السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(٢٤)
– سنن ابن ماجه
كتاب السنن للإمام الحافظ أبو عبدالله محمد بن يزيد القزويني ، المعروف بابن ماجه.
وماجه بالهاء وقفاً ووصلاً ، قال الحافظ ابن حجر في التهذيب (٥/٣١٦): ماجه لقب يزيد وأنه بالتخفيف اسم فارسي.اهـ
– عدد أحاديث سننه:
قال العلامة الزركشي في النكت على المقدمة(٦٧): قال أبو الحسن ابن القطان صاحب ابن ماجه: عدة أحاديث كتاب ابن ماجه أربعة ألاف.اهـ
– قلت: أحاديث سنن ابن ماجه (٤٣٤١) حديثاً
منها(٣٠٠٢) أخرجها بقية أصحاب الكتب الستة كلهم أو بعضهم.
ومنها(١٣٣٩) تفرد بها ابن ماجه عن بقية أصحاب الكتب الستة وهي زوائده.
وهذه الزوائد فيها الصحيح والحسن والضعيف والمنكر والموضوع، وقيل كل زوائده ضعيفة، والقول الأول أصح.
وقد اعتنى بزوائده الحافظ شهاب الدين البوصيري في كتاب مصباح الزجاجة على زوائد ابن ماجه.
وللعلامة السندي حاشية جيدة على سنن ابن ماجه.
– أسانيد ابن ماجه في سننه:
أعلى ما وقع لابن ماجه في سننه ثلاثيات
وهي خمس ثلاثيات
أحدها في كتاب الطب باب الحجامة
وآخر في كتاب الزهد باب صفة
أمته عليه الصلاة والسلام
وآخر في كتاب الأطعمة باب الشواء
وآخر في كتاب الأطعمة باب الضيافة
وآخر في كتاب الأطعمة باب الوضوء عند الطعام.
كلها من طريق: جبارة بن المُغلس عن كثير بن سليم عن أنس
وهي من زوائده
وجبارة بن المُغلس ضعيف لم يرو عنه سوى ابن ماجه
وكثير بن سليم ضعيف لم يرو عنه سوى ابن ماجه.
وبقية أسانيده رباعيات وخماسيات وسداسيات وأنزل ما عنده تساعي.
– عاداته في سننه:
١- صدر سننه بمقدمة نفيسة ذكر فيها أبواب في الحث على اتباع السنة وتعظيم حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضه واتباع سنة الخلفاء واجتناب البدع والجدل وأبواب في الإيمان والقدر وفضائل الصحابة وذكر الخوارج والجهمية وغير ذلك
وختم سننه بكتاب الزهد.
٢- غالب ما في سننه أحاديث الأحكام وقد رتبه على الأبواب الفقهية وترجم لأحاديثه بتراجم نفيسة واضحة المعنى كثيرة الفوائد كقوله (باب ما جاء في الوضوء على أمر الله تعالى) و (باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة)
وكان يكثر من قوله (باب النهي عن كذا) أو (باب ما جاء في كذا) وهكذا.
٣- من عاداته أنه يعقد الترجمة ثم يسوق الأحاديث المتعلقة بالترجمة متتابعة
كقوله ( باب النهي عن البول في الماء الراكد)
وساق حديث جابر وحديث أبي هريرة وحديث ابن عمر في النهي. وهكذا في سائر الأبواب.
٤- الأحاديث المكررة في سننه ليست كثيرة
وأحياناً إذا كرر الحديث اكتفى بالسند ويقول:مثل حديث فلان،
وإذا كرر الحديث في الباب كان بالمكرر زايادات نفيسة غير موجودة في الحديث السابق.
٥- غالباً يصدر الترجمة بما صح عنده من الأحاديث فإن لم يكن في الباب حديث صحيح صدره بحديث حسن فإن لم يكن فبحديث ضعيف.
٦- غالب أحاديثه مرفوعة إلى النبي عليه الصلاة والسلام وعنده أثار موقوفة لكنها قليلة جداً.
٧- روى أحاديث عن مدلسين بالعنعنة وعن ضعفاء ومتروكين وكذابين وهذا كان سبباً في نقد العلماء لسننه.
٨- ومن عاداته أنه يبين غريب الحديث أحياناً:
كقوله (ح-٧٠٣) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال جدب لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد العشاء.
قال ابن ماجه: يعني زجرنا عنه ، نهانا عنه.اهـ
وحديث(ح-٧٥٦)عن أنس رضي الله عنه قال: (وفي البيت فحل من هذه الفحول)
قال ابن ماجه: الفحل هو الحصير الذي اسود.اهـ
٩- ومن عاداته: ربما ذكر فقه الحديث وهذا على قلة.
١٠- ومنها: ربما تكلم على الرجال وهذا على قلة.
كقوله(ح-٦١) حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا حماد بن نجيح ، وكان ثقة.
١١- ومنها: ربما تكلم على علة الحديث وهذا على قلة
كقوله(ح-٣٧٣) عن الحكم بن عمرو رضي الله عنه (أن رسول الله عليه الصلاة والسلام نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة)
وعن عبدالله بن سرجس رضي الله عنه (نهى رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يغتسل الرجل بفضل وضوء المرأة والمرأة بفضل الرجل..)
قال ابن ماجه: الصحيح هو الأول والثاني وهم.
١٢- إذا روى عن شيخين أو أكثر لا يبين لمن اللفظ إلا نادرا.
كقوله(ح-٦٤١): حدثنا أبوبكر ابن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لها وكانت حائضاً(انقضي شعرك واغتسلي)
قال ابن ماجه: قال علي في حديثه (انقضي رأسك).
كتبه
بدر بن محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن.
١٢/٤/١٤٣٧هـ