كلمات في الدعوة إلى الله – حق الجوار

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة/ حق الجوار.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

فإن من الحقوق التي أمرت بها الشريعة الإسلامية ، حق الجار على جاره.
قال تعالى: (وبالوالدين إحسـٰناً وبذي القربى واليتـٰمى والمسـٰكين والجار ذي القربى والجار الجُنُب…)

واستفاضت الأحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في بيان حق الجار على جاره والوصية بالجار والإحسان إليه.

عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)
رواه البخاري(٦٠١٥) ومسلم(٢٦٢٥)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره) رواه البخاري(٦٠١٨) ومسلم(٤٧)

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك)
رواه مسلم(٢٦٢٥)

وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (خير الجيران عند الله خيرُهم لجاره) رواه الترمذي(١٩٤٤) وحسنه. وصححه ابن حبان(٥١٩) والحاكم(٤/١٦٤)والألباني في الصحيحة(١٠٣٠)

-والجيران نوعان:
الأول: جار قريب من بيتك ، وهو الجار الملاصق لبيتك ، قال تعالى: (والجار ذي القربى) وهذا أعظم الجيران حقاً.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أُهدي؟ قال: (إلى أقربِهِما منكِ باباً) رواه البخاري(٢٢٥٩)

الثاني: جار بعيد من بيتك ، قال تعالى: (والجار الجنب) يعني البعيد ، والجار البعيد قيل حده سبعة بيوت من كل جانب ، وقال بعض السلف: الجار أربعون داراً من كل جانب ، سئل الحسن عن الجار؟ فقال: (أربعين داراً أمامه وأربعين خلفه وأربعين عن يمينه وأربعين عن يساره) رواه البخاري في الأدب المفرد(١٠٩) وحسن إسناده الألباني في الأدب المفرد(١٠٩)

والجيران يتفاوتون في الحقوق:
منهم مَن له ثلاثة حقوق: هو الجار القريب المسلم ، وهذا له حق الجوار وحق القرابة وحق الإسلام.
ومنهم له حقان: وهو الجار المسلم ، وهذا له حق الجوار وحق الإسلام.
ومنهم له حق واحد: وهو الجار الكافر ، وهذا له حق الجوار.

-وحقوق الجار على جاره كثيرة:
منها: الإحسان إلى الجار.
قال تعالى: (وبالوالدين إحسـٰناً وبذي القربى واليتـٰمى والمسـٰكين والجار ذي القربى والجار الجُنُب…)
وعن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُحسن إلى جاره)رواه البخاري(٦٠١٩) ومسلم(٤٨)

عن ابن الزبير رضي الله عنه قال: سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع) رواه البخاري في الأدب المفرد(١١٢)
وصححه الألباني في الصحيحة(١٤٩)

والإحسان إلى الجار يكون: بالكلمة الطيبة ، وستر عيوبه وعدم فضحه ، ومواساته عند حاجته وعدم خذلانه.

ومن حقوق الجار على جاره: عدم أذى الجار.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره) رواه البخاري(٦٠١٨) ومسلم(٤٧)

وعن أبي هريرة قال: قيل للنبي عليه الصلاة والسلام يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصّدّق وتؤذي جيرانها بلسانها؟ فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (لا خير فيها هي من أهل النار)
رواه البخاري في الأدب المفرد(١١٩) وصححه الحاكم(٤/١٨٣) والألباني في الصحيحة(١٩٠)

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه)رواه البخاري(٦٠١٦) ومعنى بوائقه يعني غدراته وخيانته.

والأذى بغير حق محرم لكل أحد ، ولكن في حق الجار أشد تحريماً.
ويكون الأذى بالقول ، كأن يسمع جاره ما يزعجه.
ويكون بالفعل ، كأن يضييق على جاره أو يُلقي القمامة عند بابه.

ومن حقوق الجار على جاره: الصبر على أذى الجار.
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة يحبهم الله) وذكر منهم: (الرجل يكون له جار يؤذيه جواره
فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ظعن) رواه أحمد(٢١٢٣٧) وصحح إسناده الهيثمي في المجمع(٨/٩٦) والألباني في صحيح الجامع (٣٠٧٤)
يعني يصبر على أذاه حتى يموت أو يرحل.

قال الحسن البصري رحمه الله: (ليس حسن الجوار كف الأذى ، ولكن حسن الجوار احتمال الأذى) ذكره ابن رجب في الجامع(١٨٤)

كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية

٢٠ صفر ١٤٣٩هـ