– مصنفات ابن أبي الدنيا –
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه وبعد:
– ابن أبي الدنيا هو الإمام الحافظ أبو بكر عبدالله بن محمد القرشي مولى بني أمية.
ولد في بغداد سنة(٢٠٨) وتوفي سنة(٢٨١)
له مشايخ كُثُر، حتى قيل إنه روى عن (٩٩٢)شيخاً
من أشهرهم الإمام أحمد والبخاري وزهير بن حرب والقاسم بن سلام وغيرهم.
@- مما تميز به الإمام ابن أبي الدنيا عن غيره من الأئمة الحفاظ بالتصنيف الموضوعي
فتجده يعمد إلى باب معين في الزهد أو الرقائق وغيرها فيجمع كل مروياته فيها ويسوقها مرتبة على طريقة ارتضاها لنفسه في التصنيف مثل كتاب ذم الدنيا وكتاب ذم الملاهي وكتاب إصلاح المال؛ وغيرها من كتبه.
@- مميزات كتب ابن أبي الدنيا:
١-لا يخرج عن التصنيف الذي اختاره في كتبه فتجده مثلاً في كتاب الإخلاص ساق الأحاديث والآثار المتعلقة به وفي كتاب القبور ساق الأحاديث والآثار المتعلقة به، وهكذا بقية كتبه.
٢- لا يقتصر في كتبه على الأحاديث المرفوعة بل يورد في مصنفاتها المرفوع والموقوف والمقطوع والإسرائليات وربما بعض الأشعار؛ وغالب ما في كتبه آثار.
٣- أكثر مصنفات ابن أبي الدنيا في الزهد والرقائق.مثل : الأهوال والتوبة والتوكل والجوع وحسن الظن بالله والحلم والخمول والتواضع وذم البغي وذم الدنيا وذم الملاهي والرقة والبكاء والشكر والصبر والصمت وصفة الجنة والنار والعزلة ؛ وغير ذلك من كتبه.
٤- لم يعتنِ ابن أبي الدنيا في تراجم الأبواب في كل كتبه بل تجده تارة يسوق الأحاديث في بعض كتبه بدون تراجم وفي بعضها يترجم للباب بآية قرآنية أو نص حديث وربما وضع الترجمة من عنده ويسوق بعدها جملة من الأحاديث والآثار.
٥- يتساهل في رواية الضعيف ويحتج بالأحاديث المرسلة.
٦- أعلى أسانيده الثلاثيات وعنده أربع ثلاثيات في كتبه وهي:
-في كتاب اصطناع المعروف حديث واحد عن جابر(ح٨٢)
-وفي كتاب الجوع حديث واحد عن أنس(ح١٨٣)
-وفي كتاب قرى الضيف حديث واحد عن أنس(ح٤٧)
-وفي كتاب صفة النار حديث واحد
عن كليب بن حزن(ح٥)
٧- قد يكرر الحديث في أكثر من مصنف من مصنفاته.
٨- قد يروي الحديث مرسلاً في كتاب ويسنده في كتاب آخر.
كحديث(رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس)رواه مرسلاً عن ابن المسيب في بعض كتبه ووصله عن أبي هريرة في بعضها.
٩- قد يروي الحديث موقوفاً في كتاب ويرفعه في كتاب آخر.
كحديث(إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً)رواه موقوفاً على أبي هريرة في موضع ورفعه في موضع آخر.
١٠- قد يختصر الحديث في موضع ويسوقه كاملاً في موضع آخر.
١١- ربما تكلم على بعض الرواة جرحاً وتعديلاً وهذا قليل جداً وهو من المعتدلين في هذا الباب.
كقوله في كتاب الصمت(ح٦٩٥):الحسن الباهلي ثقة
وقوله في كتاب صفة النار(ح١٩٠)سريج بن يونس شيخ صالح.
١٢- إذا روى الحديث عن أكثر من شيخ من شيوخه فإنه ينسب اللفظ لأحدهما أحياناً
كقوله في كتاب الإخوان(ح١٤):حدثنا أبو كريب وعبدالرحمن بن صالح واللفظ له.
١٣- لا يتكلم على درجة الحديث إلا نادراً جداً، ولم أجد له في مصنفاته حكم على حديث إلا في موضعين.
قال في كتاب الخمول(ح١٢٨):حديث غريب
وقال في كتاب الإخوان(ح١٣٦):رواية إسرائيلية إسنادها جيد.
١٤- يهتم في بيان غريب الحديث
كقوله في كتاب الإخوان(ح٩٥):الأُرفي:الظباء
وقال في كتاب الجوع(ح١٩١):الضفف:الجماعة
– هذا بعض ما يسر الله لي في معرفة كتب
الإمام ابن أبي الدنيا .
كتبه
بدر بن محمد البدر
التعليقات معطلة.