@ الإبهام بصيغة الجمع @

– الإبهام بصيغة الجمع –

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وبعد:

المبهم هو من لم يعرف اسمه ولا نسبه.
والإبهام سبب من أسباب رد الحديث
فلا يقبل الحديث إذا كان في سنده مبهم
حتى يعرف من هذا المبهم وهل هو ثقة أم ضعيف.
لكن اختلف الأئمة الحفاظ بقبول المبهم بصيغة الجمع
كقول الراوي: حدثني جماعة أو حدثني رجال
ونحو ذلك مما هو بصيغة الجمع.

– ظاهر مذهب الإمام البخاري قبول ذلك
قال في صحيحه كتاب المناقب(ح-٣٦٤٢): حدثنا علي بن عبدالله أخبرنا سفيان حدثنا شبيب قال سمعت الحي يحدثون عن عروة أن النبي عليه الصلاة والسلام(أعطاه ديناراً يشتري له به شاة)

– والحي مبهم وهم جمع فأدرجه البخاري في أصول صحيحه محتجاً به.

– قال العيني في عمدة القاري(١٦/٢٢٩):
قول الخطابي والبيهقي وآخرون هذا الحديث غير متصل لأن أحداً من الحي لم يسم ؛
قال الكرماني: إذا كان شبيباً لا يروي إلا عن عدل فلا بأس به أو أراد نقله بوجه آكد إذ فيه إشعار بأنه لم يسمع من رجل واحد فقط بل جماعة متعددة ربما يفيد خبرهم القطع به.
قلت: كلامه يدل على أن الحديث المذكور متصل عنده وأن الجهالة بهذا الوجه غير مانعة من القول بالاتصال والراوي إذا كان معروفاً عندهم بأنه لا يروي إلا عن عدل فإذا روى عن مجهول لا يضره ذلك وأن الرواية عن جماعة مجهولين ليست كالرواية عن مجهول واحد.اهـ

– وقال الحافظ السيوطي في التوشيح(٥/٢٣١٢):
قدح بعضهم في الحديث بإبهام الحي وأجيب بأنهم جمع يمتنع تواطؤهم على الكذب فلا يضر الجهل بأعيانهم.اهـ

– قال العلامة الألباني في الإرواء(٥/١٢٨): وهذا لا يضر لأن المبهم جماعة من أهل الحي أو من قومه كما في الرواية الآخرى للبيهقي فهم عدد تنجبر به جهالتهم
وكأنه لذلك استساغ البخاري إخراجه في صحيحه وبمثل هذا التعليل قوى السخاوي في المقاصد الحسنة حديث(من آذى ذمياً فأنا خصمه).اهـ
وكان المحدث الألباني يصحح رواية الجمع إذا أبهموا في السند.
روى البخاري في الأدب المفرد(ح-٤٦)
قال حدثنا أصحابنا عن وكيع عن سفيان عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر قال(لكنْ أبو حفص عمر قضى) قال الألباني: صحيح الإسناد.

– قال الإمام ابن القيم في إعلام الموقعين(١/١٥٤):
عن الحارث بن عمرو عن أناس من أصحاب معاذ
عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن قال:( كيف تصنع إن عرض لك قضاء…)
فهذا حديث وإن كان عن غير مسمين فهم أصحاب معاذ فلا يضره ذلك لأنه يدل على شهرة الحديث.اهـ

– قال الإمام الحجاوي في شرح منظومة الآداب(٣٣٤):
حديث نصر بن علقمة حدثني رجال من بني سليم عن عتبة السلمي مرفوعاً( لا تقصروا نواصي الخيل ) رجال من بني سليم جماعة يبعد ألا يكون فيهم من لا يوثق بقوله لا سيما والمتقدمون حالهم حسن.اهـ

– قال الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة(ح١٠٤٤)
روى أبو داود عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله عن أبائهم عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال(ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه…فأنا خصمه يوم القيامة)
وسنده لا بأس به ولا يضر جهالة من لم يسم من أبناء الصحابة فإنهم عدد ينجبر به جهالتهم ولذا سكت عليه أبو داود.اهـ
وكذا قال الحافظ العراقي في التقييد(٢٦٤)

@- فائدة:
احتج بعض الأئمة الحفاظ برواية إبراهيم النخعي عن ابن مسعود مع أنه لم يسمع منه بل سمع حديث ابن مسعود من أصحابه.
قال الحافظ ابن حجر في التهذيب(١/١٦١):
قال إبراهيم إذا قلت عن عبدالله فهو عن غير واحد عن عبدالله .
قال العلائي: وجماعة من الأئمة صححوا مراسيلة
وخص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود.اهـ

كتبه
بدر بن محمد البدر