شيخنا يتكلمون في أبي حنيفة بعضهم يبدعه وبعضهم يكفرون؟
فقال : هذا قول فاسد باطل وينبغي أن يرفع أمرهم للمسؤلين لكي يتأدبوا ويكفوا شرهم.

قلت له ويبدعون النووي وابن حجر؟
فقال: النووي وابن حجر من أهل السنة ليسوا مبتدعة ليسوا بأشاعرة وقع منهم بعض التأويل والله يعفوا عنهما.

قلت له ويكفرون الأشاعرة؟
فقال: الأشاعرة ليسوا كفاراً وكان علماء السلف يصلون خلفهم فلو كانوا كفاراً لم يصلوا خلفهم
وإني أخشى أن يحمل هؤلاء غداً راية الخوارج.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ مسانيد الأئمة الأربعة @

( مسانيد الأئمة الأربعة )

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وآله وصحبه وبعد:
هذه نبذة يسيرة لمسانيد الأئمة الأربعة
رحمهم الله تعالى أسأل الله تعالى أن ينفع بها.

١- مسند الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت:
– قال الحافظ الذهبي في السير(١٥/٤٢٥):
لم يصنفه هو إنما صنفه أبو محمد عبدالله بن محمد بن يعقوب الحارثي المشهور بعبدالله الاستاذ.اهـ
وقال الكتاني في الرسالة المستطرفة(١٦):مسانيد أبي حنيفة تنسب إليه لكونها من حديثه وإن لم تكن من تأليفه.اهـ
– مسند أبي حنيفة كتاب جمع مصنفه الأحاديث التي رواها أبو حنيفة عن شيوخه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد قام بترتيبه محمد عابد السندي
على الأبواب الفقهية.
– وشرحه العلامة ملا علي قاري.

٢- مسند الإمام مالك بن أنس الأصبحي
قال الحافظ الذهبي في السير(١٦/٤٣٦):
لم يصنفه مالك، صنفه أبو القاسم عبدالرحمن بن عبدالله الجوهري الغافقي المالكي
بعلله واختلاف ألفاظه وإيضاح لغته وتراجم رجاله وتسمية مشيخة مالك، فجوده
وألَّف حديث مالك مما ليس في الموطأ.اهـ
-قال الكتاني في الرسالة المستطرفة(١٦):
الغافقي له: كتاب مسند الموطأ وكتاب مسند ما ليس في الموطأ.اهـ

٣- مسند الإمام محمد بن إدريس الشافعي
قال الحافظ الذهبي في السير(١٢/٥٨٩):
لم يصنفه هو، إنما صنفه أبو العباس الأصم من كتاب الأم.اهـ
– وقال الكتاني في الرسالة المستطرفة(١٧):
مسند الشافعي ليس من تصنيفه وإنما هو عبارة عن الأحاديث التي أسندها ووقعت في مسموع أبي العباس الأصم عن الربيع بن سليمان
وقيل جمعها الأصم لنفسه فسمى ذلك مسند الشافعي ولم يرتبه فلذا وقع التكرار فيه في غير ما موضع.اهـ
-مسند الشافعي سمي مسنداً لأن أحاديثه مسندة ،
وشرحه العلامة الرافعي وأجاد في شرحه.
وقام محمد عابد السندي بترتيبه على الأبواب الفقهية، فسهل الرجوع إليه.

٤- مسند الإمام أحمد بن محمد بن حنبل
قال الحافظ الذهبي في السير(١٣/٥٢١):
الإمام أحمد كان لا يرى التصنيف وهذا كتاب المسند له لم يصنفه هو ولا رتبه ولا اعتنى بتهذيبه بل كان يرويه لولده نسخاً وأجزاء ويأمره أن يضع هذا في مسند فلان وهذا في مسند فلان.اهـ

