( قطف الورود في ختم سنن أبي داود )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وآله وصحبه وبعد:
– ترجمة أبي داود:
هو الإمام الحافظ أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق السجستاني ويسمى السجزي
والمعنى واحد نسبة إلى سجستان مدينة من مدن خراسان.قيل معناها في لغتهم بلد الكلاب.
– أخذ العلم على كبار الأئمة منهم الإمام المبجل أحمد بن حنبل، وأكثر الرواية عنه في سننه.
له عدة مصنفات من أشهرها كتابه السنن
قال الخطيب في تاريخه(٩/٥٧): عرض أبو داود كتابه السنن على الإمام أحمد واستحسنه.اهـ
توفي رحمه الله سنة(٢٧٥)بالبصرة .
– شرط أبي داود في سننه:
لم يفصح عن شرطه رحمه الله لكن قال ابن منده شرطه أن لا يروي عن راوٍ متروك.
ذكره الزركشي في نكته على المقدمة(٨٨)
قلت : أي لم يرو عن راوٍ متروك عنده وليس عند غيره، لأنه روى عن ستة رواه تقريباً من المتروكين عند الأئمة.
– سكوت أبي داود:
بُسط الكلام على سكوته في رسالتنا(المقصود من سكوت أبي داود)
والتحقيق أن ما سكت عنه في سننه هو صالح عنده للإحتجاج والاستشهاد.
– عدة أحاديثه في سننه:
قال الزركشي في نكته على المقدمة(٦٦):
قال ابن داسة سمعت أبا داود يقول:كتبت عن النبي عليه الصلاة والسلام خمسمائة ألف حديث انتخبت منها هذه السنن فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث والمراسيل نحو ستمائة حديث.اهـ
– أعلى أسانيده وأنزلها:
أعلى ما عنده رباعيات وهي كثيرة عنده غالبها من طريق القعنبي.
وعنده حديث مختلف فيه هل هو ثلاثي أم رباعي
رواه في كتاب السنة باب الحوض رقم(٤٧٤٩)عن أبي برزة.
وأنزل ما عنده حديث(لا نذر في معصية)(ح٣٢٩٢) فيه عشر رواة.
– معلقات أبي داود:
– معلقاته كثيرة غالبها أحاديث مرفوعة ساقها في المتابعات والشواهد،وعلق بعض الآثار
بلغ عدد معلقاته ألف حديثاً تقريباً
وفيه معلقات وصلها في سننه وبلغت (٦٠) حديثاً.
– عاداته في سننه:
١- غالب سننه في الأحكام بدئه بكتاب الطهارة وختمه في كتاب الأدب.
٢- إذا روى عن شيخين أو أكثر أحياناً يبين لمن اللفظ وأحياناً لا يبينه.
٣- إذا حول من إسناد لآخر أحياناً يبين لمن اللفظ
وأحياناً لا يبينه.
٤- من عاداته أنه يبين المهمل من الرواة أحياناً.
كقوله(ح-١٠)عن أبي زيد هو أبوزيد مولى بني ثعلبة
وقوله(ح-٦٦٦)عن أبي شجرة هو أبو شجرة كثير بن مرة.
٤- من عاداته أنه يبين الأحاديث التي تفرد بها أهل بلد معين.
كقوله(ح-٢٦) هذا مما تفرد به أهل مصر
وقوله(ح-١٥٥) هذا مما تفرد به أهل البصرة.وهكذا.
٥- من عاداته ربما يعقد الترجمة ويسوق أحاديث ضعيفة ثم يقول ليس في هذا الباب عن
النبي عليه الصلاة والسلام حديث مسند صحيح.
مثاله(ح-٥٠٩٣)
٦- من عاداته ربما ضعف الحديث واستدل بأقوال الصحابة بدلاً عنه
كقوله(ح-١٥٩)حديث(مسح النبي على الجوربين)قال:ليس بالمتصل القوي ومسح على الجوربين وعلي وابن مسعود…
٧- قد يكرر الحديث في أكثر من موضع لزيادات فيه.
٨- من عاداته أنه يبين غريب الحديث
كقوله(ح-١٦٩)القصة الجص.
٨- يرى جواز اختصار الحديث.
٩- من عاداته أنه يذكر أقوال الأئمة النقاد في الرجال أحياناً، وأحياناً يكتفي بقوله.
١٠- من عاداته أنه يذكر فقه الحديث أحياناً ويذكر أقوال العلماء كقوله( ح-٢٨١):المستحاضة تدع الصلاة أيام إقرائها وهو قول الحسن وابن المسيب وعطاء وغيرهم.
١١- من عاداته أنه يذكر علل الأحاديث ويبين سقيمها .
١٢-من عاداته أنه يبين ناسخ الحديث ومنسوخه.
١٣-يرى جواز رواية الحديث بالمعنى(ح-١٧٦٣)
١٤- من عاداته أنه يقدم السند على المتن وربما قدم المتن على السند وهذا قليل (ح-١٢٤٥)
١٥- إذا تعارض الحديثان عنده يأخذ بما أخذ الصحابة(ح-١٨٥١) و(ح-١٩٨٥)
– وهناك فوائد كثيرة يطول بسطها ذكرناها في موضع آخر.
كتبه
بدر محمد البدر العنزي
التعليقات معطلة.