كلمات في الدعوة إلى الله – فضل صيام الست من شوال

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-فضل صيام الست من شوال.

-عباد الله: إن الأعمال الصالحة لم تنقضِ بانقضاء شهر رمضان ، فمواسم الخيرات كثيرة بعد شهر رمضان ، ومن الأعمال الصالحة بعد صيام شهر رمضان: صيام ستة أيام من شوال.
وصيامها مستحب عند أكثر أهل العلم.
لما جاء عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) رواه مسلم(٣/١٦٩)

-ومعنى الحديث: أن من صام شهر رمضان كاملاً ثم صام بعده ستة أيام من شهر شوال سواء صامها متتابعة أو صامها متفرقة ، كتب له من الأجر كمن صام سنة كاملة ، ويبين هذا بياناً شافياً ويوضحه ، ما جاء في الحديث
عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (صيام رمضان بعشرة أشهر وصيام الستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة) يعني:رمضان وستة أيام بعده.
رواه ابن خزيمة في صحيحه(٢١١٥) وفي لفظ لابن ماجه(١٧٤٠) عنه: (من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) صححه الألباني في سنن ابن ماجه(١٧٤٠)

ويشهد لهذا قوله تعالى في سورة الأنعام: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)
فالله عزوجل يضاعف الحسنة بعشر أمثالها.

قال الإمام ابن خزيمة في صحيحه(٤٨٧): النبي عليه الصلاة والسلام أعلم أن صيام رمضان وستة أيام من شوال يكون كصيام الدهر ، إذ الله عزوجل جعل الحسنة بعشر أمثالها أو يزيد إن شاء الله عزوجل.اهـ

-والأفضل المسارعة في صيام هذه الست ، لقوله تعالى في سورة البقرة: (فاستبقوا الخيرات).
فيشرع صيام الست من شوال بعد يوم العيد مباشرة ، لأن اليوم الثاني من شوال ، ليس من العيد ، يوم العيد أول يوم من شوال فقط.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن صوم يوم الفطر والنحر) رواه البخاري(١٩٩٢)
قوله(يوم الفطر) دل على أن يوم العيد يوماً واحداً لا ثلاثة أيام كما يظنه بعض العوام.

قال العلامة بن عثيمين في نور على الدرب(٧/٣٥٤): ‏الأفضل صيام ستة أيام من شوال أن تكون متتابعة ، وأن تكون بعد يوم الفطر مباشرة ، لما في ذلك من المسارعة إلى الخير.اهـ

-وهنا تنبيه: من عليه قضاء أيام من رمضان ، ينبغي له تقديم القضاء على صيام الست من شوال ، لأن صيام الفرض يقدم على صيام النفل ، جاء عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (اقضوا الله فالله أحق بالوفاء) رواه البخاري(١٧٥٤)

وقال عثمان بن موهب: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه وسأله رجل قال: إن عليَّ أياماً من رمضان ، أفأصوم العشر تطوعاً ، (قال لا ولِمَ؟ إبدأ بحق الله ثم تطوع بعدُ ما شئت).
رواه عبدالرزاق في المصنف(٧٧١٥)بسند صحيح.

فمن قدم صوم الست من شوال على صوم القضاء ، ترك الأولى ، وظاهر قوله(من صام رمضان) أي أتم صيام الشهر كاملا ، ومن عليه قضاء لم يتم الشهر كاملاً ، فلا يشمله الفضل الوارد في الحديث.

قال العلامة ابن عثيمين في الفتاوى(١٩/٢٠):إذا كان على المرأة قضاء من رمضان فإنها لا تصوم الستة أيام من شوال إلا بعد القضاء ، ذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال) ومن عليها قضاء من رمضان لم تكن صامت رمضان فلا يحصل لها ثواب الأيام الست إلا بعد أن تنتهي من القضاء.اهـ

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
عضو الدعوة والإرشاد بالحفر

٣ شوال ١٤٣٨هـ