– مسند الإمام أحمد كتاب ضخم جداً فيه ألاف الأحاديث بلغت(٣٠) ألف حديثاً وقيل أكثر من ذلك.
وهو مصنف على مسانيد الصحابة رضي الله عنهم
وفيه زيادات لولده عبدالله وهي ليست قليلة
وزيادات يسيرة لأبي القطيعي.
-ووضع العلامة السندي حاشية جيدة للمسند
شرح فيها أكثر من عشرة ألاف حديثاً.
-ورتبه العلامة أحمد الساعاتي وسماه الفتح الرباني ترتيب مسند أحمد بن حنبل الشيباني
وحذف الأسانيد والأحاديث المكررة وجعله على الأبواب التوحيد ثم الفقه ثم التفسير ثم الترغيب والترهيب وثم التاريخ ثم السير.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ تنبيه على حديث-لا يحل دم امريء مسلم- في الأربعين النووية @

( تنبيه على حديث-لا يحل دم امريء مسلم- في الأربعين النووية )

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

@- قال الحافظ النووي في الأربعين النووية:
الحديث الرابع عشر:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا يحل دم امريء مسلم إلا بإحدى ثلاث:الثيب
الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة) رواه البخاري ومسلم.

@- الحديث كما قال الحافظ النووي رواه البخاري(٦٨٧٨)ومسلم(١٦٧٦)
لكن لفظه عندهما( لا يحل دم امريء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث
الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة)وراه أيضاً بهذه الزيادة
أحمد(٣٦٢٠)وأبو داود(٤٣٥٢)والترمذي(١٤٠٢)
وابن ماجه(٢٥٣٤)والدارمي(٢٢٩٥)
وأبو يعلى(٥١٩٨)والبيهقي(١٦٢٧١)

– وفي رواية عند مسلم(١٦٧٧)والنسائي(٣٧٥٠)
والدارقطني(٣٠٧١) بلفظ
(والذي لا إله غيره لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث…)

– فرواية الصحيحين فيها لفظة(يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله)
وهذه الزيادة غير موجودة في متن الأربعين النووية بعد مراجعة بعض المخطوطات التي وقفت عليها للأربعين.

– والحديث باللفظ الذي ذكره الحافظ النووي في الأربعين
رواه أحمد(٤٤٣٠)والنسائي بالسنن الكبرى(٧٠٩٧) والصغرى(٤٧٣٥)
عن عبدالله بن مسعود-رضي الله عنه-عن النبي عليه الصلاة والسلام قال(لا يحل دم مسلم إلا بإحدى ثلاث:النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق الجماعة)

– فلعل هذا السقط لهذا الزيادة وقع من النساخ وتكرر الخطأ في نسخ الأربعين وهذا يحدث كثيراً
أو وهم وقع من الحافظ النووي والله يعفو عنا وعنه.

كتبه
بدر محمد البدر

@ التسبيح عقب الصلاة @

( التسبيح عقب الصلاة )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله أجمعين وبعد:

هذه رسالة مختصرة في أنواع التسبيح المأثور وبيان صفته كما جاءت به الأدلة الصحيحة

@- أنواع التسبيح المأثور :
١- ( أن يسبح عشراً ويحمد عشراً ويكبر عشراً)
رواه أبو داود(٥٠٦٥)الترمذي (٣٤١٠)عن عبدالله بن عمرو، وقال الترمذي حديث حسن صحيح وصححه ابن حبان(٢٠١٢)والنووي في الأذكار(١٨٨)والألباني في سنن الترمذي(٣٤١٠)

٢- ( أن يسبح ويكبر ويحمد ثلاثاً وثلاثين )
رواه البخاري(٨٠٧) ومسلم(٥٩٥)عن أبي هريرة
– وهذا الحديث تنازع العلماء في معناه على قولين مشهورين
– قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى(٤/٣٢٣):
أن يسبح إحدى عشرة ويحمد إحدى عشرة ويكبر إحدى عشرة.

– وقال الإمام ابن القيم في الزاد(١/ ١٢٦) إنما مراده بهذا أن يكون الثلاث والثلاثين في كل واحدة من كلمات التسبيح والتحميد والتكبير.اهـ
وكذا قال الحافظ ابن حجر في الفتح(٢/٣٧٩)

٣-( أن يسبح ثلاثاً وثلاثين ويحمد ثلاثاً وثلاثين
ويكبر ثلاثاً وثلاثين
ويقول تمام المئة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )
رواه مسلم(٥٩٧) عن أبي هريرة .

