كلمات في الدعوة إلى الله – الإسلام وفضله.

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة/ الإسلام وفضله.

عباد الله: إن حقيقة الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك وأهله.
قال تعالى في سورة النساء(١٢٥): (ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفاً)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء(٥٦٠): لفظ الاسلام يتضمن الاستسلام والانقياد ويتضمن الإخلاص.اهـ

-فالإسلام يتضمن ثلاثة أشياء:
-أولاً: الاستسلام لله بالتوحيد: والتوحيد إفراد الله بالعبادة ، والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.الظاهرة كالصلاة والزكاة والصيام والحج والحلف والنذر والذبح وغيرها ، والباطنة كالرجاء والخوف والتوكل والإنابة والخضوع والاستعانة وغيرها.
والموحد هو الذي صرف كل العبادات الظاهرة والباطنة لله عزوجل دون ما سواه.

-ثانياً: والانقياد له بالطاعة: وهذا حقيقة العبودية ، فمن انقاد لله بالطاعة فهذا آمن بربه.
والانقياد لله بالطاعة: هو أن تمتثل الأوامر الشرعية التي أمر الله عزوجل بها وأمر النبي عليه والسلام بها ، وأن تجتنب النواهي التي نهى الله عزوجل عنها ونهى النبي عليه الصلاة والسلام عنها.
والشارع لا يأمر إلا بخير ولا ينهى إلا عن شر ، فكل ما كان فيه خير للناس في دينهم ودنياهم أمر به الشارع أمر وجوب أو استحباب ، وكل ما فيه شر للناس في دينهم ودنياهم نهى عنه الشارع نهي تحريم أو كراهة.

-ثالثاً: والبراءة من الشرك وأهله: أي أن تتبرئ من الشرك وهو جعل شريك لله في ألوهيته أو ربوبيته أو أسمائه وصفاته ، وتتبرئ من أهل الشرك فلا توالي مشركاً.
والولاء يكون للإسلام والمسلمين ، قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)
والبراء من الكفر والكافرين ، قال تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق)

قال ابن رجب في الجامع(٣٩٦): من كان لا يحب ولا يبغض إلا لله ولا يوالي ولا يُعادي إلا له فالله إلههُ حقاً ، ومن أحب لهواه وأبغض له ووالى عليه وعادى عليه فإلهه هواه.اهـ

-عباد الله: إن الإسلام الذي بعث الله عزوجل به نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام ، له فضائل كثيرة جاءت في كتاب الله عزوجل ، منها:

١-أن الإسلام هو الدين الحق عند الله عزوجل ، قال تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام)
قال ابن كثير في تفسيره(٢/١٩): قوله(إن الدين عند الله الإسلام)إخبار من الله تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام ، وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين حتى ختموا بمحمد عليه الصلاة والسلام ، الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد عليه الصلاة والسلام ، فمن لقي الله بعد بعثته عليه الصلاة والسلام بدين على غير شريعته فليس بمتقبل.اهـ

٢-أن الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله عزوجل لعباده ، قال تعالى: (ورضيت لكم الإسلام ديناً).
قال ابن كثير في تفسيره(٣/٢٠): قوله(ورضيت لكم الإسلام ديناً) أي فارضوه أنتم لأنفسكم فإنه الدين الذي رضيه الله وأحبه وبعث به أفضل رسله الكرام وأنزل به أشرف كتبه.اهـ

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (يا أبا سعيد ، من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً وجبت له الجنة) رواه مسلم(١٨٨٤)

٣-أن الإسلام هو الدين الذي لا يقبل الله عزوجل ديناً سواه ، قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).
قال الطبري في تفسير آل عمران(٨٥): يعني بذلك جل ثناؤه: ومن يطلب ديناً غير دين الإسلام ليدين به ، فلن يقبل الله منه وهو في الآخرة من الخاسرين.اهـ

فالحمد لله الذي هدنا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا هدانا الله عزوجل.

-كتبه
بدر بن محمد بدر العنزي
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية

١١ ربيع الآخر ١٤٣٩هـ