@ السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (١٢٤) @

– السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية ، رقم (١٢٤)

– السنن الكبرى للبيهقي.

كتاب السنن الكبرى للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، المتوفى سنة (٤٥٨هـ) يعد من أكبر كتب الأحكام ، حتى قيل: لو أغنى كتاب عن كتاب لأغنى كتاب السنن الكبرى للبيهقي عن كتب الأحكام.
قال السبكي في طبقات الشافعية(٤/٣): ما صنف في علم الحديث مثله تهذيباً وترتيباً وجودة.اهـ

روى فيه آلاف الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة والمقطوعة ، ورتبه على الأبواب الفقهية.

– عدة أحاديثه:
بلغت أحاديثه (٢١٨١٢) حديث وآثر ، فيها الصحيح والحسن والضعيف.

– عاداته في كتابه:

١- من عاداته: ذكر المتابعات.
مثاله:
حديث رقم (١): عن صفوان بن سُليم عن سعيد بن سلمة من آل ابن الأزرق أن المغيرة بن أبي بردة وهو من بني عبدالدار أخبره أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: سأل رجل رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال: يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ بماء البحر؟
فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام:(هو الطَّهور ماؤه الحل ميتته).
قال البيهقي: وقد تابع الجُلاح أبو كثير صفوان بن سُليم على روايته عن سعيد بن سلمة.اهـ

٢- ومنها: ذكر الشواهد.
مثاله:
حديث رقم(٢) قال البيهقي: وقد روي الحديث عن علي بن أبي طالب وجابر بن عبدالله وعبدالله بن عمرو رضي الله عنهم عن النبي عليه الصلاة والسلام.

وحديث رقم(٤٥٥) عن عائشة رضي الله عنها قالت:(كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا دخل الخلاء غطى رأسه وإذا أتى أهله غطى رأسه)
قال البيهقي: وروى في تغطية الرأس عند دخول الخلاء عن أبي بكر وهو عنه صحيح ، ورواه أيضاً حبيب بن صالح عن النبي عليه الصلاة والسلام مرسلاً.

وحديث رقم(٣٤٨٠) عن يحيى الجزار عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام (صلى في فضاء ليس بين يديه شيء).
قال البيهقي: وله شاهد بإسناد أصح من هذا عن الفضل بن عباس.اهـ

٣- ومنها: أنه يذكر فقه الحديث أحياناً.
مثاله:
حديث رقم(٦) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله أنتوضأ من بئر بُضاعة؟ وهي بئر يُلقى فيها النتن والجيفة والمحيض والكلاب ، فقال: (الماء طَهور لا ينجسه شيء)
قال البيهقي: والحديث على طهوره إذا لم تُلق في البئر نجاسة فإذا أُلقيت فيها نجاسة فمعنى الحديث فيما بلغ قُلتين ولم يتغير.اهـ

وحديث رقم(٣٥٦) عن عبد خير عن علي أنه دعا بكوز من ماء ثم توضأ وضوءاً خفيفاً ثم مسح على نعليه ، ثم قال: هكذا وضوء رسول الله عليه الصلاة والسلام للطاهر ما لم يحدث.
قال البيهقي: وفي هذا دلالة على أن ما روي عن علي في المسح على النعلين إنما هو في وضوء متطوع به لا في وضوء واجي عليه من حدث يوجب الوضوء ، أو أراد غسل الرجلين في النعلين أو أراد المسح على جوربيه ونعليه كما رواه عنه بعض الرواة مقيداً بالجوربين وأراد به جوربين منعلين فثابت عنه رضي الله عنه غسل الرجلين وثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام غسل الرجلين والوعيد في تركه.اهـ

٤- ومنها: إذا كان الحديث مخرّج في الصحيحين أو أحدهما أو خرّجه أبو داود أو الترمذي يبين ذلك:
مثاله:
حديث رقم(٨)عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض…)
قال البيهقي: رواه مسلم في الصحيح من أوجه عن شعبة.
وحديث(١٦) عن أم عطية رضي الله عنها قالت: توفيت إحدى بنات النبي عليه الصلاة والسلام فأتانا فقال: (اغسلنها بماء وسدر…)
قال البيهقي: مخرج في الصحيحين.

