كلمات في الدعوة إلى الله – حرمة أكل الربا

-كلمات في الدعوة إلى الله.

-الكلمة/ حرمة أكل الربا.

-عباد الله: إن من المحرمات التي حرمتها الشريعة الإسلامية ، وأجمعت كل الشرائع على تحريمه ، أكل الربا ، والربا كبيرة من كبائر الذنوب ، وموبق من الموبقات أي المهلكات التي تهلك فاعلها في نار جهنم ، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (اجتنبوا السبع الموبقات) قالوا: يا رسول الله وما هن؟ وذكر(وأكل الربا)رواه البخاري(٢٧٦٦) ومسلم(٨٩)

-وآكل الربا يقوم يوم القيامة كالمصروع حال صرعه ، قال تعالى: (الذين يأكلون الربوٰا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطـٰن من الـمس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربوٰا وأحل الله البيع وحرم الربوٰا) أي أن الذين يأكلون الربا ، يقومون من قبورهم يوم القيامة كما يقوم المصروع حال صرعه بسبب تضخم بطونهم من أكل الربا.
جاء في الحديث عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياك والذنوب التي لا تغفر: الغلول ، فمن غل شيئا أتى به يوم القيامة ، وأكل الربا، فمن أكل الربا بعث يوم القيامة مجنوناً يتخبط ، ثم قرأ: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} رواه الطبراني في الكبير(١٨/٦٠) وحسنه الألباني في الصحيحة(٣٣١٣)
قال ابن عباس رضي الله عنه: (آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق)رواه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير(١/٤٢٧)

-وأكل الربا متوعد بحرب من الله عزوجل ورسوله عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى: (يـٰأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربوٰا إن كنتمـ مؤمنين)أي اتركوا ما لكم على الناس من الزيادة على رءوس الأموال بسبب تعاملكم بالربا.
(فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله)وهذا تهديد أكيد ووعيد شديد لمتعاطي الربا وأنه متوعد بحرب من الله ورسوله ، وخاب وخسر من حارب الله ورسوله.

-عباد الله: لقد تكاثرت الأحاديث واستفاضت عن النبي عليه الصلاة والسلام في النهي عن الربا والتحذير منه ، ولعن كلَّ المتعاملين فيه.
عن جابر رضي الله عنه قال: (لعن رسول الله عليه الصلاة والسلام آكل الربا ومُؤكله وكاتبه وشاهديه ، وقال: هم سواء)رواه مسلم(١٥٩٨)
واللعن هو الطرد من رحمة الله ، فآكل الربا مطرود من رحمة الله وكذا موكله وكاتبه وشاهديه.

-وأخبر عليه الصلاة والسلام أن أكل الربا أشد حرمة من الزنا.
عن عبد الله بن حنظلة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية)رواه أحمد(٢٢٠٠٧)صححه الألباني في صحيح الجامع(٣٣٧٥)

وهو أشد حرمه من إتيان الرجل أمه والعياذ بالله.
عن البراء بن عازب رضي الله عنه مرفوعاً: (الربا اثنان وسبعون باباً أدناها مثل إتيان الرجل أمه) رواه الطبراني في الأوسط(١/١٤٣)وله شاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه رواه ابن الجارود في المنتقى(٦٥٦)
قال الألباني في الصحيحة(١٨٧١): الحديث بمجموع طرقه صحيح ثابت.اهـ

-وأخبر عليه الصلاة والسلام أن آكل الربا معرض لعقاب الله عزوجل.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما ظهر الربا والزنا في قوم إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله عز وجل)رواه أحمد(٣٨٠٩)صححه ابن حبان(٤٤١٠)وحسنه الألباني في صحيح الجامع(٥٦٣٤)

-عباد الله: إن الربا له مفاسد كثيرة ، منها:
١-أن فيه قطع المعروف بين الناس.
٢-فيه قطع لباب القرض الحسن.
٣-فيه ظلم المحتاج حيث أخذ ماله بغير حق.

-عباد الله: على كل من يتعطى الربا أن يتوب إلى الله عزوجل ، فإن باب التوبة مفتوح لم تبلغ الروح الحلقوم ، وربنا عزوجل غفور رحيم ، فإذا تاب آكل الربا فله رأس ماله من غير زيادة ولا نقصان.
وقال تعالى: (وإن تبتمـ فلكم رءوس أموٰلكم لا تَظلمون ولا تُظلمون)أي إذا تبتم من الربا لكم رءوس أموالكم من غير زيادة ولا نقص.

وإذا تاب موكل الربا فله ما سلف وأمره إلى الله.
قال عزوجل: (فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله)
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره(١/٤٢٨): قوله(فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله)أي من بلغه نهي الله عن الربا فانتهى حال وصول الشرع إليه ، فله ما سلف من المعاملة ، لقوله: (عفا الله عما سلف) وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (وكل ربا في الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين وأول ربا أضع ربا العباس)ولم يأمرهم برد الزيادات المأخوذة في حال الجاهلية بل عفا عما سلف.اهـ

-هذا والله أعلم.

-كتبه/
بدر بن محمد بدر العنزي
الداعية في وزارة الشؤون الإسلامية

١٥ جمادى الآخر ١٤٣٩هـ