الطليعة في الرد على الحدادية(٢)
* الأصل الثاني:
رمي مخالفهم بالبدعة.
من أصول الحدادية رميهم كل مخالف لهم بالبدعة ، لا سيما بدعة الإرجاء ، فتجدهم يتهمون كبار العلماء بأنهم مرجئة ، كما يفعل الخوارج قديمًا وحديثًا ، فإن الخوارج يتهمون كبار العلماء بأنهم مرجئة.
روى أبو عثمان النيسابوري عن إسحاق بن راهوية قال:
“قدم عبدالله بن المبارك ، الري. فقام إليه رجل من العباد ، الظن به أنه يذهب مذهب الخوارج ، فقال له: يا أبا عبدالرحمن ما تقول فيمن يزني ويسرق ويشرب الخمر؟
قال: لا أخرجه من الإيمان.
فقال: يا أبا عبدالرحمن على كبر السن صرت مرجئًا؟
قال ابن المبارك: لا تقبلني المرجئة ، المرجئة تقول: حسناتنا مقبولة ، وسيئاتنا مغفورة ، ولو علمت أني قبلت مني حسنة لشهدت أني في الجنة”١.اهـ
-ورمي المسلم بما ليس فيه ،
أمر عظيم ليس بالهين ، وعقوبته وخيمة يوم القيامة ، كما جاء عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -ﷺ- يقول:
«مَن قال في مؤمن ما ليس فيه ، أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال»٢.
قلت: (ردغة الخبال) عصارة أهل النار ، كما جاء في مسند أحمد(٢/٧٠) (سُئِلَ النبي -ﷺ- : وما ردغة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار).
– فكيف يهنأ أصحاب محمود الحداد ، وهم يتهمون العلماء زورًا وبهتانًا ، بما ليس فيهم
والله الموعد.
ـــــــــ
١- في عقيدة السلف(٢٧٣).
٢- رواه أبو داود(٣٥٩٧) والحاكم(٢٢٢٢) وقال:صحيح الإسناد.
وصححه الألباني في صحيح الجامع(٦١٩٦).
كتبه/
بدر بن محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.
١٤٣٧/٤/٧ه