@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (٢٥) @

السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية(٢٥)
      – الجامع الصغير للسيوطي –

– كتاب الجامع الصغير من حديث البشير النذير للحافظ جلال الدين السيوطي

كتاب ضخم حوى ألاف الأحاديث النبوية ، رتبه مصنفه على الحروف الأبجدية.
قال الحافظ السيوطي في مقدمة الجامع الصغير(١/٣١): هذا كتاب أودعت فيه من الكلم النبوية ألوفاً ، ومن الحكم المصطفوية صنوفاً ، اقتصرت فيه على الأحاديث الوجيزة ولخصت فيه من معادن الأثر إبريزه وبالغت في تحرير التخريج فتركت القشر وأخذت اللباب وصنته عما تفرد به وضاع أو كذاب ففاق بذلك الكتب المؤلفة في هذا النوع كالفائق والشهاب وحوى من نفائس الصناعة الحديثية ما لم يودع قبله في كتاب ، ورتبته على حروف المعجم مراعياً أول الحديث فما بعده تسهيلاً على الطلاب ، وسميته: (الجامع الصغير من حديث البشير النذير) لأنه مقتضب من الكتاب الكبير الذي سميته (جمع الجوامع) وقصدت فيه جمع الأحاديث النبوية بأسرها.اهـ
منهج السيوطي في الحامع:

يذكر الأحاديث حسب الحروف الأبجدية مع بيان درجة كل حديث ، فإذا كان الحديث صحيحًا يرمز له بـ (صحـ) وإذا كان حسنًا يرمز له بـ (ح) وإذا كان ضعيفًا يرمز له بـ (ض) ، ويذكر شواهد كل حديث.
مثاله:

١- (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى…).

(ق،٤) عن عمر بن الخطاب ، (حل ، قط) في غرائب مالك عن أبي سعيد ، وابن عساكر في أماليه عن أنس ، والرشيد العطار في جزء من تخريجه عن أبي هريرة.اهـ
٢- (آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن من أنت؟ فأقول:محمد ، فيقول: بك أُمرت أن لا أفتح لأحد قبلك)

(حم ، م) عن أنس (صحـ)
٣- (آخر من يدخل الجنة رجل يقال له(جهينة) فيقول أهل الجنة: عند جهينة الخبر اليقين)

(خط) في رواة مالك عن ابن عمر (ض)
تنبيه:

قال العلامة المناوي في فيض القدير(١/٥٩):

كان ينبغي له – أي المؤلف – أن يعقب كل حديث بالإشارة بحاله بلفظ صحيح أو حسن أو ضعيف

في كل حديث ، فلو فعل ذلك كان أنفع وأصنع ولم يزد الكتاب إلا وريقات لا يطول بها ، وأما ما يوجد في بعض النسخ من الرمز إلى الصحيح والحسن والضعيف بصورة رأس صاد و حاء وضاد ، فلا ينبغي الوثوق به لغلبة تحريف النساخ على أنه وقع له ذلك في بعض دون بعض كما رأيته بخطه فكان المتعين ذكر كتابة صحيح أو حسن أو ضعيف في كل حديث.اهـ
قلت: هو كما قال المناوي ، ومثال ذلك:

قال السيوطي في الجامع الصغير(٨٩٣٧)

(من قرأ يس ابتغاء وجه الله غفر له ما تقدم من ذنبه فاقرؤوها عند موتاكم ). (هب) عن معقل بن يسار.

جاء في فيض القدير للمناوي (٦/٢٤٦) صحـ

يعني صحيح.اهٓ

وفي التنوير للصنعاني(١٠/٣٥٣): ض

قال الصنعاني: رمز المصنف لضعفه.اهـ
وبسبب هذا الإختلاف ، حذف المحدث الألباني أحكام الحافظ السيوطي ولم يثبتها في تحقيقه للجامع.
– عدة أحاديثه:

بلغت أحاديث الجامع (١٠٠٣١) حديث.
– الاتنقادات على كتاب الجامع:

من الإنتقادات على الكتاب ، إيراد السيوطي جملة ليست بقليلة من الأحاديث الضعيفة والمنكرة بل والموضوعة.

قال العلامة المناوي في فيض القدير(١/٥٩):

وقد أكثر المؤلف في هذا الجامع من الأحاديث الضعيفة ، قال ابن مهدي: لا ينبغي الاشتغال بكتابة أحاديث الضعفاء ، وقال ابن المبارك: لنا في صحيح الحديث شغل عن سقيمه.اهـ
– شروحات الجامع الصغير:

أشهر شروحات الجامع وأجودها ، شرح العلامة محمد عبدالرؤوف المناوي المسمى بـ ( فيض القدير شرح الجامع الصغير ).
وشرحه المحدث محمد بن إسماعيل الصنعاني

وسماه ( التنوير شرح الجامع الصغير )

وهو كتاب نافع ، غالب ما فيه مأخوذ من كتاب فيض القدير للمناوي.

كتبه/

بدر بن محمد البدر العنزي

عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن

١٥/٤/١٤٣٧هـ