– حالات استعمال ماء زمزم في الطهارة –
– الحالة الأولى: استعمال ماء زمزم في رفع الحدث. وله حالتان:
أولاهما: استعماله في الوضوء ، وهذا جائز عند أكثر أهل العلم.
لحديث علي رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام: (دعا بسجل من ماء زمزم ، فشرب منه وتوضأ)
رواه الفاكهي في أخبار مكة(١٠٧٩)
وحسنه الألباني في الإرواء(١/٤٥)
ثانيهما: استعماله في الغسل ، وهذا فيه خلاف ، والصحيح الجواز ، وبه قال أكثر أهل العلم
لحديث أبي جمرة الضبعي قال: كنت أُجالس ابن عباس بمكة فأخذتني الحمى فقال أبردها عنك بماء زمزم فإن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء أو قال بماء زمزم)
رواه البخاري (٣٢٦١)
قال الإمام ابن قدامة في المغني(١/٢٩):
ولا يكره الوضوء والغُسل بماء زمزم لأنه ماء طهور فأشبه سائر المياه ، وعنه يكره ، والأول أولى.اهـ
قال العلامة ابن ضويان في منار السبيل(١/٢٦):
ولا يكره الوضوء والغسل من ماء زمزم ، وعنه يكره الغسل ، وخص الشيخ تقي الدين الكراهة بغسل الجنابة.اهـ
– تنبيه:
قال ابن عباس رضي الله عنه: (لا أحلها-يعني زمزم-لمغتسل يغتسل في المسجد وهي لشارب ومتوضئ حل وبل)
رواه ابن أبي شيبة في المصنف(١/٤١) وإسناده صحيح.
قال الإمام ابن قدامة في المغني(١/٣٠):
قول ابن عباس لا يؤخذ بصريحه في التحريم ففي غيره أولى ، وشرفه لا يُوجب الكراهة لاستعماله ، كالماء الذي وضع فيه النبي عليه الصلاة والسلام كفه أو اغتسل منه.اهـ
– الحالة الثانية: استعمال ماء زمزم في إزالة النجاسة.
وهذا فيه خلاف بين أهل العلم
قيل يكره استعماله في إزالة النجاسة ،وهو قول الحنابلة وغيرهم ،
قال العلامة ابن ضويان في منار السبيل(١/٢٦): ولا يكره ماء زمزم إلا في إزالة الخبث ، تعظيماً له.اهـ
وقيل يجوز استعماله في إزالة النجاسة ،
قال العلامة ابن باز أحكام المسافر(٦):
ماء زمزم قد دلت الأحاديث الصحيحة على أنه ماء شريف مبارك.
وقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في زمزم: (إنها مباركة إنها طعام طعم)
و زاد في رواية عن أبي داود بسند جيد: (وشفاء سقم).
فهذا الحديث الصحيح يدل على فضل ماء زمزم وأنه طعام طعم وشفا سقم وأنه مبارك.
والسنة: الشرب منه كما شرب النبي صلى الله عليه و سلم منه.
و يجوز الوضوء منه والاستنجاء وكذلك الغسل من الجنابة اٍذا دعت الحاجة اٍلى ذلك.
وقد ثبت عنه صلى الله عليه و سلم أنه نبع الماء من بين أصابعه: ثم أخذ الناس حاجتهم من هذا الماء
ليشربوا ويتوضأوا وليغسلوا ثيابهم وليستنجوا كل هذا واقع.اهـ
كتبه/
بدر محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.
١٨/٣/١٤٣٧هـ