٤- ( أن يسبح ثلاثاً وثلاثين ويحمد ثلاثاً وثلاثين
ويكبر أربعاً وثلاثين )
رواه مسلم(٥٩٦) عن كعب بن عجرة

٥- ( أن يسبح خمساً وعشرين ، ويحمد خمساً وعشرين ، ويكبر خمساً وعشرين،
ويختم بقوله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
خمساً وعشرين)
رواه أحمد(٥/١٨٤) والترمذي(٣٤١٣)عن زيد بن ثابت وقال الترمذي:حديث صحيح وصححه ابن خزيمة(٧٥٢)والألباني في سنن الترمذي(٣٤١٣)

@- صفة التسبيح:
التسبيح يكون باليد اليمنى
روى الترمذي(٣٤٨٢)عن عبدالله بن عمرو قال(رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام يعقد التسبيح)رواه الترمذي(٣٤٨٢)وحسنه، وزارد أبوداود(١٥٠٢)(بيمينه)
حسنه النووي في الأذكار(٣٠)
وقال المحدث الألباني في الضعيفه(٣/٤٨):سنده صحيح وحسنه النووي وابن حجر.اهـ

– سألت العلامة اللحيدان عن التسبيح باليد اليسرى؟
فقال: التسبيح باليد اليمنى وأما اليسرى فلا
يسبح بها إلا إذا كنت يده اليمنى مقطوعة فإنه يسبح باليسرى.
– وقال المحدث الألباني في الضعيفة(٣/٤٨):السنة في عد الذكر إنما هو باليد اليمنى فقط فالعد باليسرى أو باليدين معاً خلاف السنة.اهـ

@- معنى العقد:
العقد هو الشد والربط والمراد هنا هو ضم الأصابع وفتحها حال التسبيح.
فالمشروع هو عقد الأنامل بالتسبيح.
وأما ما يفعله بعض الناس من العد على فقرات الأنامل فليس هو العقد المراد بل هذا عد وليس عقد.

– قال الإمام ابن باز في فتاوى نور على الدرب(٩/١١٨)
السنة العد بالأصابع بخمسة أصابع تطبيقاً وفتحاً. اهـ
– وقال لي العلامة اللحيدان:لا يبسط يده الإنسان في التسبيح بل يسبح على أي صفة بأصابعه بدون بسط .اهـ

@- التسبيح بالأصابع:
عن يسيرة -رضي الله عنها-أن النبي عليه الصلاة والسلام ( أمرهن أن يراعين بالتكبير والتقديس والتهليل وأن يعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات مستنطقات)رواه أبو داود(١٥٠١)والترمذي(٣٥٧٧)
وحسنه النووي في الأذكار(٢٩)
والألباني في سنن أبي داود(١٥٠١)
وقال الشوكاني في النيل(٤٦٥)صححه السيوطي.

@- التسبيح بالسبحة:
سألت العلامة اللحيدان عن التسبيح بالسبحة؟
فقال:لم يشرع النبي عليه الصلاة والسلام التسبيح بالحصى ولا بالسبحة وإنما شرع التسبيح باليد وقال(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)
– وقال المحدث الألباني في الضعيفة(٣/٤٨):
لم يصح في العد بالحصى فضلاً عن السبحة شيء.اهـ

كتبه
بدر محمد البدر

@ الدعاء في الركوع @

( الدعاء في الركوع )

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

قال الإمام البخاري في صحيحه
باب:الدعاء في الركوع
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
(كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول في ركوعه وسجوده:سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي )
(ح ٧٩٤)
وبوب أبو داود في سننه لهذا الحديث:
باب في الدعاء في الركوع والسجود.

– قال الحافظ ابن حجر في الفتح(٢/٣٢٦):
قيل الحكمة من تخصيص-البخاري-الركوع بالدعاء دون التسبيح أنه قصد الإشارة إلى الرد على من كره الدعاء في الركوع كمالك، وأما التسبيح فلا خلاف فيه فاهتم هنا بذكر الدعاء لذلك
وحجة المخالف ، الحديث الذي أخرجه مسلم من رواية ابن عباس مرفوعاً( فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) لكنه لا مفهوم له فلا يمتنع الدعاء في الركوع كما لا يمتنع التعظيم في السجود.اهـ

– وكان ابن مسعود يقول في ركوعه(رب اغفر لي)
رواه ابن أبي شيبة(٢٥٧٦)ورجاله ثقات.

