-كلمات في الدعوة إلى الله.
-الكلمة/ آداب المشي إلى الصلاة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
عباد الله: إن المشي إلى الصلاة ، له عدة آداب بينها النبي عليه الصلاة والسلام ورغب فيها وحث عليها ، لما يترتب عليها من الأجور والحسنات الكثيرة.
-من هذه الآداب: أن يذهب من أراد الصلاة إلى المسجد متطهراً.
جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة)
رواه مسلم(٦٦٦)
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إذا تطهر الرجل ثم مر إلى المسجد يرعى الصلاة كتب له كاتبه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات)
رواه ابن خزيمة في صحيحه(١٤٩٢) وابن حبان في صحيحه(٢٠٤٣)
صححه الألباني في صحيح الترغيب(٢٩٨)
-وأن يمشي إلى الصلاة بسكينة ووقار.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار ولا تُسرعوا) رواه البخاري(٦٣٦)وبوب له: باب لا يَسعى إلى الصلاة وليأت بالسكينة والوقار.
والسكينة: هي الطمأنينة والتأني في المشي.
والوقار: هو الرزانة والحِلم وغض البصر وخفض الصوت وقلة الالتفات.
-وأن يقارب بين خطاه أثناء مشيه إلى الصلاة ، ولا يُسرع في المشي.
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أقيمت الصلاة فخرج رسول الله عليه الصلاة والسلام يمشي وأنا معه فقارب في الخطا ، ثم قال لي: (أتدري لما فعلت هذا؟ لتكثر عدد خطانا في طلب الصلاة) رواه عبد بن حميد في مسنده(٢٥٦)
ورجاله ثقات سوى الضحاك بن نبراس مختلف فيه.
والحكمة من مقاربة الخطا أثناء المشي إلى الصلاة ، كي تكثر الحسنات ، وتُحط السيئات.
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه:(كانت خطواتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة) رواه مسلم(٦٦٦)
وكره أكثر أهل العلم المشي السريع إلى الصلاة حتى وإن خشي فوات الصلاة ، لعموم قوله عليه الصلاة والسلام في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينة والوقار ولا تُسرعوا) رواه البخاري(٦٣٦)
-وأن يقول عند خروجه للمسجد: (اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي لساني نوراً واجعل في سمعي نوراً واجعل في بصري نوراً واجعل من خلفي نوراً ومن أمامي نوراً واجعل من فوقي نوراً ومن تحتي نوراً وأعطني نوراً)
رواه مسلم(٧٦٣) عن ابن عباس رضي الله عنه.
وبوب له النووي في الأذكار(٤٣) باب ما يقول إذا توجه إلى المسجد.
-وأن لا يشبك بين أصابعه حتى تنقضي الصلاة.
عن كعب بن عُجرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءَه ثم خرج عامداً إلى المسجد فلا يُشبكن يديه فإنه في صلاة)
رواه أبو داود(٥٦٢)والترمذي(٣٨٦)
وصححه ابن حبان(٢٠٣٦) والحاكم(٧٤٥) والألباني في صحيح الجامع(٤٤٢)
قال الخطابي في معالم السنن(١/٢٩٥): تشبيك اليد هو إدخال الأصابع بعضها في بعض والاشتباك بهما ، وقد يفعله البعض عبثاً وبعضهم ليفرقه أصابعه.اهـ
والنهي عن تشبيك الأصابع خاص لمن خرج إلى الصلاة أو جلس في المسجد ينتظر الصلاة.
قال ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب(٤/٣٤٠): تشبيك الأصابع لمن ذهب إلى الصلاة أو جلس في المسجد ينتظر الصلاة منهي عنه ، وأما ما سوى ذلك فلا بأس به فيجوز أن يشبك الإنسان أصابعه بعد الصلاة.اهـ
-ويستحب عند دخول المسجد أن يقدم رجله اليمنى ويقول(اللهم افتح لي أبواب رحمتك) وعند خروجه يقدم رجله اليسرى ويقول(اللهم إني أسألك من فضلك).
لحديث أبي أسيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك)
رواه مسلم(٧١٣)
-ويصلي ركعتين تحية المسجد قبل أن يجلس ، وتحية المسجد سنة مؤكدة ، وتصلى حتى لو كان وقت نهي في أصح قولي العلماء.
لما جاء عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس)
رواه البخاري(٤٤٤) ومسلم(٢/١٥٥)
ولفظ الحديث عام يشمل وقت النهي وغيره.
-ويشتغل بذكر الله والدعاء وقراءة القرآن حتى تقام الصلاة ، وهو في صلاة ما دام ينتظر الصلاة.
كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (لا يزال أحدُكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسُه) رواه مسلم(٦٤٩)
كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية
٢٦ ربيع الأول ١٤٣٩هـ