– كلمات في الدعوة إلى الله.
– الكلمة/ حقيقة تقوى الله.
أيها الأخوة: إن الله عزوجل أمر عباده المؤمنين بتقواه.
قال تعالى: (يـٰأيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتمـ مسلمون)
وقال تعالى: (يـٰأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصـٰدقين)
وقال تعالى: (يـٰأيها الذين ءامنوا اتقوا وقولوا قولاً سديداً)
وأوصى الله عزوجل عباده المؤمنين بتقواه ، قال تعالى: (ولقد وصينا الذين أُوتوا الكتـٰب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).
وأوصى النبي عليه الصلاة والسلام أمته بتقوى الله
قال عليه الصلاة والسلام: (أوصيكم بتقوى الله)
رواه أبو داود(٤٦٠٧) عن العرباض بن سارية.
وصححه الترمذي(٢٦٧٦) وابن حبان(٥) والحاكم في المستدرك(١/٩٧) والألباني في الصحيحة(٩٣٧)
– وتقوى الله جماع كل خير ، وهي: فعل الأوامر الشرعية واجتناب النواهي.
فإذا فعل العبد ما أمر الله عزوجل به وما أمر به رسوله عليه الصلاة والسلام من صلاة وزكاة وصيام وبر بوالدين وصلة أرحام وصدق ، وغير ذلك من الأوامر الشرعية.
واجتنب ما نهى الله عزوجل عنه وما نهى عنه رسوله عليه الصلاة والسلام من شرب خمر وزنا وأكل ربا وغيبة ونميمة وقول زور وكذب وغير ذلك من المحرمات ، فقد حقق تقوى الله ، فالتقوى تتحقق في فعل الأوامر الشرعية واجتناب النواهي.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (تقوى الله: أن يطاع فلا يعصى) رواه الحاكم في المستدرك(٢/٣٢٣) وصححه ، وقال ابن كثير في تفسيره(٢/٦٣): إسناد صحيح موقوف.اهـ
قوله (أن يطاع) يعني بفعل أوامره (فلا يعصى) يعني بفعل نواهيه.
قال الحسن البصري: (المتقون اتقوا ما حرّم الله عليهم ، وأدوا ما افترض الله عليهم) ذكره ابن رجب في الجامع(٢١١)
– والواجب على العبد أن يتقوى الله حق تقاته ، وحق تقاته ، أن يتقي العبد ربه عزوجل على كل حال ، إن كان في العلن اتقى الله ، وإن كان في السر اتقى الله.
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله عليه الصلاة والسلام: (اتق الله حيثما كنت)
رواه الترمذي(١٩٨٧) وقال: حديث حسن صحيح.
وحسنه الألباني في سنن الترمذي(١٩٨٧)
ومعنى(اتق الله حيثما كنت) أي اتق الله على كل حال في السر والعلانية ، إن كنت في السر فاتق الله ، وإن كنت في العلانية فاتق الله ، فإن الذي يراك في العلن يراك في السر ، والله عزوجل لا تخفى عليه خافية ، قال تعالى: (إنه يعلم الجهر وما يخفى) يعلم ما جهرتم به ويعلم ما أخفيتوه.
وروى أحمد(٢٠٥٩٢) عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال له: (أوصيك بتقوى الله في سرّ أمرك وعلانيته) حسنه الألباني في صحيح الجامع(٢٥٤٤) لشواهده.
قال الحافظ ابن رجب في الجامع(٢١٥): من علم أن الله يراه حيث كان وأنه مطلع على باطنه وظاهره وسره وعلانيته ، واستحضر ذلك في خلواته ، أوجب له ذلك ترك المعاصي في السر… وتقوى الله في السر علامة كمال الإيمان.اهـ
فالسعيد من أصلح ما بينه وبين الله عزوجل ، ومن أصلح ما بينه وبين الله ، أصلح الله ما بينه وبين الخلق ، ومن لم يصلح ما بينه وبين الله ، وابتغى رضا الخلق بسخط ، سخط الله عليه وأسخط عليه الخلق.
والناس في التقوى لهم حالات:
١- منهم اتقى الله في السر واتقاه في العلن.
وهؤلاء هم الذين اتقوا الله حق تقاته.
٢- ومنهم لم يتق الله في السر ولا في العلن.
وهؤلاء أغواهم الشيطان وصدهم عن السبيل.
٣- ومنهم اتقى الله في العلن ولم يتقه في السر.
وهؤلاء لم يتقوا الله حق تقاته.
قال الحافظ ابن رجب في الجامع(٢١٧): قال أبو سليمان: إن الخاسر من أبدى للناس صالح عمله وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد.اهـ
– أيها الأخوة: إن لتقوى الله عزوجل ثمرات كثيرة جاءت في كتاب الله منها:
١- أنها سبب من أسباب محبة الله عزوجل للعبد.
قال تعالى: (إن الله يحب المتقين)
٢- أنها سبب من أسباب معية الله عزوجل للعبد.
قال تعالى: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم مُحسنون)
٣- أنها سبب من أسباب تحصيل العلم.
قال تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله)
٤- أنها سبب من أسباب تكفير السيئات وتعظيم الحسنات.
قال تعالى: (ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً).
٥- أنها سبب من أسباب التيسير.
قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً)
٦- أنها سبب من أسباب الرزق.
قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث ما يحتسب)
٧- أنها صفة من صفات أولياء الله.
قال تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون)
– كتبه/
بدر محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر
13 جمادى الثاني 1438هـ