حديث رقم(٧٥٤) قال: رواه أبو عيسى الترمذي.

وحديث رقم(٢٠٤٢) قال: أخرجه أبو داود في السنن.

٥- ومنها: أنه يذكر تصحيحات الأئمة الحفاظ للأحاديث أحياناً.
مثاله:
حديث رقم(١١) عن أسلم مولى عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسخن له ماء قمقمة ويغتسل به)
قال البيهقي: قال أبو الحسن علي بن عمر: هذا إسناد صحيح.

٦- ومنها: أنه يبين درجة الحديث.
مثاله:
حديث رقم(١٤) عن عائشة رضي الله عنها قالت: أسخنت ماءً في الشمس ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لا تفعلي يا حميراء فإنه يورث البرص).
قال البيهقي: وهذا لا يصح ، وروي بإسناد منكر عن ابن وهب عن مالك عن هشام ولا يصح.

وحديث رقم(٨٢٠) عن عائشة رضي الله عنها قالت:(كان رسول الله إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه…)
قال البيهقي: غريب صحيح

وحديث رقم(٢٠٤٠) عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال:(نهي رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يكون الإمام مؤذناً)
قال البيهقي: هذا حديث إسناده ضعيف بمرة.

٧- ومنها: أنه يبين حال الرواة.
مثاله:
حديث رقم(١٤) قال البيهقي: قال أبو الحسن الدارقطني: خالد بن إسماعيل ، متروك.
وقال أبو أحمد بن عدي: خال بن إسماعيل ، يضع الحديث على ثقات المسلمين.

حديث رقم(١٠٥٨) قال البيهقي: الحسن بن عمارة لا يحتج به.

وحديث (٢٠٤٠) قال: إسماعيل بن عمرو بن نجيح حدث بأحاديث لم يتابع عليها ، وجعفر بن زياد ضعيف.

٨- ومنها: أنه يذكر مذهب الشافعية أحياناً.

قال البيهقي(٢٢٩) باب رؤية الماء خلال صلاة افتتحها بالتيمم.
احتج بعض أصحابنا في ذلك بعموم قوله عليه الصلاة والسلام: (لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً) وبعموم قوله في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (لا يقطع الصلاة شيء)

حديث رقم (١٠٥٢) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا وضوء إلا من صوت أو ريح).
والاستدلال بهذا الحديث في هذه المسألة لا يصح ولا بحديث أبي سعيد.

٩- ومنها: أنه يذكر أقوال الصحابة والتابعين في الأحكام الفقهية.
آثر رقم (١٠٥٤) عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال: يتيمم لكل صلاة وإن لم يحدث.
قال البيهقي: إسناده صحيح ، وقد روي عن علي وعن عمرو بن العاصي وعن ابن عباس.اهـ

قال البيهقي(٥٢٥) باب من قال بطهور الأرض إذا يبست.
وروينا عن أبي قلابة هو من التابعين أنه قال: ذكاة الأرض يبسها.

وآثر رقم(٤٤٦٥) قال الشعبي: الوتر تطوع هو من أشرف التطوع.

١٠- ومنها: أنه يطلق الشاهد على المتابع.
مثاله:
حديث رقم(٢٠٣٨) عن يحيى بن أيوب ثنا علي بن جريج عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة…)
قال البيهقي: هذا حديث صحيح ، وله شاهد من حديث عبدالله بن لهيعة.
ثم ساق حديث ابن عمر(من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة) من طريق ابن لهيعة.

١١- ومنها: أنه يذكر أقوال الإمام الشافعي الفقهية.
مثاله:
حديث رقم(٣٦١٣) عن قبيصة بن هلب عن أبيه رضي الله عنه قال:(كان النبي عليه الصلاة والسلام ينصرف مرة عن يمينه ومرة عن يساره..)
قال الشافعي: فإن لم يكن له حاجة في ناحية وكان يتوجه ما شاء أحببت أن يكون توجهه عن يمينه لما كان النبي عليه الصلاة والسلام يحب من التيمن غير مضيق عليه في شيء من ذلك.

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٢١ محرم ١٤٣٨هـ