– وقال لي العلامة صالح اللحيدان أثناء قراءتي عليه صفة الصلاة من كتاب منهج السالكين: يجوز الدعاء في الركوع ويتأكد في السجود لحديث(وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستحاب لكم)

كتبه
بدر محمد البدر

@ رواية النسائي عن الحارث بن مسكين @

( رواية النسائي عن الحارث بن مسكين )

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

– الإمام الحافظ الثقة الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف المصري
حدث عن ابن عيينة وعبدالله بن وهب وغيرهما.
وحدث عنه: أبو داود والنسائي وغيرهما.
طلب العلم على كبر
مات سنة(٢٥٠) وله(٩٦)سنة

– قصة النسائي مع الحارث:

– قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب ترجمة الحارث:
حمله المأمون إلى بغداد في أيام المحنة وسجنه لأنه لم يجب إلى القول بخلق القرآن فلم يزل محبوساً إلى أن ولى جعفر المتوكل فأطلقه وحدث في بغداد ورجع إلى مصر.اهـ

– دخل الإمام النسائي في زمن فتنة خلق القرآن
على الحارث بن مسكين
وكان النسائي لابساً قلنسوة وثياباً تشبه ثياب أعوان السلطان
وكان الحارث لا يعرف النسائي فخشي منه وظنه جاسوساً
فقال النسائي:حدثني
قال له الحارث:لن أحدثك وطرده من المجلس، فكان النسائي يقف وراء الباب ويستمع لحديث الحارث
فكان إذا حدث في سننه عن الحارث يقول:أخبرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، وتارة يقول:قرىء على الحارث بن مسكين وأنا أسمع.

– رواية النسائي عن الحارث:
– روى النسائي في سننه عن الحارث بن مسكين
ما يقارب(٢٦٤) حديثاً
كلها بلفظ:
– أخبرنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع
– قرئ على الحارث بن مسكين وأنا أسمع
– أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له.

كتبه
بدر بن محمد البدر

@ مسند أبي يعلى الموصلي @

( مسند أبي يعلى الموصلي )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله أجمعين وبعد:

– أبو يعلى هو الإمام الحافظ محدث الموصل أحمد بن علي بن المثنى التميمي .
حدّث عن كبار الأئمة مثل: أبو بكر ابن أبي شيبة وزهير بن حرب وعبيدالله بن عمر القواريري وغيرهم
وحدّث عنه كبار الحفاظ مثل:النسائي وابن حبان وابن السني والطبراني وغيرهم.
ت ٣٠٧ بالموصل وقد تجاوز المائة.

– مسند أبي يعلى:
قيل له مسندان الصغير والكبير، والمتداول المسند الكبير.
والمسند مفرد مسانيد وهي الكتب التي موضوعها جعل حديث كل صحابي على حدة.

@- عادات أبي يعلى في مسنده:

١- بدىء مسنده بمسند أبي بكر ثم مسند عمر ثم مسند علي ثم مسند طلحة ثم مسانيد باقي الصحابة
وختمه بمسند سهل بن سعد الساعدي.
وجملة ما فيه من أحاديث (٧٥٥٥) حديثاً، وقد يختلف الترقيم في بعض الطبعات.

٢- تارة يقول مسند فلان- وتارة يقول:فلان عن النبي عليه الصلاة والسلام
وتارة يقول:ما أسند فلان عن النبي عليه الصلاة والسلام- وتارة يقول:حديث فلان، – وتارة يقول:حديث فلان عن فلان عن النبي عليه الصلاة والسلام وهكذا.

٣- من عادات ذكر علل الأحاديث في بعض الأحيان :
– كحديث(ح -٣١)عن أبي الخير عن عبدالله بن عمرو عن أبي بكر مرفوعاً(اللهم إني ظلمت نفسي..)
قال الليث عن أبي بكر؛ وقال عمرو بن الحارث عن عبدالله بن عمرو ولم يجاوز به.
– وحديث(ح-١٢٩)قيس بن أبي حازم عن أبي بكر أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية..)
وحدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن الحكم عن قيس عن أبي بكر بمثل ذلك
ولا يذكر النبي عليه الصلاة والسلام.

