تفسير قوله تعالى: (والذين همـ لأمـٰنـٰتهمـ وعهدهمـ رٰعون) سورة المؤمنون (٨)
يصف ربنا عزوجل عباده المؤمنين بأنهم يحفظون الأمانات التي اؤتمنوا عليها ، والأمانات التي أُمرنا بحفظها كثيرة منها:
المحافظة على العبادات ، والمحافظة على الأولاد والزوجات ، والمحافظة على أموال الناس ، والمحافظة على العمل ، المحافظة على العهود والمواثيق وغير ذلك.
وحفظ الأمانة علامة من علامات أهل الإيمان ، وضياع الأمانة علامة من علامات أهل النفاق ،
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:(آية المنافق ثلاث) وذكر(وإذا ائتمن خان)
رواه البخاري(٣٣) ومسلم(٥٩)
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:(أربع مَن كن فيه كان منافقاً خالصاً ، ومَن كانت فيه خَصلة منهن كانت فيه خَصلة من النفاق حتى يدعها:(إذا ائتمن خان…)
رواه البخاري(٣٤) ومسلم(٥٨) واللفظ للبخاري.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام:( لا إيمان لمن لا أمانة له) رواه أحمد(١٢٣٢٥) وصححه ابن حبان(١٩٤)
و قوى سنده الذهبي كما في فيض القدير(٦/٣٨١)
وحسنه الهيثمي في المجمع(١/٩٦)
وصححه الألباني في صحيح الجامع(٧١٧٩)
قال العلامة ابن بدران في شرح الشهاب(١٩٤): قوله:(لا إيمان لمن لا أمانة له) معناه: أن المؤمن من آمنه الناس على أنفسهم وأموالهم فمن خانهم لم يكن كامل الإيمان.اهـ
ونهانا ربنا عزوجل عن ضياع الأمانة
قال تعالى: (لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون)
وهذا نهي ، والنهي للتحريم ، وقد نص بعض أهل العلم أن خيانة الأمانة كبيرة من كبائر الذنوب ، قال الحافظ الذهبي في الكبائر(١٣٤): الكبيرة الرابعة والثلاثون: الخيانة.اهـ
كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر
٢ صفر ١٤٣٨هـ