– الأحكام الفقهية:
– مسألتان في حكم جمع الصلاتين في الريح الشديدة وترك الجماعة في الريح الشديدة.
– المسألة الأولى: حكم الجمع بين الصلاتين في الريح الشديدة.
تنازع أهل العلم في جواز جمع الصلاتين في الريح الشديدة ، وهما روايتان في مذهب أحمد.
قال العلامة ابن قدامة في المغني(٢/١٧٥):
أما الريح الشديدة في الليلة المظلمة الباردة ففيها وجهان:
أحدهما: يبيح الجمع ، قال الآمدي: وهو أصح ، وهو قول عمر بن عبدالعزيز.
والثاني: لا يبيحه ، لأن المشقة فيه دون المشقة في المطر.
ورجح الجمع بين الصلاتين في الريح الشديدة الباردة العلامة الحجاوي الحنبلي في زاد المستقنع(١١١) ، وابن عثيمين في الشرح الممتع(٤/٣٩٣)
لقاعدة: المشقة تجلب التيسير.
– المسألة الثانية: حكم ترك صلاة الجماعة في الريح.
يجوز ترك الجمعة والجماعة في الريح الباردة الشديدة جداً في أصح قولي العلماء.
لما جاء عن نافع، قال: أذن ابن عمر في ليلة باردة بضجنان، ثم قال: صلوا في رحالكم، فأخبرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن، ثم يقول على إثره: «ألا صلوا في الرحال» في الليلة الباردة، أو المطيرة في السفر.
رواه مسلم(٦٩٧) وفي لفظ له(٦٩٧) (أن ابن عمر أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح ، فقال: ألا صلوا في الرحال، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة ذات برد ومطر، يقول: ألا صلوا في الرحال).
قال العلامة الحجاوي الحنبلي في زاد المستقنع(١٠٧): ويعذر بترك جمعة وجماعة…وريح باردة شديدة في ليلة مظلمة.اهـ
وقال ابن عثيمين في الشرح الممتع(٤/٣١٩):
الصحيح أنه إذا وجدت ريح باردة شديدة تشق على الناس فإنه عذر في ترك الجمعة والجماعة
وهو أولى من العذر للتأذي من المطر.
كتبه/
بدر محمد البدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر
15 جمادى الثاني هـ1438