٤- من عاداته أنه يسوق السند والمتن معاً وإذا روى المتن بعينه من طريق آخر يكتفي بالسند فقط ولا يذكر المتن، ويقول: نحوه.

٥- من عاداته أنه يسوق السند والمتن معاً وإذا روى بنفس السند أكثر من حديث فإنه يقول:وبه ثم يسوق المتن.
وربما قال:وبإسناده، وربما قال:وعن فلان، وهكذا.

٦- ربما قال في بعض المواضع حدثنا عدة
كقوله(ح-٦٥٠) حدثنا عدة عن معمر،
وربما قال (ح-٨١٩) حدثنا عدة إبراهيم بن معمر وغيره.
– والإبهام بصيغة الجمع في قبوله خلاف بين الأئمة ولم يتبين لي مذهب الموصلي فيه.

٧- ربما بيّن المهمل من الرواة وهذا على قلة
كقوله:(ح-٣٤)حدثنا أبو موسى هارون بن عبدالله حدثنا أبو أسامة حدثني الفزاري-يعني-أبا إسحاق.
– وربما ذكر اسم البهم في السند وهذا أيضاً على قلة.
كقوله(ح-٤٣٥٦)عن نافع عن مولاة لفاكه بن المغيرة.
قال أبو يعلى:أخبرني عبدالرحمن بن السراج أن اسمها:سائبة- يعني اسم مولاة فاكه.

٨- من عاداته أنه إذا روى عن شيخين لا يذكر لمن اللفظ إلا نادراً
كقوله(ح- ٤٧٢):حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة
وأبو هشام الرفاعي وهذا لفظ أبي بكر.

٩- وربما ذكر زيادات الشيوخ
كقوله( ح- ٢٩١١): حدثنا القواريري وموسى بن محمد قالا حدثنا حرمي عن شعبة عن قتادة عن أنس مرفوعاً(من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)
قال أبو يعلى:وليس في حديث موسى(متعمداً).

١٠- الأحاديث المكررة عنده قليلة جداً
كحديث رقم (ح -٦٣٣٦)

١١- ربما اختصر الحديث، بقوله:وذكر الحديث
كما في حديث رقم(ح- ١.٧٣) و(ح -١١٥١)

١٢- غالب صيغ الأداء في مسنده بلفظ(حدثنا)
وربما استعمل(أخبرنا)أو ( سمعت)
لكن على قلة جداً.

١٣- ربما روى وجادة في مسنده وهي قليلة جداً
كقوله في حديث رقم(ح- ٧٣٧١): وجدت في كتابي عن سويد ولم أرَ عليه علامة السماع وعليه(صح)
فشككت فيه وأكبر ظني أني سمعته منه عن
ضمام بن إسماعيل.

١٤- ربما ذكر فقه الحديث
كقوله(ح-١٤٩٧): عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن النبي عليه الصلاة والسلام(نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب)
قال أبو يعلى:قال ابن الدورقي قال أبو عبدالرحمن:ليس هو بالمعروف عند الناس ولم يزل الناس يحتبون.
وقوله(ح -٥٤٢٢): عن ابن عمر مرفوعاً(إذا استأذنت أحدكم أمرأته إلى المسجد فلا يمنعها)
قال أبو يعلى:قال سفيان بن عيينة:يرون أنه بالليل.

١٥- ربما وضّح غريب الحديث
كقوله(ح-٥١٨١):عن ابن مسعود مرفوعاً(ابغني شيئاً أستنجي به ولا تقربني حائلاً ولا رجيعاً)
قال أبو يعلى:قال ليث:الحائل:العظم.
وقوله(ح-٦١٢٨):عن أبي هريرة مرفوعاً(إن الشرود يرد)
قال أبو يعلى:يعني البعير الشرود.

– هذا بعض ما تيسر لي معرفته بعد الاطلاع على مسند أبي يعلى.

كتبه
بدر بن محمد البدر